حل تت مع رقي رضا حلي واساج- ماعوة وساعية نح
ومعيشتهم لاتعدو التراب » لعبت بهم الأهواء ؛ وسار بهم الشيطان كل مسلك
وواد .
الإسلام ؛ الكل سواسية كأسنان المشط » لافضل لبعيد على قريب » ولا رفيع
على وضيع » إلا بالتقوى والعمل الصالح فساروا بهداهم ؛ ومشوا بنورهم +
ينشرون الخير والحق في ربوع المعمورة فاتحين مكبرين ؛ لتكون كلمة الذين
كفروا السقلى وكلمة الله هي العليا » والله عزيز حكيم ٠
ودخل الناس في دين الله أفواجا ؛ وأسرعوا للتفقه في الدين أفراداً
وأزواجاء ويسر الله لكثير منهم أن صاروا أئمة وعلماء ؛ ووعاظاً وخطباء »
على نهج الأوائل والسالفين .
وكلما خبت أنوار الهدى في مكان أو في زمان » بعث الله لهذه الأمة على
رأس كل مائة عام مصلحاً مجدداً ١9 ؛ وهاديا مرشداً » يبين الطريق للعباد +
ويهديهم إلى الحق والرشاد
ويمضي ركب الإسلام ؛ على ظهر مركب الزمان ؛ حتى ترسو به على
شاطىء القرن الرابع عشر الهجري » العشرين الميلادي » وقد تبدلت الشرائع
وغيرت السنن ؛ وعم الجهل وطم فالإسلام لايحكم وأهله عنه غافلون
السلسلة الصحيحة حديث (1()944/ 0 16) ؛ ولفظه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول
صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله بعث لهذه الأمة على رأس كل ماثة سنة من يجدد لها دينها +
تح محبد رقيد رضنا :لود وإضلاح - سعوة ببسل
سائغة لشذاذ الآفاق وحثالة اليهود +
وفرضت على المسلمين الانتدابات والاستعمارات » وعلماء الدين بين
مغلوب على أمره لا ينادي بشيء ؛ وبين منقاد علت الغشاوة عينيه ولكن الأمر
لم يخل من مصابيح تبين الهدى من الغضلال والحق من الباطل » والنور من
الظلام ؛ فقاموا وصتفوا » وخطبوا وألفوا . دعوا الناس للرجوع إلى أصل هذا
الدين » ونقاوة هذه العقيدة » لتكون بيضاء نقية » ليلها كنهارها؛ لا يزيغ عنها
إلا هالك .
بالرجوع إلى ما ضيهم المشرق ؛ واستعادة مجدهم التليد .
وكانبين أولتك الأعلامالمبرزين » والأئمة المشهورين ؛ السيد محمد
رشيد رضا الذي حمل على عاتقه أمر الإصلاح » فصنف وكتب ؛ وألف
وألهب » أنشأً المنار فكانت منارة للعلم والأدب » مدجها المخلصون » وعاداها
المبمغضون وإني ي لأحمد الله أن يسر لي فرصة البحث والتنقيب والجمع
نسي » وطمس رسمه أو بالإخفاء كسي .
والله المعين أن يوفقني لأن أدرس حياته وأعماله دون غلو أو إجحاف أضع
النقاط في مواضعها . لإبراز فكره ومنهجه لعل الله ييسر الانتفاع بذلك والله
المستعان .
بين يدي البحث :
إن هذا البحث » وذلك الموضوع » لحري أن يدرس في مرحلة الدراسات
العليا » ويطرح عدة أطروحات تخصص « ماجستير » أوعالمية عالية
«الدكتوراه»» وإذا كانت الجامعات والمعاهد العلمية » تهتم كثيراً بالأعلام
المتواضعة في حياته وتآليفه » أولى بالاهتمام والعناية !© .
