إليها » ولعل عذري في ذلك الوقت أن تقدمت بتحقيق هذا الكتاب لتيل
الماجستير من قسم السنة بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية +
وذلك يتطلب أموراً قد لا يحتاج إليها كثير من القراء .
لهذا وذاك أعدت النظر في الكتاب » فقمت بإعادة قراءة النص المخطوط
صححت الأخطاء » كما أن أضفت بعض التعليقات الب لها فائدة في خدمة
النص » وزدت في ضبط المشكل في النص والتعليقات ؛ وتقييد الهمل » وتبيين
لليهم .
هذا ما أدى إليه اجتهادي وحسبي أنني قصدت بذلك تقريب الكتاب إلى
إخواني طلبة العلم بحجمه الجديد » ثم أتقدم بالشكر الجزيل لكل من أسدى إلي
نصحاً أو نبهي على خطأ مما حصل في الطبعة الأول فجزا الله الجميع عن خير
الجزاء .
وأسأل الله لي ولإخواني من طلبة العلم أن يرزقنا العلم النافع والعمل
الصالح » وأن يوفقنا للحق ويئبتنا عليه » وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .
محمد بن مطر الزهراني
بطيبة الطيبة قبل عصر يوم الجمعة
الموافق يوم عرفة من ذي الحجة سنة 1414ه
المدكة
أولاً ؛ ترجمة موجزة للمؤلف ”1
هو أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد البغدادي - من أصل عربي -
ولد سنة 747 ها .
ونشأ في قرية درزيجان الراقعة جنوب غربي بغداد » حيث كان والده يشولل
خطبة وإمامة جامعها لمدة عشرين سنة 9" .
وكانت نشأت الخطيب البغدادي في بيت من بيرت العلم والصلاح فكان
والده رجلا صالحا محبا للعلم والعلماء » فلذلك حرص على تنشتة ابنه تنشعة
علمية قوية مبنية على تقوى الله وطلب العلم لوجهه تعالى ؛ فأخذه منذ صغره
إلى مؤدب يؤدبه ويقرؤه القرآن ثم أخذ بعد ذلك يوجهه إلى حلقات العلم
وبجالس العلماء .
حتى أصبح بعد ذلك من العلماء المشهورين ؛ توفي سنة 497 ه .
بدأ الخطيب الجلوس إلى حلقات العلم في وقت مبكر وأخذ ينتقل من حلقة
)١( نظراً لأن الخطيب قد درس دراسة وافية من الأستاذ يوسف العش والدكتور أكرم
العمري فإنني أوجز الترجمة هنا ؛ واعتمدت في النقل على كتابيهما كثيراً ؛ وإنما أردت
هنا التعريف الموجز كمدخل للكتاب .
() انظر : موارد الخطيب (ص : 15 )
الفقه وغيرهما على كبار علماء بغداد في عصره حتى إذا ما بدأ يصلب عوده
أخذ يتطلع إلى السماع من العلماء المقيمين خارج بغداد وبدأ رحلته حيث رحل
في طلب العلم وسماع العلماء - وخاصة علماء الحديث - فرحل إلى الحجاز
ومصر والشام والمشرق وبعض هذه البلدان كرر رحلته إليها واهتم الخطيب
بالرحلة في طلب العلم فألف كتاباً في ذلك 9 .
أشهر شبيوخه وتلاميذه +
أفاد الخطيب كثيراً من علماء بغداد ؛ وكان يحث طلبة العلم باستتفاد
حديث أهل بلدهم قبل الرحلة في طلبه من علماء البلدان الأخرى !" ؛ وقد
طبق ذلك فبداً بالتحمل عن كبار شيوخ بغداد في زمانه ومن أشهر من استفاد
منهم من شيوخ بغداد :
٠ أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق -١
- أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني .
#- أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري .
6- أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي .
©- أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان .
+- أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ؛ وغيرهم من علماء
بغداد وغيرها خلق كثير 9 .
