الرزق الحلال والعلم النافع؛ و بعضهم يرى السعادة في الإمان
الصادق والعمل الصالح.
ولا مانع من دخول كل ما ذكر في مفهوم السعادة, و يلاحظ
أن السعادة تنقسم إلى قسمين*
سعادة دنيوية مؤقتة بعمر قصير محدود, وسعادة أخروية دائمة
لا انقطاع لهاء وأن سعادة الدنيا مقرونة بسعادة الآخرة. وأن
السعادة الكاملة للمؤمنين المتقين في الدنيا والآخرة, والدليل على
مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا
يعملون» سورة النحل آية (٠؟).
والحياة الطيبة في الدنيا راحة القلب وطمأنينة النفس والقناعة
برزق الله وادراك لذة العبادة والجزاء الحسن في جنات الك
الآخرة والخلود فيها مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين مما لا
آمنوا وم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك شم الأمن وهم مهتدون»
سورة الأنعام آية (87).
وقد حكم الي صل الله عليه وسلم بالفلاح والفوز في الدنيا
والآخرة للمسلم الذي رزق رزقاً حلالاً بقدر الحاجة وقنع به فقال
عليه الصلاة والسلام: (قد أفلح من أسلم ورزف كقافاً وقنعه
الله يجا آتادإرم فالعادة كلها مجموعة في طاعة الله ورسوله قال
الات
الأحزاب آية (1/). والشقاوة كلها مجموعة في معصية الله ورسوله
سورة الأحزاب آية (©).
وسميت هذه الرسالة «المهداية لأسباب السعادة» وهى
١ طاعة الله ورسوله.
١" أسباب المغفرة.
١» أسباب النجاة.
»ما ينجى من عذاب الله تعالى.
٠ أسباب شرح الصدر.
موجبات الشكر.
١ الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان.
8 أسباب الرحمة.
الأسباب التي تزول بها عقوبات الذنوب.
٠ أسباب الرزق.
١١ الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة.
١ أسباب التصرعل الأعداء.
١“ وسائل حفظ الأمن.
4 - الوسائل المفيدة للحياة السعيدة.
١ الوسائل إلى أهم المقاصد.
١١ - التقوى وفضائلها ودرجاتها و بواعثها وعلاماتها.
١ أسباب المحبة.
١8 - الأسباب التي يندفع بها شر الحاسد عن المحسود.
١ طريق التعلم وأسباب فهم الدرس.
٠١ أسباب دخول الجنة والنجاة من الثار.
١١ الدعوات المستجابة.
٠ أدعية نا فعة جامعة لا يستغنى عنها.
خلاصة ما تقدم من أسباب السعادة.
وأجالال الكريم رب المرش العظلم أن يهدينا وإخواننا
السلمين صراطه المستقيم وأن يجتبنا طريق المغضوب عليم
والضالين وفوصينا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى
العظيم والحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه على خير خلقه
لات
١ - طاعة الله ورسوله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى
فإن الاسلام يوجب على المسلمين أن يحب كل واحد منهم
غاب أو حضر والإسلام يوجب عن المسلمين أن يتعاونوا على البر
والتقوى وأن يتداهوعن الإثم والعدوان وأن يعتصموا بحبل الله
جميعاً ولا يتفرقوا وقد قال تعالز «وذ كر فإن الذكرى تنفع
آيات كثيرة أمر الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله ورتب على ذلك
الفوز والسعادة والفلاح ودخول الجنة والخلود فيها. ونهى عن
معصيته ومعصية رسوله ورتب على ذلك العذاب والشقاء ودخول
النار قال تعالى: «ومن بطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من
(*) سورة النساء آية (14-17)
فلا يضل ولا يشق ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة
ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى»(» وقال تعالى: «فأما من
مقام ربه ونبى النفس عن الهوى فإ الجنة هي المأوى»©
غير ذلك من الآيات» والطاعات والمعاصي إنما هي راجعة إلى
تعالى لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره معصية العاصى بل هوالنافع
الضار الغنى عا سواه «يا أيها الناس م الفقراء إلى الله والله هو
() سورة النازعات آية (7٠--41)ء
(4) سورة الانفطار آية (14-19)
)0 صورة
يأمر الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله بامتثال أمرهماً وإجتناب
باطنهم وسرهم علانيتهم» لم قلوب لا يفقهون بها وهم أعين لا
يبصرون بها وهم آذان لا يسمعون بهاء فلا ينتفعون ما يسمعون ولا
يصملية بما يسمعون فهم شر البرية وشر الخليقة «إن شر الدواب
عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون».
فحذار عباد الله أن نكون منهم وأن نتصف بأوصافهم فالله
تعريف الإيمان من ناحية اللغة هو التصديق» وفي الشرع قول
باللسان وإعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح. فليس اليمان بالقني ولا
وفي القرآن ما يقرب من خمسين آية يقرن الله فها الإان
بالعبل الصالح ليبرهن أنه لا ينفم أحدههما بدون الآخر قال تعالى:
جن كلاب
أحسن عملا»(» «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم
فالإيمان والعمل وحدة متماسكة قول وإعتقاد وعمل وفعل وترك
الله ورسوله من الكفر والفسوق والمعاصي.
ومن أجع الأدلة في ذلك قوله تعالل: «والعصر إن الإنسان
من عمل بها فهومن الرابحين السعداء ومن لم يعمل بها فهومن
الخاسرين الأشقياء ولهذا قال الإمام الشافعي لوفكر الناس فيها
على وجوب العلم والعمل به والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه.
أقسم الله فيها أن جنس الإنسان في خسار إلا من إتصف بهذه
الأوصاف الأ ربعة:
فلابد من الإيمان؛ والإيمان لا يكون إلا عن علم؛ ولابد مع
الإيمان من العمل بمقتضاه ولابد في العمل أن يكون صالحاً خالصاً
مردود. فبالايمان والعمل الصالح يُكَمُلَ الانسان نفسه و بالتواصي
بالحق والتواصي بالصبر يكل غيره.
والتواصي بالحق هو الحث على فعل الواجبات وترك ا محرمات
وهو العمل بكتاب الله وسنة رسول الله والتواصي بالصب على
الأذى في سبيل الله كما قال تعالى حاكياً عن لقمان حين قال
لإبنه وهويعظه «يابنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن
المنكر واصير على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور»
والصبر ثلاثة أقسام: صبر على طاعة الله بعدم تركهاء وصبرعن
معصية الله بعدم فعلهاء وصبر على أقدار الله بعدم تسختها.
ثم إن المؤمن الكامل الإمان لا يقدم على المعاصي لأن إيانه
العامي الكبيرة كالزنا وشرب الخمر والسرقة» حيث يقول رسول
ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن» ولا يشرب الخمر
الواجبات وترك ا محرمات.
أوصاف المؤمنين الكل
واسمعوا شيئاً من أوصاف المؤمنين الكامل الايمان بشهادة
الله لم وما أعد لهم من الكرامة ورفع الدرجات والمغفرة لذنويم
والرزق الكريم قال تعاللى: «إنما المؤمنون الذين إذا ذكرالله
هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند رهم ومغفرة ورزق
فوصفهم بخسة أوصاف :
خوفهم من الله ورجاؤهم لما عند الله,
* وأنهم على رهم يتوكلون أي يعتمدون على الله في شئون
ورازقهم ومتولي أمورهم وأنه على كل شىء قدير ولا يعجزه
)١( دواء البخاري وصلم.
(») سورة الأنفال آية (-4)ء