بياتلهام
(الحمد لله الذي هدانا بنور كتابه» وأرشدنا لتصديقه» ووفقنا لاتباع
متضمّنه؛ والتمسك بمعالمه؛ والنقض لمطامع القادحين في تنزيله؛
والكشف عن شه الملحدين في تأويله؛ وصلّى الله على رسوله محمد القائم
نرغب في التوفيق» لما ألزمناه من موالاتهم» والاقتداء لأثرهم؛ وسلوك
أمانتهم وآرائهم)!"؟.
وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» وذلك بأن هيا العلماءً العاملين للقيام
يهذه المهمة العظيمة» فبذلوا أقصى الجهدء وغاية الوسع؛ للعناية بهما
ورعايتهماء بما كان كيلا لتحقيق وعد الله تعالى بحفظهما» وكان من ثمار
)١( اقتباس من كلام الإمام القاضي سيف السّة أبي بكر الباقلاني رحمه الله تعالى من
كتابه الانتصار للقرآن 96/1
هذه الجهود المباركة أن زخرت المكتبة الإسلامية بعشرات آلاف من
المصنفات في مختلف الفنون التي خدمت هذين المصدرين الكريمين»
محدّث الإسلام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مَنْدَه؛ الذي كان من أكثر
المحدّثين رحلةٌ لطلب الحديث» ورواية عن الأئمة والرواة؛ وفي ذلك يقول
الذهبي: (لم أعلم أحداً كان أوسع رحلة منه» ولا أكثر حديثاً منه مع الحفظ
أهم المصادر المتقدّمة في بابه؛ وقد وتقني الله تعالى للقيام بخدمشه
أما هذا الكتاب فهو من تخريج الإمام الحافظ أبي موسى المديني+
جمع فيه بعض تلامذة الإمام ابن منده مكّن أدركهم الإمام الحافظ الأديب
الحسين بن عبد الملك الخلاّل الأصبهاني» وقد هذا الإمام الكتاب بترجمة
حافلة للإمام ابن منده؛ ذكر فيه مناقب هذا الإمام؛ ورحلاته» ومنزلته؛ وأقوال
وبعدُ هذا الكتاب مصدراً لكثير من الأئمة المتأخرين» كالإمام
)١( سير أعلام الثبلاء 016/17 و6
وسيغني هذا الكتاب عن الترجمة التي كنت سأضعها لكتاب معرفة
وقد خدتٌ الكتاب بالضبط والتعليق والتقديم؛ والحمد لله الذي
في ترجمة الإمام أبي عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلأل»
والإمام أبي موس محمد بن أبي بكر المديني
,0 ترجمة الإمام أبي عبد الله الحسين بن عبد الملك
هو أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين بن محمد بن علي
ولد سنة ثلاث وأربعين وأربع مشة؛ وتوفي في الحادي عشر من
جمادى الأولى سنة |
سمع خَلْقًَ من كبار الأئمة من محدثين وقٌرّاء ومؤرخين» من أمثال
الإمام أحمد بن الفضل البَاطرْقاني» والإمام عبد الرحمن بن أحمد بن بُندار
)١( له ترجمة في السير 371-778/14» وفي حاشيته مصادر كثيرة ذكرث هذا الإمام؛
ويضاف إليها مصادر أخرى لم تُذكره منها: معجم شيوخ ابن عساكر 787/١
والتقيد لابن نقطة 148/1- 300 وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين الدمشقي
الرازي؛ وعبد الرحمن بن منده الأصبهائي وغيرهم» وقد ذكر كثيراً منهم في
كتابه هذاء
وأبو القاسم ابن عساكر» وأبو موسى المّدِيني؛ وزّاهر بن طاهر النَّحَامِي»
وأسعد بن أحمد الثقفي الأصبهاني وغيرهم .