2) 47 - 35 : انظر : الموارد (ص )١(
2) 31: المصدر السابق (ص
2 ) 77 - 1١( : تذكرة الحفاظ ( 73 / 11756 ) » موارد الخطيب ص )©(
ومن أشهر تلاميذه :
"- الأمير أبو النصر بن ماكولا +
#- عبد الله بن أحمد السمرقندي .
6- محمد بن الحسين بن علي الشيباني +
©- هبة الله بن عبد الله بن أحمد الشروطي الواسطي » وغيرهم خلق
كير ا
مكانته بين العلماء !":
وثقه العلماء من معاصريه ومن أتى بعدهم فممن وثقه : عبد العزيز
كثيراً » ومن أشاد بذلك السيعاني والسبكي وابن النجار وابن عساكر » وقد
اعتبروه خامة الحفاظ » قال ابن حجر : كل الناس بعد الخطيب عيال عليه في
الحديث ؟ إلا أنه لا يخلو كل إنسان من حساد فقد اتهمه ابن الجوزي
بالتعصب ضد الحنايلة وعاب عليه الاحتجاج بالأحاديث الموضوعة في كتبه
- ) 48 - 85: ؛ الخطيب البغدادي للعش (ص ) ١7396 / ١ ( انظر : تذكرة الحفاظ )١(
+ ) 48 : موارد الخطيب (ص » ) ١١78 / 7 ( انظر : تذكرة الحفاظ )(
() انظر : نزهة النظر رص : 16 )+
(4) المنتظم لابن الجرزي ( 8 / 157 - 114 ) .
من ترجم للخطيب رد هذه التهم .
عفيدتكه ومذهبة :
كان الخطيب سلفي العقيدة أي أنه ينتحل مذهب أهل السنة والجماعة في
العقيدة مما في ذلك الأسماء والصفات وقد نص على ذلك ابن القيم في « اجتماع
الجيرش الإسلامية » » والذهبي في « العلر للعلي الغفار » » وله رسالة في العقيدة
في موضوع الأسماء والصفات محفوظة بالظاهرية ؛ وما قال فيها :
السلف إثباته وإجراؤها على ظواهرها ؛ ونفي الكيفية والتشبيه عنها » .
والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات ؛ ونحتذي
وجود؛ لا إثبات تحديد وكيفية ؛ فكذلك إثبات صفاته ؛ إنما هو إثبات وجود
لا إثبات تحديد وكيفية ل" » أما مذهبه في الفروع فإنه كان شافعياً .
ذكر بعض كتبه :
الخطيب ممن أكثر من التأليف في جميع الفنون فلم يقتصر على فن دون فن؛
ولكن بده في علم الحديث أكثر تأليفاً من غيره ؛ حتى إنه أفرد أكثر فئون
المقدمة .
وسأكتفي بذكر بعض كتبه في علم الرجال خاصة لصلتها بالسابق
+ ) 177 : انظر : مختصر العلو للعلي الغفار للذهبي - اختصار الألباني (ص )١(
واللاحق ؛ ولأن كل من كتب في الخطيب ذكر مصنفاته بالتفصيل :
-١ الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة .
- الأسماء المتواطعة والأنساب المتكافئة .
#- تلخيص المتشابه في الرسم .
6- تمييز المزيد في متصل الأسانيد .
©- تاريخ بغداد .
>- الرواة عن شعبة .
الرواة عن مالك .
8- المتفق والمفتّق .
4- غنية الملتمس في إيضاح الملتبس .
وغيرها كثير .
ثانياً ؛ دراسة الكتاب +
: تعريف السابق واللاحق وصلته بكتب الوفيات -١
لم أقف على من عرف بالسابق واللاحق قبل الخطيب البغدادي فيما اطلعت
عليه من كتب المصطلح .
