أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله » وأحسن الهدي
هدي محمد كي وشر الأمور محدثاتها » وكل محدثة
بدعة » وكل بدعة ضلالة » وكل ضلالة في النار .
وقد قال تعالى : إ ولا تقف ما ليس لك به علم
إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه
وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم
وقال رسول الله في : « من كذب عليّ متعمداً
كذب فهو أحد الكاذبين » .
ولقد كنت ألقيت محاضرة بالجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية بعنوان « أهمية الإسناد ومكانته في
الدين » » ولقد سر الله طبع الشطر الأول من
المحاضرة باسم « الإسناد من الدين ومن خصائص
أمة سيد المرسلين َي » .
ورأيت اليوم نشر الشطر الأخير على وجازته
الملبحث :
* ومن رام البسط والمزيد فليراجع كتب مصطلح الحديث :
مبحث الحديث الموضوع . وانظر « تحذير الخواص من
أحاديث القصاص » للسيوطي و ه مقدمة الكامل لابن عدي »
وكتاب « الوضع في الحديث » للدكتور الفاضل عمر محمد
فلاته . وغيرها من المصادر .
« وجوب التثبت في | لرواية وخطورةالتساهل في
ذلك » . والله سبحانه أرجوا أن يتقبل هذا
العمل ؛ وأن ينفع به وبغيره ؛ وصل الله وسلم
وبارك على نبينامحمد وعلى اله وصحبه وسلم .
أبو صهيب عاصم بن عبدالله بن إبراهيم القريوي
المدينة النبوية
يوم الجمعة 1407/5/7 ه
وجوب التثبت في الرواية
لقد كان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
- يتلقون أمور دينهم كلها عن رسول الله كيه مباشرة
أو بواسطة من شهد ذلك مع رسول الله كيه سواء
كان من قوله أو فعله أو تقريره .
عدول » بتعديل الله تبارك وتعالى لمم خلافاً
لبعض أهل الأهواء » الحاقدين على صحابة رسول
الله كِلةٍ .
ولهذا ولغيره» لا يتصور أبداً احتمال الكذب
على رسول الله قي من ذلكم الرعيل الذي قدم
الغالي والنفيس في الدعوة إلى الله عز وجل » ونشر
دين الإسلام ٠» الدين الحق ؛ والذب عن الشريعة
خير الجزاء .
ولقد كان التحري والتثبت موجوداً في الرواية
لدى صحابة رسول الله كيةِ » ولقد كان الخليفة
الراشد أبوبكر الصديق + خليفة رسول الله كل
وأفضل الأمة بعده » أول من احتاط في قبول
الأخبار .
وإن العناية بالإسناد من حفظ الله تبارك وتعالى
لدينه ؛ حيث يقول تعالى : جلا حي
وإنا له لحافظون » [ سورة الحجر : 4] .
شك أن الحديث النبوي » داخل ضمن قوله ل
عبدالله بن المبارك عن الأحاديث الموضوعة ؟ قال :
ولقد جاءت أقوال عديدة عن أئمتنا الأعلام »
الإسناد سلاح المؤمن 6 فإذا م يكن معه سلاح فبأي
شيء يقاتل ؟
وأن الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد ؛ كمشل
الذي يرقى السطح بغيرسلم .
وأن الإسناد خاص بأمة محمد كَل وليس ذلك
لأمة غيرها .
بقل .
وأنه رأض مال طالب الحديث .
وأن الذي يطلب الحديث بلا إسناد فهو
كحاطب ليل, ؛ يجمل حزمة حطب فيها أفعى ©
وهو لا يذري .
وغير ذلك كثير .
»١( ذكرت طائفة طيبة منها في « الإسناد من الدين ومن خصائص
أمة سيد المرسلين ل » نشر مكتبة المعلا بالكويت +
وجوب التثبت في الرواية :
مما تقدم يظهر لنا عظم هذا الأمر ودقته . وأن
لابد لنا من التثبت في كل ما نقوله » أو نحتج به
أو تعمل على ضوئه . وقد قال الإمام مسلم رحمه الله
في « مقدمة صحيحه ١6 :
« اعلم وفقك الله تعالى أن الواجب على كل أحد
عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها »
وثقات الناقلين من المتهمين , أنه لا يروي إلا ما
عرف صحة مخارجه والستارة في ناقليه + وأن يتقي
منها ما كان منها عن أهل التهم » والمعاندين من
أهل البدع . والدليل على الذي قلنا من هذا هو
اللازم دون من خالفه قول الله جل ذكره ل ياأيها
[ سورة الحجرات : + . وقال جل ثناؤه : ل من
0 صحيح مسلم (70/1- 13 بشرح النووي ) .
تَرْضُون من الشهداء 6 [ سورة البقرة : 387 ] +
وقال عز وجل : وأشهدا دوي عدل منكم »
أن خبر الفاسق ساقط غير مقبول » وأن شهادة غير
العدل مردودة . والخبر وإن فارق معناه الشهادة في
بعض الوجوه ؛ فقد يجتمعان في أعظم معانيها +
كان خبر الفاسق غير مقبول عند أهل العلم » كما
نفي رواية المنكر من الأخبار » كنحو دلالة القرآن
على نفي خبر الفاسق ؛ وهو الأثر المشهور عن
كذب فهو أحد الكاذبين »0 انتهى ٠
© رواه مسلم في مقدمة صحيحه (113/1 نووي ) . وا مشهور
وَجَوْرٌ بعض الأئمة فتح الياء في « يرى » فتكون بجع عَلِم
جاء في د الكاذبين » « الكاذِبين » بفتح الباء وكسر النون على <
وقال الحافظ ابن حبان رحمه الله :
رع عن نشرها بعد علمه بما اختلط عليه منهاء
حتى نشرها وحدث بها وهولايتيقن بسماعها»
لبالحري أن لاحت به في الأخبار » لأنه في معنى من
صدقه ؛ والشاك في صدق ما يقول + لايكون
بصادق 96 .
وقال الإام النووي :
« يحرم رواية الحديث الموضوع على من عرف
> النية كا في مستخْرّج أبي نعيم عل صحيح مسلم في
رواية » وفي أخرى على الشك في التثنية والجمع . أقاده
النووي (14/1- - 19) من شرح صحيح مسلم .
0 «المجروحون من المحدثين والضعفاء وامتروكين » لابن حبان
(/214) ترجمة صالح بن أي الأخضر .