(ت 7/88ه)؛ وأبي عبيد الهروي (ت401ه) والزمخشري (ت/07ه)؛ وابن
الجزري (ت107ه).
شاملة متكاملة؛ تناولت مواد متعددة؛ كتحقيق أبي عبيد لنصوص الحديث
ابتداء قبل تفسير غريبهاء وكاللغة؛ والنحو البلاغة؛ والتصوف؛ وعلوم
القرآن؛ وعلوم الحديث والفقه وأصوله؛ فضلاً عن النواحي التاريغية
المحققان
أ. د. كاصد ياسر الزيدي وليد بن أحمد الحسين
منهج أبي عبيد في تفسير غريب الحديث
نبذة مز حياة أبي عبيد
هو أبو عبيد القاسم بن سلام الهشروي الأزدي الخزاعي بالولاء" ولد
نسب إليها فقيل: الهروي وقد توفي سنة (175ه).
طلب أبو عبيد العلم منذ نعومة أظفاره فحاز فيه قصب السبق؛ وأخذما
طاب له أن يأخذ من علوم اللغة والفقه والحديث؛ ودراسات القرآن؛ وفنون
كان أبو عبيد موسوعيا في علمه؛ فلم تكن معرفته مقثصرة على علم دون
(علم غريب الحديث) وقد شهد له معاصره الجاحظ (ت1088ه) بهذه
والعلماء بالكتاب والسنة والناسخ والمشسوخ وبغريب الحديث» وإعراب
القرآن» وممن قد جمع صنوفاً من العلم أبو عبيد القاسم بن سلام» كان مؤدباً؛
لم يكتب الناس أصح من كتبه» ولا أكثر فائدةة".
(1) ابن خلكان: وفيات الأعيان (4/ *1)؛ والهرويء لقب لمؤلف آخر في غريب الحديث هو أحمد بن محمّد الهسروي»
لات١41ه) صاحب (الغرمين)؛ وقد طبع الجزه الأول منه.
(©) طبقات النحرين واللغويين (صص920-144.
وكان اسحق بن إبراهيم بن راهويه (ت177ه) - شيخ البخاري
وصاحب المسند المعروف- يقول فيه: «يحب الله الحقء أبو عبيد أعلم مني
ومن أحمد بن حنبل ومحمد ابن إدريس الشافعي». وكان بعض أهل العلم
يطلق عليه وعلى الأصمعي لقب (الشيخين)""؛ وهي شهادة لا قيمتها
وأبو عبيد سنّي الاعتقاد. على رأي أصحاب الحديث في عصره؛ ومن هنا
تعالى”"؛ على حين يراها المعتزلة من خل الفرد.
أخذ أبو عبيد عن علماء كثيرين يجملون ألواناً من المعرفة الغزيرة» وقد
البصرة والكوفة؛ على الرغم من أن أبا عبيد كوفي المذهب في النحو واللغة»؛
وكان في مقدمة هؤلاء الشيوخ الكوفيين الكسائي (ات188ه)؛ والفراء
(تلا١ ٠ه)؛ وأبو عمرو الشيباني ات7١1ه)ء ومن البصريين أبو عبيد
(ت١٠1ه)ء وأبو زيد الأنصاري (ت9١1ه)؛ والأصمعي (ت1١1١1ه)
ويليهم جميعاً من الكوفيين خلف الأمر (ت+18ه).
(1) طبقات التحويين واللغوبين (ص8+0-144)
() ينظر (4/ 177-113 من غريب الحديث لأبي عييد.
منهج أبي عبيد في تفسير غريب الحديث
وكل هؤلاء الشيوخ الكبار ممن روى عنهم أبو عبيد في كتابه (غريب
وأخذ أبو عبيد إلى جانب ذلك الرواية عن عدد من الأعراب الثقات
وأخذ الفقه والحديث وبقية علوم الدين عن عدد كبير من علماء عصره؛
من الفقهاء المجتهدين والمحدّين الأثبات والرواة الثقات» وفي مقدمتهم أبو
يوسف (ت187ه) تلميذ الإمام أبي حنيفة؛ ومحمد بن الحسن الشيياني
(ت1848ه) وعبد الله بن إدريس (ت147ه) وعبدال رمن بن مهدي
(ت48٠١ه) وحفص بن غياث (ت44١ه) ووكيع ابن الجراح (ت/457١ه)ء؛
وسفيان بن عيينة (ات4/8١ه) وأبو النصر هاشم بن القاسم الليشي البغدادي
واحسب أن التعريف باللغويين لا ضرورة له؛ إذ هم مشهورون. ولكن لا
وجه الإيجاز في التعريف بهمء ممن لم يبلغوا مشلاً شهرة أبي يوسف الفقيه
وأول من نذكره منهم محمّد بن الحسن الشيباني؛ فهو فقيه كبير حتى إنه
ناظر الإمام الشافعي بحضرة الرشيد» فأثنى الشافعي عليه؛ ولا توفي بالري»
فى والكس ان ريم بلحل تقال الرشيك ليما روي و دفنا الفقه
وصل إليناء وهو (الجامع الكبير)!".
