تحليل المعاهدات المبرمة في عصر الرسوليّة 8
يخصص لفظ شيء أقباس قرآنية اخرى والحكم المستنبط من كلمة شيء
المّنكر أن كل ما يحتاجه البشر من الفرد الأنبل الى البيبت الاأفضل الى
المجتمع الامثتل تجده ورب الكعبة متجليا في الإسلام الاكمل لأن القرآن
الكريم ((القرآن معدود المباني غير محدود المعاني))!" وقد اصطفيت التأليف
في الفقه السياسي الإسلامي لأن هذا الفن ١
في السنة والقرآن وفي أسفار أقطاب الفقهاء اذ فجروا لنا ثورة بأسفارهم التي
النضرة من تلك الدرر الممتثرة أعني بها مباحث الفقه السياسي الاسلامي
المقارن ولا زال الأسى يعصر كبدي من كلمة احد عمداء كلية القانون في
أحدى مناظراتي معه اذ قال ((لا يوجد فقه سياسي اسلامي)) وبزعمه الإسلام
والمسلمون عبارة عن قبائل اجتمعت وتفرقت وما علم هذا الجاهل الجهول أن
الققه السياسي الإسلامي نظّم حياة الأنام من أخمص الاقدام الى يافوخ الهام اذ
بسياسته السديدة وبسبله السياسية الرشيدة دخل الملايين في الدين مقتتعين
معتتقين (لا إكراه في الثين قد تبين الرشد من الغي)!" ثم بالمنطق السياسي
الإسلامي الزاهر إنتشر المجد الغابر إذ تغير مجرى التاريخ العالمي فلا
يستبد كسرى ولا يطغى قيصر بل الحكم للإسلام الأنور. وبقيت سيادة الفقه
السياسي الإسلامي حتى اجتمع الغرب والشرق على إسقاط الدولة الإسلامية
0 انظر: المدخل الى الدراسة الشريعة الإسلامية للجميلي؛. خصيصة المعاني اللامحدودة؛
تحليل المعاهدات المبرمة في عصر الرسولةّة 5
العثمانية فأفلت الخلافة وما ضاعت فلسطين آلا بأفول خلافة المسلمين
وبصفتي من المختصين بالفقه السياسي الإسلامي مذ كتبت رسالتي(أحكام
البغاة والمحاربين في الشريعة الإسلامية والقانون) وهي سفر جليلء يشرح
الجريمة السياسية والارهابية أقول (بدا الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا
فطوبى للغرباء)!" ان هذا القبس النبوي لهو البشرى المنتظرة بشرى عودة
المسلمين إلى الإسلام وسموّهمٌ كما سما المسلمون الأوائل حتى صاروا واحة
خضراء او كالثريا التي تُزين الليلة الظلماء بما فيها من نور وضياء لا أمل
عندنا ألا العودة الى دين الله تعالى ولا مُخلص أعظم ولا منقد ولا مخلص الا
بالعودة الى نور الإسلام جعلنا ويجعلنا شمسا لكل الأنام(اذ لا يصلح آخر هذه
- التخريج العام؛ انظر: صحيح مسلم كتاب الإيمان رقم الحديث (737) وانظر: سنن
الترمذيء كتاب الإيمان رقم الحديث )١3( وانظر: سنن الدارمي كتاب رقاق رقم
الحديث (*؛) وانظر: مسند احمد ج/١ ص18١ ج/؟ ص7 وانظر: سنن ايم
ماجة كتاب الفتن رقم الحديث١١.
التخريج الإجمالي:
عن أبي هريرة
قطوبى للغرباء).
'رواه مسلم ج/١ ص١١
” - هذا القول منسوب الى الإمام مالك رحمه الله نقلاً عن اسماعيل بن اسحاق في
المبسوط والقاضي عياض كما نقل ابن ثيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم
مخالفة اصحاب الجحيم صصن14"؛ تحقيق محمد حامد الفقي دار الكتب العلمية/
تحليل المعاهدات المبرمة في عصر الرسوليَة جا
وها نحن شرع بتفصيل المعاهدات تترى ت
المعاهدة الاولى:
كتاب الرسول ا بين المهاجرين والانصار والذميين في المدينة
هذا الكتاب وثيقة سياسية على شكل معاهدة بين رئيس الدولة الي
الرسول «ن إذ لاتوجد سلطة دينية ولا سلطة دنيوية بل رحد
الرحمة المهداة السلطاز ث. أوامرة
المستقيم حتى طرأت أول بدعة أشرة وأول فكرة نكرة الااوهي فصل
أناخ الليل البهيم على الامة الا بهذا النهج الاثيم ولو فصل الرحمة المهداة بين
الو لكان الفصل مشروعا ولكنَ بلاسم الشفا الحبيب المصطفى #8 ما
فصل البتة بين الوظيفتين.
