وجودهم
أما المسلمون فهم مدزكون أنهم ؛ الأّة الوسنط الشهيدة على الناس + التى
والاعتقاد والسلوك والنظام وسائر شعون الحياة
ومهمة الشهادة على الناس « تفرض على هذه الأمة خالطة غيرها ؛ ومعايشة
سواها » وإقامة أنواع مختلفة من العلائق بينها وبين الآخرين » فكان لابد من حاجز
نفسى بينها وبين أعدائها على أن لابحول هذا الحاجز دون قيامها بواجب ١ الشهادة
على الناس * فالتوازن بين تحقيق واجب إيجاد ؛ الحاجز » وبين تنفيذ واجب
« الشهادة ؛ أمر ضرورى لكى لا بؤدى واجب ويهمل آخر .
أما و الحاجز النفسى » فإن الإسلام قد حققه بعدة أمور منها ؛
الإحساس بالاستعلاء والشعور بالعزة :ف( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنمم
وى الحديث ؛ .. الإسلام يعلو ولا يعلى ؛ 70 )
الإحساس بكراهية الكفر وأهله ؛ وازدراء ماهم عليه والاستهانة به : فإ إنكم
وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنم فا واردون 6 49 )
والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كا تأكل الأتعام والنار وى
ف إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون + ولو علم الله يهم
١ ) الآية ( 174 ) من سورة آل عمران.
) الأب زه ) من سو المافقوة
( 3 ) جز من حديث ورد فى البخارى وم بمين قله وقد ورد موصولا مرفوعا عند الدايقطى ومحمد بن
الوجه وى أوله قصة وهى : أن عائذا جاه يم الفتح مع أى سفيان , فقال الصحابة : هذا أب سفيان
وعالذ بن عمرر . فقال رسول الله ب : هذاعائذ بن عمو وأبو فيان + الإسلام أعز من ذلك + الإسلام
بعلو ولا على . أاد عليه الصلاة والسلام تطيمهم البداءة بذكر المسلم ( راجع فح البارى :9 / 108 )
4 ) الآية ( ه4 ) من سورة الأنياء
) الآي4 170 ) عن سور محمد
وإذا خيف من تأثر البعض بمظاهر علم لديهم او تقدم حسى عندهم
فذلك لأنهم ( ... يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم
فى الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون 4
ومن تلك الأمور النى تحقق « الحاجز النفسى » بين المسلمين وأعدائهم :
منع المسلمين من موادة الكافرين أو توليهم
قال تعال لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله
خالدين فيياءرضى الله عنهم ورضوا عنه؛أولتك حزب اللهءألا إن حزب الله هم
قال تعال : م بأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوع أولياء تلقو
إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءم من الحق يخرجون الرسول وإياٌ أن تؤموا بالله
المؤمنين والكافؤين صلة رحم عادية أو أعلى درجة من صلات القرابة ألا وهى البنوة
0١9 الآمان ل 17 17 ) من سوة الأنقال
() الآية ( ل ) من صودة الروم
() الآة عه ) من سو الدية
فيقول : «( لن تتفعكم أرحامكم ولا أولادم يوم القيامة يفصل بينكم والله بم
تعملون بصير » ()
وبين أعداء الله وأعدائهم من الكافرين على صعوبته قد كلف به مؤمنون
قبلهم ونفذوه وقاموا به حت القيام فلهم فى أسلافهم الأسوة الحسنة ؛ حيث
الكافرين حاجزا من العداوة والبغضاء لا ينقطع حتى يؤمن القوم الله وحده
تؤمنوا بالله وحدة ... 4 ()
وقد يتوهم البعض فى موقف إبراهيخ من أبيه ما يعارض هذا المبدأ ؛ ويصطدم
بهذه القاعدة من قواعد العلاقات بين المسلمين وأعدائهم » ولذلك فإن القرآن
العظيم يبادر إلى إزالة هذا الوهم » وإيضاح موقف إبراهم » فيقول تعال
ل إلا قول إبراهم لأبيه لأستغفرن لك ؛ وما أملك لك من الله من
إذن : فموقفه عليه الصلاة والسلام من أبيه ليس بموقف ولام » ولكنه موقف
أملاه الوفاء بوعد سابق . فليس فيه أى خروج على القاعدة ؛ أو انحراف عن
ف ..... وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ؛ فلما
تبين له أنه عدو لله تبأ منه إن إبراهيم لأواه حلم 99
هذه بعض الأمور التى جاء بها الإسلام لتحقيق الحاجز النفسى وقاء
أما واجب « الشهادة على الناس » الذى حمّله الله هذه الأمة فإنه يفيض
عليها أن تخالط الأنم الأخرى ؛ وتقيم بينها وبين تلك الأم علاقات تنيح لها فرصة
والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحدة ..» 0 . وهذا الاستثناء هو ماورد فق
قوله تمال : ف( لايهام الله عن الذين لم يقاتلوع فى الدين ولم يخرجوم من ديار
يتوهم فأوتك هم الطلمون 079 .