أثنى عليه جماعة من العلماء؛ فقد قال تلميذه السمعاني» رأيته بعد أن
بق السلف. وخرّج له محمد بن أبي نصر اللْقُثاني''" معجماً في أكثر من
وقد اختصٌ الخلال برواية كثير من الكتب؛ منها تفسير سفيان بن
عيينة؛ ومسند أبي يعلى الموصلي؛ ومسند الرُوياني» والأربعين لأبي بكر
المقرىء؛ كما روى صحيح البخاري عن شيخه أبي عثمان سعيد بن أحمد
)١( هو أبو بكر محمد بن شجاع الأصبهاني» المحدث الثفة؛ شيخ الإمام أبي سعد السمماني
وغيره؛ توفي سنة (077ه)ء الأنساب 178/9 والسير ١9/4/78
() ينظر: التقييد لابن نقطة 744/1؛ والمعجم المفهرس لابن حجر ص ٠04 و 174+
(ب) ترجمة الإمام أبي موسى المديني”»:
هو الإمام أبو موسنى محمد بن أبي بكر عمر بن أبي عيسى أحمد بْن
عمر بن محمد بن أحمد بن أبي عيسى المَديني الأصبهاني الشافعي .
ولد في ذي القعخدة سنة إحدى وخمسين ومئة؛ وتوفي في تاسع
جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وخمس مثئة .
وطبقتهم ؛ فروى عن أبي سعد محمد بن محمد بن محمد المطرّز»
وأبي علي الحداد الأصبهاني؛ والحافظ يحيى بن مَنْدَه؛ والحافظ
محمد بن طاهر || ي» والحافظ أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن
علماء أصبهان ومحدثيها.
وارتحل؛ فسمع في بغداد من أبي القاسم بن الحُصَّين؛ وقاضي
حدّث عنه: أبو سعد السمعاني»؛ وأبو بكر محمد بن موسى الحازِمي»
)١( له ترجمة في كثير من الكتب؛ ومنها: السير ١197/1؛ وفي حاشيته كتب كثيرة ترجمت
له؛ كما ترجم له الدكتور عبد الكريم العزباوي في مقدمة كتاب أبي موسى» المُسَمى:
(المجموع المغيث في غريب القرآن والحديث)
يسير يترّح به» ويُنفق منه» ولا يقبل من أحد شيئاً قط أوصى إليه غير واحد
وقال ابن النجار: انتشر علم أبي موسى في الآفاق» ونفع الله به
المسلمين» واجتمع له ما لم يجتمع لغيره من الحفظ والعلم والثقة والإتقان
والصلاح وحسن الطريقة وصحّة النقل» قرأ القرآن بالرّوايات» وتفقه
سنة أربع وعشرين وخمس مثة .
وقال الإمام الذهبي: الإمام العلامة الحافظ الكبير الثقة شيخ
شيخنا أبا العباس ابن تيمية يُني على حفظ أبي موسى ويُقدّمه على الحافظ
ابن عساكر باعتبار تصاا
صَتف هذا الإمام مُصَتَّفات كثيرة»؛ منها: ذيل معرفة الصحابة لابن
العا لكان
في التعريف بكتاب
(ذكر الإمام أبي عبد الله بن مَنْدَه
ومن أدركهم من أصحابه الشيخ الإمام الأديب
تخريج الإمام أبي موسى المديني
ة» ذكر فيها أنَّ جماعة من
أصحابه اقترحوا عليه أن يذكر عدةٌ من كَتَبَ عنهم وسمع منهم من أصحاب
الإمام ابن مندّه؛ ثم قال في نهاية مقدّمته : (فالذي دعاني إلى تحرير هذا أّكل
حديث رويته عن واحد من أصحابه عنه يكون كأني أرويه عن أبي إسحاق بن
وأعلى إسناداً في حال حا
أصبهان إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني؛ وأبو القاسم حمزة بن محمد
الثاني شيخ المحدّثين في مصر وغيرهم.
٠ - ثناءٌ بعض المحدثين عليه كقول الإمام الحافظ أبي العباس
المُسْتَغْفري شيخ المحدّثين في بلاد ما وراء النهر: (ما رأيثٌ أحفظ من
أبي عبد الله بن منده) .