35 مقدمة كتاب: المصنفات التي تكلم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً
المؤرخين؛ أو الأدباء وغيرهم من المتقدمين» على مر العصور والدهور
الإسلام» الإمام الهمام؛ عَلَم الجرح والتعديل في زمانه» شمس الدين أبي
عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي - رحمه الله © وسميتَه:
«المصنفات التي تكلم عليها الإمام الحافظ الذهبي نقداً أو ثناء» ولايخفى
على كل طالب علم؛ أهمية هذا الثناء أو النقد العلمي من هذا الإمام
الجبل» الذي شهد له الحفاظ في زمانه بسعة العلم والنبوغ في شتى العلوم
وخاصة الحديثٌ وعلومه؛ فبه - أي النقد أو الثناء - يستطيع طالب العلم أن
قلادته . وقبل ذلك يرتكز في فؤاد كل متبع للسئة غيور عنها حب وإجلال
القدح لا الثناء فقد تجلى - بحمدالله أمره للعامة والعلماء» فينجفل عن
مورده الآسن دون عناء.
ولم يكتف هذا الإمام الجبل بالكلام على كتب الشريعة بالثناء أو
التنبيه على أخطاء مؤلفيها فحسب» بل نظر في كل فن وتكلم على كتبه؛
عَلِمتَ أنه فارسٌ وإمامٌ في كل فن» واسع الإطلاع+ طويل الباع؛ منصف
في النقد والثناء.
هذا وإني لأهيب بأهل العلم وطلابه خاصة طلبة علم السنة أن
ودقق وكتب وفند» فرحمه الله رحمة واسعة.
مقدمة كتاب: المصنفات التي تكلم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً 7
ترجمة موجزة للإمام الذهبي
محمد بن أحمد بن عثمان بن :
أبوعبدالله الزكماني. الفارقي الأصل الدمشقي» المعروف بالذهبي!".
قال الذعبي: «ولدت أنا في شهر ربيع الآخرء سنة ثلاث وسبعين
وستمائه»""» في دمشق في قرية كفر بطناأ" .
كان والده شهاب الدين أحمد يتعاطى صنعة الذهب المدقوق» فَمُرٍ
بالذهبي نسبة إلى صنعة أبيه؛ مهنة له في أول أمره؛لذلك عرف عند بعض
)١( «ذيل تذكرة الحفاظ» (ص24).
(9) تاريخ الإسلام» (144/50)
© «الحافظ الذهبي» (ص77). وقرية كفر بطنا: هي من قرى غوطة دمشق الشرقية؛ وهي
عامرة إلى الآن؛ وتبعد عن دمشق بضعة كيلو مترات.
(4) «الحافظ الذهبي» (ص4؟).
يظهر من تراج والد الذهبي وأجداده أنهم كانوا أهل تقى وصلاح؛
فأخذ الذهبي عنهم» تأدب بأدبهم» وقرأ عليهم» وسمع متهم"
كان يتردد على إحلقات العلم ومجالس العلماء وهو صبيّ؛ فقد سمع
وهو ابن عشر سنوات
َيْد أن طلبه للعلم ورخلاته وسعيه للسماع من أعيان عصره» بصورة منهجية
شاملة؛ كان عندما بلغ ثمانية عشر عاماً. وأجمعت مصادر ترجمته على أنه
بدأ الطلب في الثامنة عشرة من عمره”"".
بالسّماع؛ وقد ترجم للكثير منهم في كتبه المختلفة مثل: «المعجم
المختص»؛ «والعبر»» و «ذيله» و «تذكرة الحفاظ» و «ذِكُر من يعتمد قوله
في الجرح والتعديل»؛ و «معرفة الكبار»» بل وأفرد لهم كتاباً مستقلًا
هو «معجم شيوخه»» لكنه في هذا الأخير لم يستوعبهم.