وكان نهج الخلفاء الراشدين هو النهج ذاته لهذا فقد وضع الفقهاء
شروطأ للخليفة يوشك أن يصل بهما الى الإجتهاد والا وصل الى التفقه ثم
اوجب فقهاؤنا الأبرار الأعتماد على مجلس أهل الحل والعقد وهو يتكون من
المجتهدين الاخيار والاعلام الأبرار والكتاب الذي يعد اول دستور دولي في
العالم لا أقول إن دستور مؤقت بل هو الدستور الدائم ولعل سبب تأخره يعود
الأمة مستنيرة بهذا النهج
في المدينة المنورة فقد تكامل بها عنصر السكان والرئاسة والأرض والسيادة»
فلما تكاملت هذه العناصر الاربعة أشرق دستور الدولة الدائم بتلك المعاهدة
تحليل المعاهدات المبرمة في عصر الرسول ب
العقد الا؛
من محمد النبي (رسول الله) بين المؤمنين والمسلمين من
وأهل يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم)!!.
شرح العقد:
بر الدول لا تقوم على أساس المشافهة بل تقوم على أساس الكتاء
وعلى أساس كتابة الوثائق ليدوم الالتزام بالأحكام ولتنقطع الحجة المُعذرية
التحلل بعد الاحتجاج بحجة أو النسيان أو غير ذلك مما يعتل به غير
ومعاملاتها؛ والسبق للشريعة الإسلامية بهذا النهج المستقيم وبتحليل كلمة
(محمد النبي رسول الله) يبدو حكم وجوب امضاء الرئيس الاعلى للدولة
الدساتير والمعاهدات لكي تكون ملزمة اذ الدستور لو صدر عن وزارة العدل
فقد وجب الالتزام الواجب باحكام هذا
' - انظر: مجموعة الوثائق السياسية في العهد النبوي والخلافة الراشدة/ جمعها الدكتور
حميد الله الحيدر آبادي استاذ الحقوق الدولية في الجامعة الدولية في الجامعة.
بحيدر آباد دكن/ ص١/ القاهرة؛ مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 14857
تحليل المعاهدات المبرمة في عصر الرسولّة 9"
لدابر احتمال الأقاويل للرحمة المهداة لقبان النبي ثم الرسول. النبي اللقب
العام والرسول اللقب الخاص اذ كل رسول نبي وليس كل نبي رسولاًا" قال
فالرسول أفضل بالوحي الخاص الذي فوق وحي النبوة؛ لأن الرسول هو من
أوحي إليه جبرائيل خاصة بتنزيل الكتاب من اللهأ"" قال الكلنبوي:
النبي اعم مطلقاً من الرسول كما ذهب إليه جمهور أهل الئنة لما دل
عليه العطف في قوله تعالى:
الأعم يستلزم نفي الأخص بخلاف العكسا"".
ثم ذكر الرحمة المهداة كلمة( بين) وهي ظرف دال على الاشتراك
بمعنى شمولآ"ا هذا الكتاب يخص كل مكونات الدولة الإسلامية وهم الصفوة
العليا المؤمنون الذين وقر الايمان في جنائهم ثم تجلّى على لسائهم وبثانهم» اذ
الايمان هو ما وقر في الجنان وصذقه اللسان والتزم بتنفيذ أوامره واجتتاب
نواهيه؛ كل بنان ثم شمل الكتاب المسلمين؛ والمسلمون هم الذين صدقوا
' - انظر: تفصيلات النبوة في كتاب شرح المواقف ج4 ص١74.
" - انظر: التعريفات للجرجاني ص١١٠٠-
” - انظر: حاشية الكلنبوي على الجلال ج١/ ص9
* - انظرئلسان العرب؛ مادة ب ى نء
تحليل المعاهدات المبرمة في عصر الرسولّ# 7
باللسان اذ اعطوا العهد بالشهادة فأذا دخل عقد الشهادة القلب والتز
المسلم الى مرتبة الايمان قال تعالى«قات الْأَعرَابٌ آمَنَا فل لَمْ تؤمنُوا وتكن
قال الزمخشري: ( الايمان هو التصديق من الثقة وطمأنينة النفس+
والإسلام؛ الدخول في السلم؛ والخروج من أتى ان يكون حربا للمؤمنين
فاعلم ان ما يكون من الاقرار باللسان من غير مواطأة القلب فهو إسلام وما
بيانية وقد فضل الله تعالى المسلمين من قريش بسبقهم في الاسلام اذ تحملوا
العذاب الواناً مذ بزغت الرسالة حتى الهجرة المشرفة ثم ثنى باهل يثرب وهم
اتبعوهم وجاهدوا معهم) لأن الاتباع بلا جهاد ابتدع وخداع ولهذا كان الجهاد
ماضيا الى يوم القيامة وكان الجهاد بلا سم للتطبب والعبادة وكانت الشهادة
تاج العبادة.