فواجب ١ الشهادة على الناس » لاتقوم به إلا الأمة الوسط الخوة » المتميزة
بشخصيتا الإسلامية المستقلة » الممتنعة عن الذوبان فى غيها » أو فقدان شىء
من معالم شخصيتها لتكون مثلا يحتذى » ونموذجا به يقتدى » وأسوة للأم تتأسى
بها وتترسم خطاها +
إن الصدر الأول منداقليٍ الأمة قد أدرك أن الشهادة على الناس تعنى : أن
تكون هذه الأه تقوم على العدل ؛ وتعمل به ونحمى حق
الآخرين فى الاعتيار + وحية إادتهم فى إقامة جتمع جديد يقوم عل التحرر من
عبادة العباد » والتخلص منها إلى عبادة الله وحده » ومن جور الأديان إلى عدل
الإسلام ؛ ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .
وأما العصور اللاحقة للصدر الأول فهى عصور دونت فيا العليم
) 4 المنحة رم
ومن الأمور التى حددها الفقهاء فى بجال العلاقات بين المسلمين
وسواهم من الأنم المعادية لهم » المحيطة بهم » والتى رفضت أن تعترف للإنسان
بحتى الاختيار ( ) ١ بيان أن العالم ينقسم إلى دور ثلاثة :
دار الإسلام
ودار العهد
ودار الخرب( ١ )
فدار الإسلام هى الأض التى علت فيها كلمة الله ؛ وطبقت فيها أحكام
ودار الحرب هى الأض التى لاسلطان للإسلام عليها + وللربط بين أهلها
وأهل دار الإسلام شىء من المعاهدات بقطع النظر عن أن تكون بين المسلمين
التسمية عبارة عن تصوير وتنظم للشئون القاننية ولواقع العلاقات بين المسلمين
وسواهم من الأنم المعادية (؟) .
وقد تكون المناسبة الداعية لإظلاق هذه التسمية على هذا النوع من
الأض : أنها دار يحتمل أن تعلن الحرب عل دار الإسلام فى أى وقت مادام ليس
بينها وين دار الإسلام عهد » أو نوع آخر من أنواع العلاقة : فلا يصح أن يفهم
من ذلك حتمية وجود حالة الحرب49) ينها وبين دار الإسلام +
النظر فيها نجد الحكمة فيها ظاهرة بارزة : فلعلها جزء من التدابير التى اتخذها
الفقهاء المسلمون لتكريس « الحاجز النفسى المسلمين وأعدائهم للمحافظة
+ 4 من محاضرة للأخ د . عبد الحميد أبر سليمان «الحراب المقالة والدرائر اللتداعقة صفحة ) ١
.) السلمين بصلح لا بفتع وبوة : روجع أحكام الذمين لعبد الكرم زدان
( 7 ) ( اراب المقابلة والدوائر المداعلة من 4 )
(4) اللرع السابق
على الشخصية الإسلامية ؛ وحمايتها من الذوبان فى غيها فالأمة إذا كانت غالبة
قاهرة فإنها كثرا ما تستبين بشخصية الأ المغلوبة + وقدرتها على التأثير فيها +
ومن خلال استهانتها بأعدائها قد تدخل إليها من أفكار المغلوب وسلركياته
واعتقاداته ما يكون له آثار مدمرة لكيانها فى المستقبل +
المغلوب كثيا ما ينقاد بوعى أو بدون وعى إلى تقليد الغالب وحاكاته » لأنه ما
دام الغالب غالبا فالمغلوب يظن أن كل ما يصدر عنه من فكر أو اعتقاد أوسلوك
« كالحاجز النفسى الدقيق » مع التوازن احكم » والفهم العميق للواجبات المختلفة
على المسلم » وطرائق تنفيذها
كا وردت فى السنة أحاديث كثية فى تنظيم هذا الأمر الخطير من شعون
الأمة . وستطلع على الكثير من ذلك فى ثنايا هذه الرسالة +
لقد شرع الله تعالل « الأحوة الإسلامية » رابطة بين المؤمنين + وهى أقوى
رابطة يمكن أن تقوم بين إنسان وآخر بعد الأبوة والبنوة وقد قطع « أحرة
النسب » حين يتلف الدين » وألغى اعتبارها ليخلو مكائها لأحوة العقيدة ؛ وقد
جاء الكتاب والسنة بتشريع كل مامن شأنه أن يدعم هذه الأحوة » ويعززها +
رما شرعه الله تعالل لتحقيق ذلك : إيجاب « لاي المؤين للمؤمن +
ف والمؤبنون والمؤبنات بعضهم أولياء بعض » )١( وقطع « اللاية » بين
من شأنهم أن يوالوا المؤمنين وهم كافرون ما آمنوا به فأهل الكفر إليهم أقرب +
وأهل الكفر صف واحد فى مواجهة المسلمين حتى يردوهم عن دينهم إن