وقد ذكرت أغلب مصادر ترجمته أن عدد شيوخه بالسّماع والإجازة
نحو ألف وثلاث مئة شيخ"
(1) «الحافظ الذهبي» (ص١3)-
( «الحافظ الذهبي» (ص46).
© «الحافظ الذهبي» (ص١7)
مقدمة كتاب: المصنفات التي تكلم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً َ
قال الأستاذ عبدالستار الشيخ صاحب كتاب «الحافظ الذهبي»: «بعد
تصانيفه التي أشار هو إليهاء بلغ عدد تلك الآثار في بحثنا (70؟)
مصنفا'". بيد أن الدكتور طيّار محقق كتاب «معرفة القراء الكبار» عدّ
للذهبي (777) مصنفاً جمعاً بين ماذكره الدكتور بشار صاحب كتاب
«الذهبي ومنهجه في كتاب تاريخ الإسلام»؛ والأستاذ عبدالستار بعد أن
أسقط (ه) مصنفات لم تترجح له صحة نسبتها إلى الإمام الذهبي من
رسالة الأستاذ عبدالستار!"".
قلتُّ: ولمعرفة كتبه المطبوعة انظر فصل «المصنفات التي حوت نقد و
ثناء الإمام الذهبي»!". أما المصادر التي توسعّت واستقصت في ذكر
© كتاب «الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام» للدكتور بشار عواد
© كتاب «الحافظ الذهبي» تأليف عبدالستار الشيخ؛ الناشر: دار القلم؛
* كتاب «سير أعلام النبلاء» تحقيق: شعيب الأرنؤوط و حسين
الأسدء المجلد الأول. الناشر: دار الرسالة.
© كتاب «الحافظ شمس الدين الذهبي»» تأليف د. حسن شميساني+
© معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصارء تحقيق: د. طيار آلتي
)١( «الحافظ الذهبي؟ ( ص48
() سعرفة القراء الكبار» (14/1) تحقيق: طيار
« كتاب «صفحات في ترجمة الحافظ الذهبي» لقاسم علي سعد.
كتاب «التمسك بالسئن والتحذير من البدغ»ء تحقيق: د. محمد
باعبدالله؛ الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية؛ مجلة الجامعة العدد
ثناء العلماء عليه:
قال فيه تلميذه صلاح الدين خليل الصّفَدِي (ت14لاه): «الشيخ
العلامة الحافظ شمس الدين أبوعبدالله الذهبي؛ حافظ» لايجارى» ولافظ
لابارى» أتقن الحديث ورجاله؛ ونظر عِلَلَه وأحواله. وعرف تراجم الناس+
الذهب نسبته وانتماؤه؛ جمع الكثير» ونفع الجمّ الغفير» وأكثر من
التصنيف؛ ووثُر بالاختصار مُؤنة التطويل في التأليف».
بأقوال الناس» ومذاهب الأثئمة من السلف وأرباب المقالات. وأعجبني منه
وقال فيه الحافظ ابن ناصر التين الدأمشقي (ت47هه): «وكان آي في
() «الوافي بالوفيات» (137/9)
مقدمة كتاب: المصنفات التي تكلم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً نن
القرآءات» فقيهاً في النظريات؛ له درايةٌ بمذاهب الأئمة وأرباب المقالات»
قائماً بين الخلف بنشر السنة ومذهب السلف»!.
وقال فيه الحافظ ابن حجر المَسْقَلانِيٍ (ات851ه): «شَهّر في فن
الحديث» وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة. حتى كان أكثر أهل عصرة
وقال فيه الحافظ جلال الذين الشّيوطي (ت431ه): «الذهبي الإمام
بأعباء هذه الصناعة.
وقال فيه العلامة حماد بن محمد الأنصاري (ت1176ه): اشيخ
الإسلام محدث القرن السابع؛ جرّح» وعدِّل؛ وفرع وصشّح؛ وعلّلء
وتعب الليل والنهار وما كَل لسانه وقلمه» وأقام بدمشق يُرحل إليه من سائر
على أقرانه» أن الحافظ ابن حجر قال: شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة
الذهبي في الحفظ"'.
