وليس للطبقة مفهوم زمني متفق عليه بين العلماء. وإنما يتفاوت المصنفون
يجعلون الطبقة عشر سنين . فالصحابة عند بعض المصنفين طبقة واحدة كما
فعل خليفة بن خياط (ت 980) في طبقاته. وابن حبان (ت 354) في
مشاهير علماء الأمصار وذلك باعتبار مشاهدتهم لرسول - عل . وبعض العلاء
يجمل الصحابة طبقات ثلاثاً ؛ وأنَا الحاء!”" فقد جعلهم ثنتي عشرة طبقة . قال
ابن الصلاح: (ثم إنه اختلف في عدد طبقاتهم وأصتافهم» والنظر في ذلك إلى
السبق بالإسلام والمجرة وشهود المشاهد الفاضلة مع رسول الله ته )!*'
وكذلك أمر التابعين وتابعيهم .
الحديث على رؤية شمولية لترتيب العلماء عبر العصور؛ تساعده على تكوين
رجل من الرجال الاعتبار المناسب وفقاً لتأثيره وتأثره؛. وحسب
وعلم الطبقات يعطي صورة عن أثر هؤلاء الرجال في الحضارة الإسلامية .
ويشد المتكام إلى المعرفة النافعة الواسعة. فلا تعود الأسماء مفصولة عا حوها
من الأحداث والأشخاص؛ وإنما تدخل في الدائرة الكلية .
وعام الطبقات يعصم من زلل كثير ووهم متوقع وتخليط ممكن؛ يقع فيه من
لا معرفة له بهذا العام . وهذا ما عبر عنه ابن الصلاح عندما قال: ( وذلك من
المهمات التي افتضح يسبب الجهل بها غير واحد من المصنفين)!*"
وكتاب المعين في طبقات المحدثين واحد من كتب الطبقات» إلا أنه على
(3) مرفة علوم الحديث (31-33)
(1) مقدمة ابن الصلاح (300) مع التقبيد والإيضاح
(8) مقدمة ابن الصلاح 137 مع التقيد والإيضاج
١ - يعرض الذهبي طبقات المحدثين وفق التسلسل الزمني ويجعل الطبقة فيمن
مات في ما بين سنة كذا وسنة كذا وهي مدة خمس وعشرين سنة .
والذين تتقارب وفياتهم هم غالبا أبناء جيل واحد وعصر واحد .
٠ - يذكر في كتابه هذا سبعاً وعشرين طبقة. ويدخل في القرن الثامن
الهجري إلى حدود سنة سبعاثة وثلاثين . وبذلك يكون الكتاب من
أوسع كتب الطبقات . وقد احتوى على ألفين وأربعياثة وأربعة وعشرين
أو على أهل المشرق وأهل المغرب» بل نراه يذكر الطبقة وفيها
المشرقي والمغربي والحنفي والمالكي والشافعي .
أشار الذهبي في آخر المعين إلى أنه ذكر الطبقات على مر الأعصارء
كتابه « تاريخ الإسلام». وبذلك يكون الذهبي قد قدم لطلاب هذا
العلم خلاصة موجزة توقفهم على الطبقات من أقرب الطرق.
يُضئفُ الذهبي في هذا الكتاب ويوثق ويعدل ويجرح بعبارات وجيزة؛
د برجال القرون المتأخرة خاصة؛ وهذا جهد يحتاجه طلبة العلم؛
ويوفر عليهم الكثير من البحث .
الإمام الذهي
الإمام الحافظ المحدث المؤرخ أبو عبدالله حمد بن أحمد بن عثان إن
ويعرف بالذهي؛ لاشتغال أبيه بصنعة الذهب المدقوق حيث برع فيهاء
وكان هذا الوالد على درجة من العلمء حلت له في قلوب أهل دمشق مكانة
أكدوها يوم خرجوا لتشييع جنازته؛ وعلى رأسهم قاضي القضاة ابن جماعة .
ولد الذهبي سنة ثلاث وسبعين وستائة. وسبراً على عادة أهل ذلك العصر
فقد أجاز له الشيخ علاء الدين بن العطار وابن الذّرجِي وابن علان ونا
يتجاوز السنة من عمره . وكان ذلك لمكانة أبيه وبعناية أيه من الرضاع .