ولقد كنت قديماً تراودني فكرة إخراج مثل هذا البحث للوجود ولكن كثرة
المشاغل وقلة الأوقات حالت دون ذلك » حتى يسر الله أن يكون هذا البحث
في معهد علمي » يقدم لأهل الخبرة اللتخصصين » يرشدونني لما هفوت فيه +
أو جانبت الصواب . وإني أؤكد أن موضوعي هذا لبنة تستحق أن توضع
في بناء ؛ ونبتة تستوجب الرعاية للتماء » ولم أصل في هذا البحث إلى غاية
منشودة ؛ أو أمنية مفقودة ؛ ولكن هذه السطور تضع علامات استفهام
كبيرة» وتطرح أسئلة كثيرة ؛ نبحث عن إجابتها . حاولت فيه قدر المستطاع أن
أبرز القضية » وما حف بها » وما خالطها ؛ فإن تيسر لي الإجابة على سؤال
ولو احتمالاً فعلت » وإلا أبقيت السؤال رهن السطور » وقيد الكلمات » لعل
الله أن ييسر له من يأخذه
وما منعني من الإجابة على كثير من هذه السؤالات » إلا ضيق الوقت +
وافتقار هذا البحث إلى التحليل العلمي التخصص الذي يوجد في البحوث
التي كثرت مراجعها ومظانها » فلقلة المعرفة وندرة المراجع » والتعتيم الواضح
)١( وكنت قد اقترحت منذ سنوات على بعض كبار أساتذتنا أن يترجم رشيد رضا في كتابه في عقيدة أهل
الحديث بدلاً من ترجمته لمحمد إقبال الأقرب للفلسفة ؛ فوعدني بالنظر في الأمر وأسر إلي أن جامعة
من جامعات إحدى دول شمال أفريقيا رفضت لطالب تقدم برسالته العلمية في رشيد رضا +
والأسباب غير واضحة !!!
تت محمد رقيد رضا ؛ لود وإسلاج - ضعوة اسل
البحث بعض الإجابات السطحية عنها ؛ التي لا تشفي غليلاً ولا تروي عليلاً
ولكنها قد تكون نقطة انطلاق صحيحة يكمل بها الطريق ؛ وتصحح بها
ومن أبرز هذه الأسئلة .
- ولماذا لم تلق مؤلفاته من الاهتمام نصف أو ربع بل عشر مالاقاه من هو
- وماعلاقة رشيد رضا بنحو شكيب أرسلان ذاك الدرزي الملقب بأمير
- وما علاقته ببعض النصارى ؟ ؛ وماصحة المنسوب إليه من جمعية
ضمته ومحب الدين الخطيب لإسقاط الدولة العثمانية ؟ وما الغرض من
- وما هو ارتباطه بالشيعة والتقريب بين المذاهب ؟
- ولماذا لم تنشر آراؤه وتنسب له ؛ وقد انتشر كثير منها ونُسب لغيره ؟ وما
هي مدرسته » وما منهجها ؛ وكيف نحدد معالمها مع وجود ما ظاهره
التناقض فيها ؟
- وما علاقته بمحمد عبده مع ما يشاع من تناقض بينهما ؟
حزن مسحت تمصت ميد وبحرا لي باقع . سمي يسمي ا
ولعل العمر إن كانت فيه بقية ؛ ويسر الله لي أن أعيد النظر فيما كتبته
فسوف أستخير الله أن يكون البحث أوسع مجالاً حول رشيد رضا ء « طود
وإصلاح » أحاول أن أرتق فيها ما انخرق من هذه السطور ؛ وألم شعث ما تبعثر
والغاية المرمية » وقد رأيت أنه من المناسب تقس البحث إلى ما عهد في الرسائل
العلمية من أبواب وفصول وخامة أذكر فيها أهم النتائج التي توصلت فيا من
خلال هذا البحث .
فصدرته بالباب الأول ؛ وتناولت فيه نبذة عن حياته وسيرته الشخصية
في حياته ثم المرحلة المصرية ؛ وتأسيس المنار » ثم أهم أعماله في ميدان الفكر
والتعليم » والسياسة » ومؤلفاته ؛ وثناء العلماء والمفكرين عليه ؛ وتلاميذه »
أما الباب الثاني : فخصصته لبيان عقيدته ؛ عرضاً وشرحاً ومناقشة من
خلال مؤلفاته .
