واصلي وأسلم على المصطفى المختار محمد عبدالله ورسوله صلى الله وسلم وبارك
له ان يحكم فيهم سيوف الاسلام؛ و يذيقهم الهوان»
وأصلي وأسلم على اصحابه وآله الطيبين الطاهرين ومن اتبعهم باحسان الى
فان العالم الاسلامي اليوم مرجل يغلي و يفور. بل بركان يتفجر في كل مكان»
للمسلمين ظلم الظالمين. وخداع الماكرين. وانكشف شيء من التدليس الذي البس
على المسلمين أمرهم؛ واوقفهم في التيه والضياع.
كان لنا في الماضي دولة إسلامية استمر وجودها إلى أوائل القرن الرابع عشر»
وكان للدولة جيش يحارب في سبيل الله. وكان قانون الدولة شريعة الاسلام.
ولكن الدولة العثمانية كانت عليلة مريضة, فتكت بها الامراض الداخلية من
الجهل والتخلف والتعصب والبعد عن أسباب الرقي؛ وزاد مرضها أعداؤها الذين
أعدوا السكاكين لنحرها وتقسيم أوصالهاء ولكنهم خافوا أن يثور الأسد الرابض
الحضارة والمدنية والتقدم نبذ الشريعة؛ ومحو الخلافة, والانسلاخ من تعاليم
الاسلام. ولكن السبيل إلى العزة لا يكون بالانسلاخ عن الاسلام والارتماء في
أحضان الغرب الصليبي الكافر الذي لا يرقب في المسلمين إلا ولا ذمة إذا ظهر
لقد قال الكفار للمسلمين لن تنتصروا حتى تزيلوا العقبة الكؤود التي تقف في
يدمرون آخر الأسوار التي كانت تحمي معاقل الاسلام؛ وما أزالوا الخلافة حتى
أزالوا معها الشريعة المقدسة عند المسلمين. وقطعوا ما بين المسلمين. ثم تكشف
«الترك الاتحاديون الذين حاربوا استبداد السلطان عبدالحميد؛ وتبجحوا بحب
الدستورء والتمسك به وبالحريات والاخاء والمساواة بين الشعوب التي تالف منها
المملكة العثمانية؛ يبرهنون في جميع مظاهر السلوك التي سلكوما عن فكرة
التسلط والاستبداد بهذه الشعوب. وإخضاعها لارادتهم؛ وسوقها أمامهم سوق
ومن اجتذاب للعملاء. وإثارة لمختلف النعرات؛ وتاجيج لنيران الأحقاد, والقضاء
على الأحزاب والقيام بالانقلابات..؛ ولجؤوا إلى زج بلادهم في حروب دفعهم
الات
فندموا ولات ساعة مندم.
الدعاة الذين حذرنا منهم الرسول صلى الله عليه وسلم - حيث يقول فيهم: «دعاة
و يتكلمون بالسنتنا».
فعملوا من وراء ستار لافساد عقولنا ومناهج التعليم في ديارنا وإقصاء الشريعة
وقسموا ديار الاسلام أقساماء وأغروا بعضنا ببعض. فتقاتلنا لتحقيق مارب الكفار»
وخلعوا الحجاب عن العفيفات الكريمات بسبل مختلفة. والزموا رجال الأمة في
نفسهاء وصدق الشاعر حيث يقول:
143+ العرب والترك لتوفيق علي برو ص (114)؛ دار الهنا للطياعة - مصر )(
وضعه الكفار باللغة الفرنسية اولاء ثم ترجموه إلى العربية. ثم زعموا ان النسخة
من الزور والبهتان والضحك على عقولنا.
ومثل ذلك حدث في العراق. فالقانون الجنائي العراقي المنفذ في سنة 1518
وضع باللغة الانجليزية. ثم ترجم إلى العربية. وزعموا أن القانون العربي هو
وفي سنة 1697 استقلت ليبياء وكان هم رجال الثورة فيها إصدار مجموعات
هذه القوانين. وقد أدى النقل السريع إلى حدوث بعض «الأخطاء المادية
المضحكة» في هذه القوان في القانون المدني مثلا نص خاص بطمي
النيل؛ وفي قانون المرافعات نص في اختصاص محكمة القاهرة(+).
لقد كان الهدف هو تغيير الشريعة الاسلامية في أسرع وقت قبل ا
وعندما زال القانون التركي, ووضع لتركيا قوانين غريبة على أهلها وقضاتهاء
تركيا مدة طويلة من الزمان لا يكادون يفقهون شيئا من القانون
المدني السو يسري الذي أقره المجلس الأنقري. وقانون العقوبات الذي أخذته
(؟) أصول تاريخ القانون لعمر مدا
(؟) بحوث في الشريعة الاسلامية والقانون المجموعة الثانية: ص 14
(+) حاضر العام الاسلامي تاليف لو ثروب؛ وتعليق شكيب ارسلان: ؟/3!1؛ مطبعة عيمى
لقد اغرتني خطورة الموضوع بالتوسع في البحث؛ فبدأت في المقدمة بتعريف
القانون في اللغة والاصطلاح, وخلصت من ذلك إلى أن الشريعة الاسلامية هي
الشريعة الوحيدة والقانون الوحيد الذي يجوز أن يطلق عليه قانون, والذي يجب
لان تعريفهم للقانون يوصل إليه ويلزم به.