وأما عبدالله بن إدريس؛ فهو فقيه كبير أيضاً؛ حتى إن الرشيد كان كثير
الحرص على توليته القضاء, ولكنه شأن كثير من الفقهاء الورعين» كان لا
به؛ بان تظاهر أمام الخليفة حين استدعاه بأنه مفلوج"".
للحديث؛ له عدة تصانيف”"» وكان حفص بن غياث غدثاً فقيهاً؛ ولي قضاء
فقيهاً؛ وهو محدّث العراق في عصره'*"؛ وروى أبو عبيد عن أصحاب التاريخغ
والسير مثل ابن الكلبي (ت4 ١ اه" والواقدي (ت7١ ١ه" وكذلك
يقال عن بقية من روى عنهم مثل الفضيل بن عياض الزاهد الملشهور وشيخ
الحرم في أيامه”"؛ ويزيد بن هارون الواسطي الحافظ الثقةأ*"؛ واسماعيل بن
(1) وفيات الأعيان (4/ 184)؛ السير (4/ 134)؛ تاريخ بن معين (811!
() وفيات الأعيان 19/ **3) السير (41/4): طبقات ابن سعد (344/5)؛ تهذيب الكمال (158).
يخ بغداد (177/1).
(©) تاريخ بغداد /1١( +14 تذكرة الحفاظ (1/١+3)؛ تهذيب التهذيب (174/5).
83 وفيات الأعيان (0-148./1 *1)؛ السير (71/4) طبفات ابن سعد (744/5)؛ الشاريخ الكبير (1/ +4017
اجرح والتعديل (©/188).
(ه) تذكرة الحفاظ (6203/1؛ تهذيب التهذيب (11/ 173 السير (4/ ٠ 18) تاريخ بقداد (457/170).
50 هشام بن محمد بن السائب الكلي» انظر السير »)1٠١٠ /1١( تاريخ بغداد (14/ 48)» الميزان (8/ 04 66.
() محمّد بن عمرين واقد السير (4/ 484)؛ التاريخ الكبير (/1178)؛ الكامل بابن الأثير (3/ 388).
(ه) الفضيل بن عياض ابوعلي الخرساني» السير (8/ 411 التاريخ الكبير (10/ ؟17): تاريخ ابن عساكر 4./143؟1)
(4) يزيد بن هارون ابوخالد الواسطي» السير (708./4) طبقات ابن سعد (0/ 314)؛ تذكرة الحفاظ (317//1-
-318 /90( العلل لأحمد بن حتبل (177)؛ طبقات ابن سعد ,)٠١1/4( إسماعيل بن إراهيم بن علية البصريء السير )٠١(
منهج أبي عبيد في تفسير غريب الحديث
وقد تجلى أخذه عن هؤلاء العلماء وسواهم في كتابه: غريب الحديث» إذ
أشار بطرق العلم المعروفة إلى صورة ذلك» من مثل قوله: حدثشاء وحدشني»؛
الكلام على علم الحديث في هذا الكتاب.
أما تلاميذ أبي عبيد؛ فلا شك أنهم كثيرون فرجل مثله في العلم والتدين
عنه عبدالله بن عبدال رمن الدارمي”"» وأبو بكر بن أبي الدنيا"؛ وعباس
الدوري”"؛ والحارث بن أبي مسلمة*"؛ وعلي بن عبد العزيز البغوي"؛
وأحمد بن يحبى البلاذري الكاتب"" وآخرون""؛ وروى ابن قتيبة الدينوري
(ت1776ه) كتاب غريب الحديث لأبي عبيد عن أحمد بن سعيد عن أبي
يوسف التغلي”" وممن أخذ عن أبي عبيد محمّد بن ثابت وعلي بن عبد الله
, »)14/10( أبومحمد الدرامي السمرقندي؛ السير (17/ 118)؛ الجرح والتعديل (44/8)؛ تاريخ بغداد )١(
(1) عبدا لله بن محمّد بن أبي الدنا الفرشي مولاهم؛ السير (341//17؛ تذكرة الحفاظ (311//1)» التهذيب (5/ 17)
() عباس بن محمّد أبوالفضل الدوري السير (011/17)؛ تاريخ بغداد (1/ 144).
(4) الحارث بن محمّد بن أبي أسامة» السير (0744/11» تاريخ بقداد 18/4 1)؛ تذكرة الحفاظ 114/10)ى لزان (1/ 46441
(*) أبوالحسن البغوي. السير (348/17)؛ الجرح والتعديل (/143) تذكرة الحفاظ 571/0 يزان 0/ 1487).