استطاعوا ( ؟ ) “فالواجب إذن : أن يكون المسلمون صفا واحدا فى مواجهة
عن المؤمنين والراغيين فى الإيمان سيوف ضطهادهم ليتبحوا لهم حرية الاختيار
* ب التساخ والتهاون :
وإن أول الوهن الذى أصيب به المسلمون هو وقوعهم فى أزمة التردد فى هذا
الثمر ؛ هذا التردد الذى جرهم بدوره إلى الخلط بين التساح الذى أمروا به مع أهل
بالعهود لمن عاهدوا منهم + وبين التساهل مع أعداء الله وأعدائهم من المحاريين لله
ولرسوله فكثيا ما وضعوا التساهل والتعاون موضع الحزم والصلابة © وهل
أضاعهم اليوم غير هذا ؟
إن المسلمين اليوم أحوج ما يكونون إلى العمل على إعادة بناء هذا
« الحاجز النفسى » بينهم وبين أعدائهم لييقوا على ما قد يكون بقى لهم من عرى
الام ؛ ويوموا ما قد رث منها وبلى فإن الكفار ما استطاعوا النيل من هذه الأنة
إلا بعد أن تمكنوا من هدم « الحاجز النفسى 6 بينهم وبين المسلمين بوسائل
متعددة وخطط مخلفة » وجهود متصلة بدأت منذ أن انتصر الإسلام وقامت
دولته ؛ ويفس الكفار من تدميا ؛ أو النيل منها
١ ) الآية ( 17 ) من سورة الأتفال
) اقباس من الآية ( 119 ) من صورة البق +
7 ) اقباس من الآية 4 ) من سورة المتحنة
لقد أدرك الكفار أن تدمير هذه الأمة لايمكن أن يم إلا من الداخل +
والولوج إلى داخل هذه الأنة لا يمكن أن يم إلا بعد تخريب ذلك « الحاجز
النفسى » فأجمعوا أمرهم على ذلك وكان من أول ما أصيب به المسلمون بعاد
كا أسرفوا فى اتخاذ الكتاب والوكلاء والأطباء والمترجمين من الكفرة؛ فأتجحت.
للكفار الفرص الواسعة للاطلاع على عورات المسلمين » والتدخل فى أخطر شتونيم
نفوس المسلمين .
إن معظم الفتن الداخلية والحروب الأهلية التى وقعت بين المسلمين وعوامل
الضعف والانحطاط التى اجتاحت ديار الإسلام لو درست بإنعام ودقة لوجدت
أصابع هوام الكفار وراءها ؛ واستعراض ذلك بتفصيل تقصر عنه المجلدات +
دولة واحدة من دول الإسلام » تلك هى « الدولة العانية » فهى الدولة التى فى
عصر أفول شمسها كتبت هذه الرسالة موضوع التحقيق .
؛ الحاجز النفسى ودولة آل عثان :
كانت الدولة العثانية تعتبر نفسها ويعتبرها المسلمون امتدادا للدولة الإسلامية
بقطع النظر عن بعض الانحرافات السياسية » وكثير من الأخطاء الك
وكان أعداء الإسلام ينظرون إليها نفس النظرة بل كانوا يعتبرونها القلعة الحو
من قلاع الإسلام + فإذا سقطت انتبى الإسلام واستراحوا منه إلى الأبد يقول
تأسيسها حتى زمن سقوطها دولة تكريس قواها فى سبيل تقدم شركة الإسلام +
وحمايته ضد أى اعتداء خارجى وقد ظل العثانيون طوال ستة قرون تقريبا فى حروب.
مستمرة ضد الغرب المسيحى » أولا : لفرض حكم إسلامى على جزء كبير من
وثانيا : لشن حرب دفاعية تأخبية مديدة تقف فى وجه الهجوم المعاكس
الذى قام به الغرب 1١6
الرابطة التى تربط جميع الشعوب المسلمة المنضوية تحت راية هذه الدولة 0
إضعاف هذه الرابطة » وإيجاد روابط بديلة عنها يعتبر أهم السبل لتخضيد شوكة
ونتيجة لانهيار « الحاجز النفسى » بين المسلمين وأعدائهم كانت الطرق
ممهدة أبام عاولات الأعداء من اليهود والتصارى وأعوانهم لتدبير كل ما لديهم من
ألوان التآمر على الأمة الإسلامية وهم آمنون ..
مواقف بعض سلاطين آل عيان :
لم يقف ضعف « الحاجز النفسى » عند بعض سلاطين آل عثان عند حد
الإشراف فى اتفاذ الكتاب والخدم والحشم والجوارى والسرارى من « أهل الكتاب +
من الاستقلال القضانُ مما أدى إلى « ازدواجية القضاء والتشريع » والانتقاص من
أيدى المسلمين الأتراك » وراد السلطان محمد الفاتح ( 1434 1481 أن
يظهر للتصارى التسانح الذى يتحل به المسلمون نحو أعدائهم بالأمس +
. ٠ واجع اب ؛ نشوه قود العرية ) ١