١ه (1477م) بعد أن استولى الكماليون على الآمستانة (إسطمبول)+
وتوفى بالقاهرة سنة 17117ه (1484م) . . رحمه الله رحمة واسعة.
وقضى حياته منافحا عن الإسلام وآهله؛ ناهجا الطريق الصعب آنذاك
بانطلاقه من الاصول ورد المشكلات إلى أعماقها .
وقد دعا الشيخ إلى التمييز بين الفكر الإسلامي المنطلق من الوحي
المسّس على الإيمان؛ وبين الفكر الغربي المنطلق من النظرة المادية والمتهدف
للنفعية الضيقة. وقد حدث ذلك في وقت عم فيه الانبهار بالفكر الغربي عند
بعض المسلمين» وبات التهديد ينال الوحدة !| للعالم الإسلامي-
من الفكر الوافد» الذي ألفه الأستاذ مُفَرَّح بن سليمان القوسي نائلا به درجة
الماجستير عام 04 14ه/ 1444م
وقد عرض المؤلف فيه لحياة الشيخ وفكره في خطوطه العامة؛ فعرّف
بالشيخ وتكوينه العلمي وإنتاجه الفكري؛ ثم بيّن موقفه من الفكر الوافد على
العالم الإسلامي من الغرب من حيث النظرة العامة وما يتصل بها من مشكلات
الفكر المناوئ؛ وقد بدا الشيخ فيها متجاوزا مرحلة التوفيق إلى تأكيد ذاتية الامة
وتميزهاء
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
الأمين إلمار
المقدمة
مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحذه لا
شريك له؛ وأشهد أن محمداً عيده ورسوله عن وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد :
فقد كان العالم الإسلامي في بداية العصر الحديث يعيش - بوجه
عام - حالة مزرية من البعد عن الإسلام» ومن التخلف والركود والتقصير
في الأخذ بأسياب التقدم والرقي المادي؛ وفي الأخذ بأسباب القوة والمنعة؛
وقد أسهم في ترسيخ هذا الوضع المؤامرات التي كانت تحاك ضد الإسلام
على الدولة العثمان قضاء مبرما وإلغاء الخلافة الإسلامية تماما؛ وإقامة
- الذين فقدوا الاعتزاز بدينهم؛ وتخلوا عن شرف الشمسك بشريعشة
وأحكامه - تحت تأثير ضريات الغزو الفكري وضغوط الحضارة الغربية
وقفوا موقف المستسلم للحضارة الغربية المقلد لها المؤمن بكل فلسفاتها
المادية ونظمها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. والمقتفي أثر مناهجها
الفكرية الدخيلة.
بل إن بعضهم استمد تصوراته للكون والإنسان والحياة من
التصورات الغربية المحضة وعمل على إخضاع الإسلام للمفاهيم الغربية
كل الاختلاف عن بيثتها.
ولكن من سنن الله في الكون أن جعل الغلبة للحق على الباطل+؛
وأن جعل الحق لا يظهر بنفسه؛ بل لابد أن يقوم به ويحتضنه رجال
يتميزون بمعرفته والاعتصمام به والشبوت عليه وبذل كل مافي الوسع
والطاقة للذود عنه؛ فقد قيض الله سبحانه وتعالى لهذا الدين من يقوم به
ويذود عنه؛ وقيض لهذه الأمة من يدفع عنها كيد الكائدين؛ وأمدهم
حيث قام العديد من حملة العلم والفكر في هذا العصر بالدفاع عن
دينهم مهما كانت النتائج الي سيتحملونها من جزاء مقاومتهم وصمودهم .