30 أبوبكر البلاذري صاحب التاريخ الكبير» السير (17/ 131 البداية وانهاية (11/ 38)؛ لسان لليزان (1/ 6517.
(7) ينظر مقدمة تحقق غريب الحديث لأبي عبيد ص (ح).
() ينظر: إضلاح غلط أبي عيد لابن
كان أبو عبيد غزير التأليف منوعاً فيه؛ فلم يقتصر تاليفه على نوع معين
من العلم» بل كان موسوعياً متعدد الجوانب في ذلك؛ فقد روى الناس من
وغريبه؛ والفقه. وله في اللغة الغريب المصنف» والأمثال» وله كذلك معاني
«إنه أول من صنف في غريب الحديث»"". والحق أنه مسبوق بهذا النوع من
وكتبه الأخرى معروفة لدينا اليوم؛ وهي (الغريب المصنف) في اللغة الذي
أعلن الدكتور رمضان عبد التواب عنه أنه تحت الطبع وافضائل القرآن)
القاضي)؛ و(عدد آي القرآن)» و(الأيمان والنذور)؛ و(الناسخ والمنسوخ)»
و(القراءات) و(المقصور والممدود)» و(المذكر والمؤنث) و(النسب). غير أن
أشهر كتبه جميعاً فيما تبين لنا كتابه (غريب الحديث)؛ وسنتحدث عنه بشيء
من التفصيل بعد قليل إن شاء الله؛ قبل البدء ببيان منهج مؤلفه فيه من
.)31/4( وفيات الأعيان )١(
)31/4( وفيات الأعيان )(
( ينظر قهرس مصادر (البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث) بتحقيقه (ص١111)؛ المصدر .)1٠(
منهج أبي عبيد في تفسير غريب الحديث
حيث تفسيره لغريب الحديث.
وييدو أن أبا عبيد كان طويل النفس في أخذ العلم والتصنيف فيه؛ فلم
يكن ليقنع بالقليل منه؛ ولم يكن ليتعجل التاليف فيه» بل كان ينظر ويتأمل في
الكتاب أربعين سنة وربما كنت استفيد الفائدة من أفواه الرجال» فأضعها في
فيقيم أربعة أو خمسة أشهرء فيقول: قد أقمت كثير!'".
غريب الحديث بين كتب الفريب:
نال كتاب غريب الحديث لأبي عبيد عناية أهل العلم قاطبة؛ من لدن
إذ اعترف أقدم من ألف في غريب الحديث بعد أبي عبيد؛ وهو ابن قتيبة
الدينوري؛ أن كتاب أبي عبيد أصل لا يستغنى عنه طلاب الحديث؛ وأنه
يكفيهم -مع ما ألفه اب مشقة البحث والتنقيب في هذا العلم الدقيق
(1) وفيات الأعيان (31/4).
الصعب» يقول: «فأما زماننا هذاء فقد كفي حملة الحديث فيه مؤونة التفسير
والبحث بما ألفه ابو عبيد القاسم بن سلام» ثم ما ألفناه في هذا بحمد ا للهه!".
وقد بينا سالفاً أن هناك من يرى كتاب أبي عبيد أول كتاب في موضوعه.
فإن هناك غير واحد من أهل العلم سبقوا أبا عبيد في التأليف في غريب الحديث
منهم محمّد بن المستنير المعروف بقطرب (ت3 ٠ ٠ه)؛ وأبو عبيدة معمر بن المثنى+
والأصمعي ... وقال أبو عبدا لله الحاكم النيسابوري (ت٠40ه): «فأول من
صنف الغريب في الإسلام النضر بن شميل. له فيه كتاب هو عندنا بلا سماع»
ثم صنّف فيه أبو عبيد القاسم بن سلآم كتابه الكبير»!".
وقال أبو عمرو بن الصلاح”""ات114ه): 3.. ثم إن غير واحد من
العلماء صنفوا في ذلك فأحسنواء وروينا عن الحاكم أبي عبدا لله الحافظ»
قال: أول من صنّف الغريب في الإسلام النضر بن شميل. ومنهم من خالفه
: أول من صنف فيه أبو عبيد معمر بن المثشىء وكتاباهما صغيران؛
وصنف بعد ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام كتابه المشهور فجمع وأجاد
واستقصى» فوقع من أهل العلم بموقع جليل وصار قدوة في هذا الشان».
ويبدوا أن أبا بكر بن الأنباري (ت78*ه)؛ كان كثير الإعجاب بكتاب
أبي عبيد» وذلك أنه رد على ابن قتيبة في تغليطه أبا عبيد في مواضع من
(1) ابن قتية: غريب الحديث (1/ +16
(1) الحاكم: معرفة علوم الحديث (ص88)
(©) مقدمة في علوم الحديث (ص/ا13).