(©) «الدور الكامنة؛ (©/433)
© «طبقات الحفاظ» (ص11ه - 517)
(4) مقدمة «ديوان الضعفاء والمتروكين» للذهبي (4 - 61٠١
ب التي تكلم عليها الإمام الذهبي نقدا او
فهذه تذكرة لأتموال بعض الأئمة في هذا الإمام العَلَّم؛ولو أردنا جمع
أقوال العلماء فيه لخرجنا عن المقصود؛ وكان إطناباً غير محمود.
بقي الحافظ الذهبي طيلة حياته المباركة في عمل متواصلء وجهد
متصاعد» يدأب ف العلم ويجتهد في خدمته؛ يقيم ويرحل؛ ويسمع
ويدقق» في عزيمة لاتعرف الكسل» ونفس تأبى الملل» فأتعب نهاره»
وأسهر ليله حتى أوهن جسمه وأوهاه؛ ودخل في العجزء وهاجمه ضعف
نزل في عينيه؛ فكان يتأذى ويغضب إذا قيل له: لو قدحت هذا لرجع
ينقص قليلًا قليلًا إلى أن تكامل عدمه.
وقد أجمعت مصادر ترجمته على أنه مات في ليلة الإثنين ثالث ذي
القعدة» سنة ثمان وأربعين وسبعمائه بدمشق» ودُفِن بمقبرة الباب الصغير!"؟.
العلماء والأدباء والشعراء.
(1) «الحافظ الذهبي» (ص571)
منهجي في ترتيب الكتاب
منها المصنفات التي تكلم عليها الحافظ الذهبي؛ فذكر محاسنها أو
مساوثهاء وأبان جودتها من زدائتهاء وأصالتها من زيفهاء أو أشار إلى
كتاب للتعريف بنهج مؤلفه أو أهميته؛ وبلغ عدد الكتب المتكلم عليها
© كتاب «ذيل طبقات الحنابلة»؛ لابن رجب الحنبلي.
© كتاب «الوافي بالوفيات» للصّفَدِيٍ.
9 انظر مثال ذلك كتاب «الرواة عن مالك» لمحمد بن القاسم بن شعبان؛ المتوفى سئة
0 انظر مثال ذلك كتاب «الانتفاع بأهب الباع» لمسلم بن الحجاج القشيري» المتوفى سنة
نِ مقدمة كتاب: المصنفات التي تكلم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً
© كتاب «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة .
وقد جعلت هذا كلام الإمام الذهبي بين معقوفتين هكذا [ ] وأشرت
بتصنيف مستقل» ولكن قام بجمع هذا الشعر والنظم بعض المتأخرين
في ديوان مستقل ونسبه إليهم!'".
© أعرضت عن بيان المطبوع أو المخطوط لكتب أهل البدع والضلال
») غَثونت نقد أو ثناء الإمام الذهبي الجامع لمصنفات المُترجم له ب:
«رأي الذهبي الجامع لمصنفات. . . .»؛ وأبين المطبوع والمخطوط من
)١( انظر مثال ذلك «ديوان» جميل بن عبدالله المتوفى سنة (87ه)ء و «ديوان» با
المتوفى سنة /177ه. قال الذهبي في ترجمة شيخ الأدب الحسن بن الحسين الشكري
(ت770): «وكان في معرفة أشعار العرب؛ ألّف لجماعة منهم دواوين؛ فجمع
وديوان الأخطل» وديوان هُذبة بن خْشْرم؛ وأشياء سوى ذلك». «سير أعلام الثبلاء؟
9 وأعني بالتفصيل والتوسع: ذكر عدد طبعات الكتاب ومجلداته؛ أو استقصاء أماكن