وأحسب أن الشيخ مصطفى صبري منهم في موضوع هذه الدراسة بالذات
ولا أزكي على الله أحداء
أما الدافع إلى البحث فهو - إضافة إلى ما تقدم - ماكان لذي
من رغبة أكيدة في دراسة الفكر الإسلامي المعاصر - ولو في جانبا من
جوانبه - عن طريق دراسة شخصية من شخصياته البارزة التي تستحق أن
واجلت النظر التمس مفكراً إسلامياً معاصراً لم يسبق أن تناوله أحد
وجل إلى هذا المفكر المسلم الشيخ مصطفى صبري الذي خلت الكتبة
الإسلامية من الدراسات الجادة عنه»؛ وقد جعلته مادةً لدراستي لأسباب
١ - تعدد جوانب شخصيته؛ فهو أحد الدعاة إلى العودة إلى كتاب الله
وسئة رسوله تنه وإلى نبذ التقليد في العقلية الدينية؛ وهو مفكر
إسلامي بارز له جهود رائدة في مواجهة التيارات الفكرية الغازية وله
العديد من الآثار الفكرية القيمة باللغتين العربية والتركية؛ وهو أيضاً
سياسي بارع له خبرة طويلة في النواحي السياسيةء وهو أيضاً
صحفي إسلامي متمرس له باع طويل ونشاط كبير في الجال
؟ - أنه من أبرز العلماء المجاهدين والدعاة المخلصين الذين سخروا
أقلامهم وأفكارهم لخدمة الإسلام عقيدة وشريعة دون هوادة متحملاً
في ذلك الاذى والهجرة عن الوطن.
© - آنه اهتم بالمشكلات والقضايا الرئيسة المثارة في العالم الإسلامي في
الناجعة ووضع يده على مكامن الداء بفكر ومنطق قويين استعصيا
- أنه أسهم بشكل كبير في تصحيح الوقائع والحقائق التاريخية المتعلقة
#9 - عدم العناية بالشيخ من قبل الباحثين؛ حيث لم تظهر فينما
أعلم - أي دراسة متكاملة عن شخصيته أو عن أي جانب من
جوانب فكره عدا ما قام به الدكتور محمد محمد حسين - رحمة
الله - في كتابه «الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصرة؛ حيث قدم
قام بها - مؤخراً - الدكتور مصطفى حلمي لاحد كتب الشيخ وهو
عن الدكتور محمد حسين في كتابه المذكور آنفاً - وببعض مواققة
ولقد واجهتني - في سبيل إعداد هذه الدراسة - صعوبات
)١ قلة المصادر والمراجع وندرة المادة العلمية المتعلقة بالباب «الأول؛
وذلك لعدم وجود سيرة مكتوبة عن حياة الشيخ مصطفى صبري
موضوع البحث.
؟) كثرة آثار الشيخ الفكرية وتعددها كما سيتضح للقارئ فيما بعد -
وكونها لم تجمع في مكان واحدء بل كانت مبعشرة ومشتتة. مما
تطلب بذل الجهود الكبيرة لمعرفتها وجمعهاء ثم تصنيفها ودراستها
وتعريف كل منهاء
#) كون الشيخ عاش في فترة حرجة جداً من التاريخ اتصفت بالانقلاب
الكامل على الحياة الماضية في ظل الدولة العثمائية» وبداية حياة
جديدة - في ظل الجمهورية التركية الحديثة بملوءة بالأاحداث
مشحونة بالقلائل والاضطرابات» واصطباغ الكتابة عن حقائق تلك
الفترة ووقائعها بالتحريف والدس والتزوير من قبل المغرضين؛ مما
تطلب القراءات الواسعة وبذل الكثير من الجهد التحري والتدقيق.