ثم بحثت في مصادر القوانين الوضعية؛ وبينت أنها تلك الأعراف والعادات
ثم بينت نطاق علم القانون. وانه واحد من العلوم التي تعني بالجتمع» إلا
أن هذا العلم في الاسلام يتوافق و يتعائق مع بقية العلوم شائه شان جميع .
العلوم الدائرة في فلك الاسلام. فائها لا تتصادم ولا تتعارض. ثم جلت جولة في
تاريخ القانون وبينت مدى الحاجة إليه. وخلصت إلى أن القرآن وحده الذي قال
الكلمة الفصل في هذه القضية.
وبعد المقدمة جاء البحث في ستة فصول:
ف الفصل الأول تحدثت عن أشهر القوانين الوضعية في القديم والحديث؛ ثم
بينت أن هذه القوانين ظالمة غير عادلة.
وخصصت الفصل الثاني للحديث عن تاريخ القوانين الوضعية في الديار
الاسلامية, وقد لاحظت أن أول ابتعاد عن الشريعة الاسلامية كان تحت شعار
السياسة. وان أول قاذون دخل ديار الاسلام قانون التتارء ووضحت هاتين
بعض التوضيح.
والعراق والأردن والهند وباكستان, وقد أقصت هذه القوانين الشريعة عن الحكم
في هذه الديار. وختمت هذا الفصل بالحديث عن القانون الوضعي الجنائي في ديار
الاسلام. وفصلت القول في كيفية معالجة هذا القانون لجريمة الزناء لبيان الفارق
الضخم بينه وبين التشريع الجنائي الاسلامي.
الات
وفي الفصل الثالث تحدثت عن جهود الصليبيين غير المباركة في إقصاء
الشريعة الاسلامية. وقد تتبعت الخطوات التي سلكها الصليبيون لتغيير قانون
به أن يحذر من مكرهم الذي لم يتوقف بعد. وقد عقدت الفصل الرابع للحديث
عن القانون المدني المصري. ومن خلال حديثنا عنه سيدرك القاريء الكريم كيف
زيفوا الحق؛ وخدعوا الأمة؛ وسيرى أن اكفار ركزوا على مصر لأنها مفتاح العالم
العربي. ولذلك فان قانونها الذي صاغه الكفار تسلل إلى أكثر الديار العربية بيسر
القانون وواضعيه.
نرى هذه القوانين عاجزة عن تحقيق أهدافهاء خدمت الكفار ومكنت لهم في ديار
الاسلام؛ وانها مضادة ومحادة لشريعة الله؛ وان صلاح الأمة يستوجب إبعادها
وتحكيم شريعة الله. وأن تحقيق هذا شرط لوحدة الأمة الاسلامية. ولذلك كله
بالقول الفصل في حكم الاسلام في المتحاكمين إلى هذه القوائين؛ وبينت متى يكون
الحكم بها كفرا مخرجا من الملة. ومتى يكون كفرا ليس بمخرج من الممة؛ وهو
بحث نفيس؛ يكشف الشبهة و يزيل اللبس بحول الله وقوته.
أما الفصل السابع والأخير فانه كالتأكيد للفصل الذي قبله؛ إذ هو عرض
لأقوال علماء السلف من القدامى والمحدثين. وهي أقوال لم تجمع من قبل في
موضع واحدء عثرت عليها بعد مطالعات كثيرة لكتب أهل العلم. وهي حرية بان
توضح المسألة؛ وتزيل المكر الذي أصاب العقول والقلوب, المكر الذي أحدثه
شياطين الجن والانس بعمل دائب أناء الليل وأطراف النهارء وكل هذه الأقوال
تصدر عن أصل واحد؛ وتقرر حقيقة واحدة, وتسير إلى هدف واحد وهذا الاتفاق في
أقوال اهل العلم المشهود لهم بالعلم والفضل ضروري لتوضيح اللبس الذي وقع
فيه كثير من طلبة العلم في هذه المسألة.
أسال الله تعالى أن أكون قد وفقت لعلاج هذه القضية الخطيرة. وكشفت اللثام
عن مؤامرة كبرى كيد بها المسلمون, اللهم تقبل مني عملي هذاء وانفع به عبادك»
د. عمر سليمان الاشقر
الكويت حولي
الجمعة ١ من ذي الحجة ١073
المقدمة
في تيف التانون ونشأته والمحاجة إليّه