وأما الباب الثالث : فخصصته لدراسة ولبيان خصومه ومحبيه ؛ وبينت
عند الكلام على خصومه ؛ خصوماته للخرافيين ؛ وللمستشرقين والشيعة +
والتصارى » ولأتباع المدرسة العقلية .
ثم تكلمت بعد ذلك عن بعض الاتجاهات الفكرية التي تأثرت برشيد
رضاء تكلمت في هذا البحث عن علاقة كل من أنصار السنة الحمدية »
والعلامة الألبانفي » وجماعة ( الإخوان المسلمون ) برشيد رضا » ويجدر التنبيه
هنا أن الأستاذ المشرف حفظه الله طلب حذف فصل المقارنة الأخير لأنه لا يراه
متفقاً مع أصل البحث ؛ وأحب أن ينبه على ذلك في هذه المقدمة وختمت
كه معد رقي رما لوت واساجء دمر ران مسمسلا لك
بالكلام على محبيه بأن عقدت مقارنة بين دعوة رشيد رضا المتمثلة في شخصه»
وبعض الدعوات الأخرى المعاصرة ومدى تأثرها بمنهج رشيد رضا وانبثاقها عن
بعض آرائة .
عن الإحاطه به وذيلتها بمقترحات وتوصيات أتقدم بها لعلي أكون محقاً في
إحداها » فتستجيب لها الآذان وتتفتح لها القلوب .
وأحاول من خلال هذا أن أصل إلى ورقة عمل إسلامي موحد لبناء
الهيكل الدعوي للجماعات وربما عرضت أثناء البحث لبعض فتاوي السيد
رشيد رضا التي نحتاجها اليوم في هذا العصر .
من الناحية الشكلية ؛ قمت بترقيم الآيات القرآنية ؛ وتخريج الأحاديث
النبوية وأما الأعلام فلم أترجم إلا من رأيت أن لت رجمته صلة بموضوع
البحث » أو لنكتة لا تخفى على القارىء » وحاولت قدر المستطاع أن ألتزم
بعلامات الترقيم الحديثة » قمت بعمل فهارس متنوعة تتميماً للفائدة .
والله سبحانه المسؤول أن يوفقنا ويسدد خطانا ؛ ويجمعنا على الخير في
الدنيا والآ:
وفي النهاية : إن كنت أصبت في شيء مما سطرت فهذا من فضل الله
ورحمته » وإن كانت الأخرى فمن نفسي ومن الشيطان » وأسأل الله أن يغفر
سبحانه العلي العظيم الغفور الرحم .
الباب الأودٍ
موجز عن حياته وسيوته
هو محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن السيد بهاء الدين
ابن السيد بن منلا علي خليفة القلموني » البغدادي الأصل )١( الحسيني
وقد ترجم السيد رشيد رضا لنفسه في مجلة امار والأزهر ترجمة
ولد يوم الأربعاء 7" جمادى الأولى سنة ١787 ه الموافق ١8 تشرين
الأول سنة 1838م في قرية « قلمون » على شاطىء البحر جنوب طرابلس
+ من معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 4/3٠١ انظر في نسبه 3/771 من الأعلام للزركلي ؛ ص )١(
* من أطروحة التخصص ١7 * ص 074 من المجددون في الإسلام لعبد المتعال الصعيدي ؛ وص
من كتاب الشرباصي ٠١7 المدرسة العقلية الحديثة » لفهد الرومي . جامعة الإمام بالرياض » ص
(؟) شكك بعضهم في نسب رشيد رضا » فذكر الدكتور حبيب السامرائي أنه سأل. عاثلة رضا وفتش
في كتب النسب في النجف » وفي كتب أشراف العراق ؛ فلم يجد اسم مثلا خليفة البغدادي . والله
أعلم . انظرص 17١ من رسالة المدرسة العقلية
() انظر ص 177 من المنار والأزهر ط . المنار سئة ١787 ه للسيد رشيد
الشام ؛ على بعد ثلاثة أميال منها وفيها تعلم القرآن والخط » وقواعد الحساب»
ثم التحق بالمدرسة الرشدية الابتدائية بطرابلس وكانت تابعة للدولة العثمانية +