فيما يتعلق بالعقيدة والفلسفة؛ يضاف إلى هذا التزام مصطفى صبري
التعمق في بحث تلك الموضوعات وتحليلها تحليلاً عقلياً ومنطقياً
بالإضافة إلى تداخل ماكتبه في بعض القضايا كتداخل ما كتبه في
قضيتي «إنكار النبوة» و «إنكار المعجزات» نظراً لترابط القضيتين وبناء
منهج البحث:
إن طبيعة البحث تحتم على الباحث السير في بحثه على أكثر من
منهج؛ فالبحث ذو شقين» شق يتعلق بحياة الشيخ مصطفى صبريء وشق
يتعلى بموقفه من الفكر الوافد
وقد اعتمدت في الشق الأول من البحث على كتب التاريخ
والسياسة التي عد يخ الدولة العثمانية ولا سيما في مرحلة إسقاطها
وإعلان الجمهورية التركية؛ وعلى كتب التراجنم والموسوعات ودوائر المعارف
التركية والعربية؛ وعلى العديد من القالات المنشورة في الصحف
حقام
والمجالات. واستنبطت سيرة الشيخ الذاتية وكل ما يتعلق بحياته ومصادر
من لهم علاقة ابه وهي مثبتة في الملاحق في آخر الكتاب. كما أحضيت
أن جمع تلك الآثار ودراستها وتعريفها يساعد بشكل كبير على سبر غور
أما الشق الثاني من البحث المتعلق بموقفه من الفكر الوافد فقد
الحديشة في مجال الفكر الإسلامي العاصر بما فيها كتب الشيخ نفسه؛
الإسلامي عرضاآً تفصيلياً مع ذكر العديد من الأمثلة والشواهد نقلاً عن
قمت بالتحليل والتعليق على بعض المواقف التي تتطلب ذلك ثم بسطت
القول في بيان موقف الشيخ من تلك القضايا والآثار» ونظراً إلى أنه
أطال الكلام فيها وتوسع واستطرد استطرادات كشيرة فإني تلمست أبرز
معالم المنهج الذي اتخذه في مواجهتها وحصرتها في نقاط رئيسة محددة؛
بالنص أو بالمعنى أو عن طريق ذكر أهم ماتحتويه. إلا أثني اضطر أحياناً
عند نقل كلامه بالنص إلى إجراء بعض التعديلات الطفيفة عليهاء ثم
أشير في الهامش إلى أن النقل كان بتصرف يسيرء وذلك إما لوجود
ركاكة في الأسلوب أو فيه مايلبس على القارئ أو يكون ضعيفاً بحيث لا
يوصل المعنى الصحيح الذي يريده الشيخ منهء والسبب في ذلك هو أنه
التي تعلم بها ونشأ وتربى عليهاء
هذا وقد رأيت أنه من المفيد إثر الفراغ من هذه الدراسة أن أضيف
فقيهاً وله اشتغال بالمسائل الفقهية الشرعية» ورأيت أيضاً أن أضيف ملحقاً
آخر يتضمن بعض ما وجدته من وثائق وأوراق مهمة لها علاقة وثيقة
بموضوعات هذا الكتاب التعلقة بالباب الأول منه المشتمل على حياة الشيخ
أما بالنسبة للنقول والإحالات في الهوامش فهي على النحو التالي:
إذا تصرفت في النص المنقول تصرفاً يسيراً أوردته بين قوسي تنصيص
واشرت في الهاسش إلى أن النقل كان يتصرف يسير» وإذا تصرفتا
فيه تصرفا كير ذكرت في الهامش كلمة (انظر)ء أما إذا لم أتصرف
بالإشارة إلى المرجع دون كلمة (انظر).
ب) إذا استبدلت بكلمة أو بكلمتين في النص المشقول نقلاً حرفياً وضعت
ذلك بين هاتين الحاصرتين [ ]» ويكون الاستبدال - فى الغالب -
ببب ركاكة في اللفظء أو خطأ في الاسلوب أو في النحو
ج) إذا اقتبست من المرجع فكرة ماء أو استفدت منه معلومةء أو أحلت
إلى مرجع فاكشر توسع في بحث الموضوع الذي كنت أتحدث افيه
ذكرت في الهوامش كلمة (راجع).
د) إذا أغفلت ذكر الصفحة بعد الإحالة إلى مرجع سابق فهذا يعني أن
النقل الثاني كان من الصفحة نفسها التي أخذ منها النقل الاول.
الإنسان - من جوانب النقص» ولكن حسبي أني اجتهدت فيه على قدر
نفسي ومن الشيطانء وأرجو أن يكون صدق النية في طلب الحق
والصواب شفيعاً لي في عفو ربي وغقرانه.
وفي الختام أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل لكل من مد لي
يد العون والمساعدة في سبيل إنجاز هذا البحث مما كان له الأثر العميق
في نفسيء كما أوجه شكري للقائمين على مركز اللك فيصل للبحوث
والدراسات الإسلامية وعلى رأسهم الدكتور زيد بن عبدالحسن الحسين
الأمين العام للمركز لتوليهم نشر هذا الكتاب» وأسأله سبحانه أن يرزقنا
الإخلاص في القول والعمل» وأن يعفو عن التقصير والزلل.
المؤلف