وما أن بلغ الثامنة عشرة حتى شرع في طلب الحديث؛ فأكثر عن ابن غدير
ويوسف الغسولي . وسمع من أبي حفص عمر بن القوّاس معجم اين جيع.
وسمع من ابن عساكر صحيح مسام وموطأ مالك؛ ورحل إلدمصر مع من
الأبرقوهي . والى الإسكندرية فسمع القرافي؛ وإلى حلب فسمع سُنْقر الربي .
وإلى مكة فسمع الي . وأجاز له خلق كثير من علياء عصره.
والجدير بالذكر أن الذهبي أدرك الربع الأخير من القرن السابع ومنتصف
أن يقضي على الحضارة الإسلامية. فكان الذهبي وأمثاله رحمة مهداة لإنقاذ
تراث الأمة من الاندثار» ولصيانة معارفها 0 الضياع . فأعاد علماء القرن
السابع والثامن للأمة وجهها الحضاري ومكانتها العلمية. وكان هؤلاء العلماء
موسوعيين بكل ما تعني الكلمة . وكان الذهعي أحد هؤلاء الموسوعيين؛ وقد
أخذ مكانة جليلة بين أقرانه ورجال عصره» كأمثال المزي» والبرزالي» وابن
أستاذنا أبو عبدالله فبصرٌ لا نظير له؛ وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة
إمام الوجود حفظاً» وذهب العصر معنى ولفظاًء وشيخ الجرح والتعديل»
ورجل الرجال في كل سبيل» كأتما جُمعت الأمة في صعيد واحد فنظرها ثم
أخذ يخبر عنها أخبار من حضره!"
الأمثال» وسار إسمه مسير الشمس إلا أنه لا يتقلص بالمطرء ولا يدبر إذا
بأقوال الناس ومذاهب السلف وأرباب المقالات)!" .
وأمًا ابن كثير فقد ذكر في بدايته وفاة الذهبي؛ وقال: (وقد خم به
شيوخ الحديث وحفاظه)!" .
الحديث ورجاله ونظر علله وأحواله» وعرف: تراجم الناس وآياث د الإمام قِ
تواريفهم والإلباس؛ جع الكثيرء ونفع الج الغفيرء وأكثر من التصنيف»
ووفر بالاختصار مؤنة التطويل في عل
وقد ذكر له ابن شاكر سبعة وثلاثين كتابا مابين مطول يصل إلى عشرين
جلداً كتاريخ الإسلام ومختصر يقع في أجزاء قليلة أَوْ جزء واحد كجزء
فضل آية الكرسي وجزء في الشفاعة .
وقد ذكر ابن العاد احبلي ستة وستين كتاباً. وقال: ( وله عدة تصانيف
(6) نفس المصير (17/4)
(7) نفس المصير (107/8)
() البداية ولنهاية (735/14)
(7) فوات الوفيات (770/1)
(7) عترات الذهب (181/1)
وكانت وفاة الإمام الذهبي بعد عشاء يوم الإثنين ثالث ذي القعدة سئة
ثمان وأربعين وسبعائة. فرحه الله تعالى وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير
كتاب المعين:
وأمَا كتاب المعين في طبقات المحدثين للإمام الذهبي فهو من محفوظات
مكتبة فيض الله تحت رقم )١978( ولا يحمل الكتاب أيّة تفاصيل عن سنة
الكتابة ولا الناسخء وكل ما وجدته في أوله: كتاب المعين في طبقات
المحدثين تأليف الشيخ العلامة شيخ الحفاظ عام الرواة والمحدثين شمس
الدين الذهبي؛ أدام الله النفع به وأيده.
ووجدت في آخره: ( آخر المعين في طبقات المحدثين لابن الذهي) .
وقد قال الذهي في خاتمة الكتاب: ( وأخبار المذكورين في هذا الكتاب
مدونة في تاريخي الكبير . وفي غيره).
ترجت للذهبي؛ وقد ذكر أكثر من مصنّف كتاباً للذهبي سياه (الإشارة)
وذكر غمراً ل ولريمًا كان كتاب المعين هو كتاب الإشارة لاقتصار المعين
على ذكر طبقات المحدثين دون ترجة لهم .