قال الخطيب في كتاب السابق واللاحق - ص ؟ - : ( ضمتته ذكر من
اشترك في الرواية عنه من تباين وقت وفاتيهما تبايناً شديداً » وتأخر موت
وقال أبو عمرو بن الصلاح في تعريف السابق واللاحق : , معرفة من
اشتزك في الرواية عنه راويان متقدم ومتأخر تباين وقت وفاتيهما تباياً شديداً
فحصل بينهما أمد بعيد » وإن كان المتأخر منهما غير معدود من معاصري
الأول وذوي طبقته م ©
وقال العراقي في الألفية :
موت كزهري وذي تدارك كابن دويد رويا عن مالك
سبع ثلاثين وقرن وافى آخر كالجعفي والخفاف
شخص واحد وأحد الراويين متقدم والآخر متأخر بحيث يكون بين وفاتيهما أمد
)١( انظر : علوم الحديث لابن الصلاح (ص : 187 ) +
() انظر : شرح التبصرة والتذكرة ( 3 ٠١٠١ ) 2
بعد الخطيب لم تختلف تعاريفهم عن تعريف الخطيب وأن جميع هذه التعريفات
تنص على إلحاق الراوي المتأخر بالمتقدم الذي شاركه في الرواية عن شيخه وإن
لم يكونا متعاصرين ٠ ٍ
وكل من جاء بعد العراقي وابن الصلاح لم يضف شيئا في تعريف السابق
واللاحق إلى تعريف من سبق .
. الأمن من ظن سقوط شيء في إستاد المتأخر -١
"- تفقه الطالب في معرفة العالي والنازل -
#- معرفة الأقدم من الرواة عن الشيخ ومن به ختم حديثه .
6- تقرير حلاوة علو الإسناد في القلوب !© .
وقد رد السخاوي على ابن كثير في قوله :, وهو بما يتحلى.به كثير من
المحدثين» وليس من المهمات فيه ... » "© قال السخاوي : « وهو متعقب بأول
أماصلة هذا الفن بكتب الوفيات ؛ فواضحة وبيئة » إذ أن هذا الفن
موضوعه البحث في وفاة الراويين عن هذا الشيخ ؛ ويزيد على ذلك بتأكيد
كونهما رويا عنه وهذا الأخير هو الذي من أجله يبحث عن وفاة الراوي +
. ) 187/7 ( انظر : فتح المغيث )١(
+) 705 : انظر : الباعث الحثيث (ص )(
ولذا نرى الخطيب يعتمد في كتابه , السابق واللاحق م على كتب التاريخ
أكثر من و فكاع تصاً ١ كلما ستفصل ذلنلق في حريدة مصادره في السابق
واللاحق ؛ في هذه المقدمة .
أعلم - إلى هذا الفن من التأليف ؛ وإنما كان من قبله يؤلف في الوفيات على
ترتيب الستين أو المعاجم أو التاريخ العام ونحر ذلك » أما الخطيب فقد اعتنى
بهذا الفن من فنون المصطلح وأفرده في كتاب خاص وجمعه على نمط خاص ؛
وقد تيسر له جمع عدد من الرواة غير يسير في كتابه هذا .
وقد ذكر السخاوي وزين الدين العراقي وزكريا بن محمد الأنصاري وابن
العماد وغيرهم أن الذهبي قد تابع الخطيب في هذا النمط من التأليف » فألف في
في هذا الفن غير الخطيب والذهبي .
: توثيق نسبة الكتاب إلى الخطيب -١
أ- أسانيد الكتاب تبدأً بشيوخ الخطيب البغدادي » وهذا دليل قوي على
أن الكتاب له .وقد أشرت إلى ذلك عند ذكر مشائخ الخطيب في هده المقدمة .
)١( انظر : فتح المغيث ( 3 / ١87 ) ؛ فتح الباقي على ألفية العراقي - في حاشية التبصرة
والتذكرة (© 1٠١٠/ ) » وانظر أيضاً : الذهبي ومنهجه في تاريخ الإسلام (صض م