ويدرس فيها باللغة التركية » ولكنه لم يلبث أن تركها بعد سنة ؛ والتحق
بالمدرسة الوطنية الإسلامية في سنة 748١ه - سنة 1847م وله نحو سبع
عشرة سنة ؛ وكانت هذه المدرسة نقطة تحول بالنسبة له ؛ إذ كان التعليم فيها
باللغة العربية » وكان منشئها والمدرس فيها الشيخ حسين الجسر الأزهري أحد
علماء الشام الذين يميلون للإصلاح ؛ وكانت هذه المدرسة تدرس اللغتين
التركية والفرنسية إلى جانب العربية ؛ وتدرس علوم الرياضيات والطبيعيات
إلى جانب العلوم الشرعية ولم يطل عمر هذه المدرسة فأغلقت أبوابها وتفرق
طلبتها » لأنها كانت مدرسة أهلية لا تكسب الطلاب الرخصة في عدم دخول
العسكرية وبعدها التحق السيد رشيد بالمدارس الدينية بطرابلس ؛ ولم تنقطع
صلته بالشيخ حسين الجسر الذي يسر له الكتابة في الصحف ؛ وكان وقتها قد
)١( وقد صرح بذلك في عدة مواضع من كتبه أنقل هنا أحدها قال : « إن المبالغة في مداراة القاصرين
تقف بصاحبها دون ما هو أهل له من زعامة المصلحين فإن أستاذنا العلامة الشيخ حسين الجسر نسيج
وحده في علماء سوريا الجامعين بين علوم الشرع . والوقوف على حالة هذا العصر » ولولا مبالغته
في مداراة الجامدين من المعسمين ؛ وكذا العوام أيضاً لكان ثالث السيد جمال الدين الأفغاني +
والشيخ محمد عبده ؛ في زعامة الإصلاح وإنني قد صارحته باستنكار هذه المبالغة في المداراة مشافهة.
له ؛ وهو ما انتقده على كتاب الرسالة الحميدية له من إيراد المسائل العلمية التي لا شك فيها بعيارات.
تدل على الشك فيها ؛ واحتمال صحتها بالفرض والتسليم الجدلي ؛ ثم قلت له ؛ وقد اعتذر بجمداراة
الجامدين : إذا لم يكن مولاي الأستاذ في مكانته من سعة العلم والصلاح يجرىء المسلمين على -
وقد برع في نظم الشعر في صباه ثم شغف بكتاب إحياء علوم الدين فأخذه
شيء من التصوف ؛ وكان هذا في مبدأ الطلب » ولكنه وفق إلى ترك الضار
منه؛ فلم يأخذ به مثل عقيدة الجبر ؛ والتأويلات الأشعرية » والصوفية »
والغلو في الزهد » والغناء » وبعض العبارات الباطنية والمبتدعة !) ؛ ومع ذلك
استمر في طريقته ورياضته الصوفيه إلى حين ؛ ثم ظهر أثر تغيره بعد المرحلة
بداية إصلاحه :
بدأ السيد رشيد رضا حياته الإصلاحية بأن ثار على المنكرات المتفشية في
ذلك الزمان بين أهل قريته وبلده » فأعلن إنكاره لما يحدث في مجالس الذكر
لجماعة المولوية » وكان يقرأ الدروس في المسجد بطريقة سهلة بسيطة » بعيدة
عن المماحكات اللفظية ؛ والتقعرات المنهجية » وبحث في خطبة الجمعة على
الإصلاح بل يذهب إلى المقاهي وينصح من فيها بأداء الصلوات » وبسط في
تعليمهم أبواب الفقه ؛ ويقرب قواعده للعامة » ويحذر من التبرك بأصحاب
القبور ويأمر بقطع الأشجار التي يتبرك بها العوام » ويلقي الدروس على نساء
القرية لتعليمهن أمور دينهن في الطهارة والعبادات واللباس !" .
يخشى اعتراض الجاهلين؟؟ ؟
انظر ص ٠١8 الرسالة الثانية بين السنة والشيعة له ط ؟ سنة 17 1ه / 1457م ط المثار »
١( ) انظرص 4١ من المنار والأزهر
(1) وقد ذكر جملة مما وقع له في ذلك في ص 171 وما بعدها من المنار والأزهر