وكان اللحوق بالدولة الإسلامية المتجسدة في المدينة المنورة واجبا
على المسلمين؛ فلما كثر المسلمون أضحى المسلمون مهاجرين حيث ما
كانواء واضحت الهجرة ما هجر المسلم ما نهى عنه الله ورسوله وحيما
اقتضت أوامر الجهاد أضحى فرضا وحيثما عجز المسلم عن الالتزام بأحكام
' - سورة الحجرات أية ١٠64
” - انظر: تفسير الكشاف ج؟؛ ص76”
تحليل المعاهدات المبرمة في عصر الرسوليّة بل
السنة والقرآن في بلد الظلم والطغيان عادت الهجرة فرضا لأن الأمور بعللها
حيث ما وجدت العلة وجد المعلول وحيا العلّة انتفقى المطلول قال
قال ابن عطيه ( المراد بهذه الآية الى قوله (مصيرا) جماعة من أهل
مكة كانوا قد اسلموا واظهروا للنبي 88 الإيمان به فلمًا هاجر رسول الله
العقد الثائر
(انهم امة واحدة من دون الناس)ا".
هذا البند للمرة الأولى عرف العالمون انهم انقسموا قسمين لا على
أساس القومية والاّ فأن أبا جهل والوليد وشيبة كانوا عربا قريشين من
اشراف انساب العرب ومع ذلك فقد قتلوا مشركين؛ لان القومية لا دخل لها
البتة في التقسيم الثنائي؛ ولم يُقسم العالم حسب الجنس البشري؛ على الأقوياء
والضعفاء؛ بل شهدت ولبست الأنسانية أجمل الحلل اذ تمتعت بأزكى الأمل»
جميعا وانقسموا الى معسكر الإسلام والإيمان؛ والى معسكر الشرك والظلم
- سورة النساء؛ آية 49.
" - انظر: المحرر الوجيز ج؟ ص44.
تحليل المعاهدات المبرمة في عصر الرسولّ# سج
والظلالة والطغيان؛ قوله به (أنهم أمة واحدة) لأن الناس ينقسمون على امم
البلاغي الذي اتسم به الرحمة المهداة جعل هذه الأمة أمة المسلمين واحدة
لاتنقسم الى أسر بل هي أسرة واحدة مؤمنة خالدة؛ مسلمة ماجدة؛ كواحة
خضراء في العالمين رائدة والتقسيم الثنائي الناس فيه على نهج الاختيار لا
الإجبار. كل من ترنم بمعاهدة البيعة كلمة الاخلاص صار من الأمة الواحدة؛
انها شجرة سحيقة الأكناف عميقة الأطراف متشعبة الأغصان جمة الأفنان.
أصلها ثابت وفرعها في السماء كل من بايع الباري عز وجل بكلمة
الاخلاص تعلق بغصن من أغصائهاء عرج نحو العلى هكذا بدأ المعمسكر
الإسلامي يستقيل من شاء ممن سلك مثبل الهدى؛ حتى تكاملت جزيرة
العرب؛ فالشام فمصر فشمال افريقيا؛ فالتاج المفقود الأندلسي المؤود فبلاد ما
تستقبل وتحتظئن شجرة الإيمان كل من نبذ غواية الشيطان وسما الى روضة
وهذاالعقد مستوحي من قوله تعالى فيا أيهَاالٌَ إا خَلََاه حن
أما وحدة الأمة الإسلامية التي شبهتها بالأسرة الواحدة بل بالفرد
الواحد؛ فهذا النهج مستوحى من قوله # ( مثل المؤمنين في تولادهم
' - سورة الحجرات آية ١٠
تحليل المعاهدات المبرمة في عصر الرسوليّخ 5
بالسهر والحمى)!").
قال القرطبي قولا يدل على مبدأ التكافل بين المسلمين لم يقل به أحد
من قبل ولا من بعد أوجب الجهاد على القادرين لاستنفاذ الاسرى كما أوجب
بذل كل شيء في سبيل مفاداتهم وإليك نص كلامه لتشاركني في السمو
الحضاري الذي وصلت الية دولة الإسلام مذ استنارت بالقرآن:قال تعالى:
فرض عليكم فلا تخذلوهم؛ الا ان يستنصروكم على قوم كفار بينكم وبينهم
ميثاق فلا تنصروهم عليهم ولاتنقضوا العهد حتى تتم مدته. قال ابن العربي:
حتى لا تبقى منا عين تطرف حتى تخرج الى استنفاذهم ان كان عددنا يحتمل
' - انظر: مسند احمد بن حنبل مروياً من طريق النعمان بن بشير ج؟ ص١٠7؟؛ انظر:
صحيح مسلم كتاب البر والصلة باب7١؛ الحديث776؛ ج؛ ص1934.
- انظر: سورة الأنفال آية 9لا