يَجْدْرُ به أن يلم بطبقات الحفاظ وأن يكون لديه مرجع مختصر يدله على
وقد جاء هذا الكتاب
هذه الطبقات المتجانسة في أسرع وقت وبأخصر عبا
خلاصة سلسلة من المؤلفات للحافظ الذهبي بدهاً بتاريخ الإسلام ومروراً
بالعبر . ولذا فإنه عسير على غير الذهبي أن يؤلف مثل هذا الكتاب.
وكتاب كهذا يشتمل على ألفين وأربعيائه وأربعة وعشرين عَلَاً من أعلام
المحدثين جدير بالاهتام والتحقيق . وفي خلال سويعات قليلة يكون طالب
العلم قد اطلع على رجال الإسلام من عهد الصحابة إلى عهد الذهي .
وخط الكتاب نسخي يبدو أنه يرجع إلى القرن الثامن الحجري على وجه
التقدير والتقريب . وعلى هامش الكتاب سرد للأمماء المذكور
أجزم به أن الكتاب ليس بخط الذهي ولم يعرض على الذهبي في حياته؛
وذلك لوجود أخطاء واضحة فيه؛ نبهت عليها في مواضعها. ولكن عنوان
الكتاب يشعر بأنه كُتب في عهد الذهبي وذلك لقول كاتبه: ( أدام الله النفع
وفي الكتاب خرم مؤثر في ثلثه الأخير وقد أتلف هذا الخرم وسط
السطرين الأولين فيا يقارب الخمس عشرة لوحة الأخيرة منه.
منهج التحقيق:
١ ما كان في الكتاب خرم مؤثر فقد عملت على استكمال الأسطر
الناقصة, من كتب الذهبي الأخرى كتذكره الحفاظ وتاريخ الإسلام؛
والعبر ومن كتب التراجم التي فْمَنَتْ كتب الذهبي كشذرات الذهب
لابن العماد؛ والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي . وقد وفقني الله تعالى
لاستكمال هذا النقص إلى أدق صورة ممكنة. وقد وضعت ما أكملته
بين معقوقين تمييزاً له عن الأصل .
- ولا كان الكتاب لم يترجم للمذكورين وإنما ذكرهم باسبائهم وكناهم
وألقابهم أحياناً. فقد عمدت إلى كتب التراجم أستعين بها على الترجة
لألفين وأربعماثة ونيف من لعلماء . وقد جعلت الترجة في غاية
© - وقد ذُكرت الأسماء في الكتاب . دون ضبط وفي بعضها تحريف؛ فعملت
على تصويب الأمماء مع الإشارة في كل موضع؛ وعملت كذلك على
ضبط الأسماء من كتب الضبط المشهوره. ككتاب ابن ماكولا «رقع
الارتياب » وكتاب الذهبي « المشتبه»؛ وكتاب ابن حجر « تبصير المنتبه»
التبصبر : تبصير المنتبه بتحرير المشتيه.
التذكرة : تذكرة الحفاظ
باب التصويب مفتوح , والنصيحة هي الدين» وأسأل الله تعالى أن يجعلني من
عان في 3١ محرم 1467
ال بلق
حالف
التق مولام ام
اوبه نستعين
أما بعد حمد الاحد المحمود على الحمد له؛ والصلاة على نبيه مد حامل
لواء الحمدء وصاحب الوسيلة والفضيلة صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسلياً .
فهذه مقدمة في ذكر أسماء أعلام حَمَلة الآثار النبوية؛ تبص الطالب
النبيه» وتذكر المحدث المفيد [بمن](*) يقبح بالطلبة أن يجهلوهم . وليس
هذا كتاب بالمستوعب للكبار» بل لمن سار ذكره في الأقطار والأعصار
النبي المصطفى أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاثم
الحاشمي؛ سيد البشر - عله -.
)١( أبو بكر الصديق عبدالله بن أبي فُحافة؛ عثان
الله عله .
() عمر الفاروق أمير المؤء
(*) ذو النورين أبو عمرو عثان بن عفان بن أبي العاص الأموي .
(+) أمير المؤمنين أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الماك
(0) طلحة بن عببدالله الشهيد . المشهود له بالجنة
خُويلد ؛ وابن خال فاطمة الزهراء .
(7) سعد بن أبي وقاص» مالك بن وهب بن عبد مناف بن زهرة ابن
+ أبو حفص بن الخطاب العدوي .
() 0 (ت ده ) تقريب (340/1)