السياطاللاذمات
فقام أهل العلم بهذا الأمر على أكمل الوجوه لعلمهم أن المدافعة بين الحق والباطل
ومنذ أن بدأتٌ القراءةً والاطلاع على كتب الرافضة أدركت مدى جهل القوم وعظيم
خطرهم وشدة مكرهم وضعف بأسهم في مواجهة خصمهم. فقد اتخذوا التلوّن شعارًا
وتغيير المواقف وتقلبها منهج ودثارًا؛ فيا لله كم أفسدوا من عقيدة وكم حجرواعل
العقول وكم ضلوا وأضلوا؟! حتى قيض الله لهم من فضح باطلهم وكشف عوارهم وهتك
ولقد كان وما زال كتاب المراجعات لمؤلفه عبد الحسين شرف الدين الموسوي"
الهالك سنة (171/10ه) الحائز عند القوم قصب السبق» مرجعًا مهيا صنعه صنعًا نيابة عن
بنه وبين شيخ الأزهر سليم البشري حل
وليس مسلك الكذب بجديد على القوم» فالطريق قديمة سابلة ولها روّاد؛ ولكن العجب
أم يقال: افتضحوا فاصطلحوا؛ فإن أقل ما يوصف به كتاب الموسوي أنه: أخبث من
لحم خنزير في صينية من ذهب» ومع كل هذه الطوام والمخازي التي في كتابه إلا أنه قد وزع
منه وبيع ملايين النسخ على الشيعة والسنّة في أنحاء العالم
ولسوف تدرك أخي القارئ الكريم حقيقة الموسوي وكتابه بمجرد تحريك صفحات
)١( ولد في الكاظمية في العراق سنة (+174ه) ودرس في النجف وسامراء» ثم عاد إلى لبنان وغمره
(21) سنة؛ وتنقل في عدد من البلاد.
في كشف كذب وتدليس صاحب الراجعات ا لصي
وضربٌ جديد من الفوضى العلمية؛ والتزوير للحقائق التاريخية واللعب بالمصطلحات»؛
والخلاصة أن الكتاب فيه كل شيء إلا الموضوعية والتجرد في البحث؛ وسوف يظهر لك
مدى جهل الموسوي وكذبه وتدليسه على القراء في قائمة سوء طويلة هو أهل خاء يصان
عنها كل مؤمن صادق يريد الله والدار الآخرة.
وبراهين على أفضلية علي ته وإمامته وتفنيدها وإسقاطهاء لا يعني طمس أي فضيلة
ومنقبة له ولأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين؛ فقد صح فيه وفيهم نش ما لا يحتاجون
معه إلى كذب عبد الحسين وجهالاته؛ ولكن لأهل السئة -رحمهم الله- منهج دقيق في نقد
الروايات وتمحيصها بعيدًا عن العواطف والتشنجات؛ والقفز فوق الأسس العلمية
مسلم؛ فقد طعن هذا الرافضي وقومه في أصحاب محمد /8و وخونوهم وقدحوا في دينهم
وأمانتهم وهم حملة الدين والكتاب وحفظته رضي الله عنهم أجمعين؛ وحسبي أيضً أنني
متبع غير مبتدع؛ فقد غار الله تعالى عليهم من فوق سبع سموات وأنزل في مدحهم وبراءتهم
ما يتل إلى يوم الدين؛ فلعلي أجد عند القارئ الكريم مساحة من العذر والدعاء
السياطاللاذمات
النجاسة لا تغسل بالنجاسة؛ وقد سميته: (السياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس
صاحب المراجعات).
لا أشك أن القارئ سيجد في هذا الكتاب عددًا من الأخطاء غير قليل؛ وما
أدعي أنني وفيت هذا العمل حقه من الإتقان» لكن حسبي أنيٍ أردت الإحسان والإصلاح
وأنا أعلم أن أكثر ما نعمله في دنيانا لابد أن يختلط بالأهواء والشهوات وحب الدنياء
على أنني أرجو أن يكون ما في هذا العمل من الإخلاص وابتغاء وجه الله أوزنُ عند تعالى
عبد الله بن عبشان الغامدي
عصر الجمعة (١/1470/1ه)
الباب الأول
الفصل الأول:
حقيقة كتاب المراجعات
الفصل الثائي:
منهج الرافضة عمومًا وعبد الحسين خصوصًا
فى الاستدلال من كتب السنة
الفصل الأول
حقيقة كتاب المراجمات
استحوذ كتاب المراجعات على اهتمام دعاة التشيع» حتى جعلوه من أكبر وسائلهم
السنة لا يعلمون عن هذا الكتاب شيثًاء وإن كان الرافضة في الآونة الأخيرة قد قاموا بطبعه
بكميات هائلة وتفريقه بين جوع أهل السنة في المناطق الضعيفة علمينًا والمتخلفة دينيًا
بدعوى التقريب. وهذا الكتاب عبارة عن مراسلات بين شيخ الأزهر سليم البشري”"
وبين عبد الحسين هذاء انتهت بإقرار شيخ الأزهر بصحة مذهب الروافض وبطلان مذهب
أهل السنة!!.
والكتاب لا شك موضوع مكذوب على شيخ الأزهر» وبراهين الكذب والوضع له
كثيرة؛ نعرض لبعض منها:
-١ الكتاب عبارة عن مراسلات خطية بين شيخ الأزهر سليم البشري وبين هذا
الرافضي؛ ومع ذلك جاء نشر الكتاب من جهة الرافقي وحده؛ ولم يصدر عن البشري أي
)١( سليم بن أبي فراج بن سليم البشري شيخ الجامع الأزهرء من فقهاء المالكية؛ ولد في محلة بشر وتعلم
علّم في الأزهر» وتولى نقابة المالكية؛ توفي بالقاهرة (1778ه). الأعلام (114/7).
صحة نسبة تلك الرسائل إلى سليم البشري بأي وسيلة من وسائل التوثيق؛ كأن يثبت
صورًا لبعض الرسائل الخطية المتبادلة - كعادة أهل التوثيق والصدق- والتي بلغت
)١١7( رسالة نصيب البشري منها (36) رسالة؛ فهل كلها ذهبت؟!
؟- أن هذا الكتاب لم ينشره (واضعه) إلا بعد )١( سنة من وفاة البشري؛ فقد توفي
سنة (1770ه)؛ وصدرت أول طبعة لكتاب المراجعات في سنة (13486ه) في صيدا
*- أن أسلوب هذه الرسائل واحدء وهو أسلوب الرافضي» ولا تحمل رسالة واحدة
أسلوب البشري» وهذا ما يفضح عبد الحسين الموسوي ويثبت كذبه بلا ريب» وقد اضطر
عبد الحسين إلى أن يفضح نفسه في مقدمته؛ لأنه لا سبيل له لأن يضع رسائل تحاكي أسلوب
النصح والإرشاد؛"""
؟- أما نصوص الكتاب فإنها تحمل في طياتها الكشير والكثير من أمارات الوضع
والكذب» فمن ذلك: أن شيخ الأزهر سليم البشري -وهو في ذلك الوقت شيخ الأزهر في
العلم والمكانة لا في المنصب والوظيفة- يُسلّم لهذا الرافضي ذلك التفسير الباطني لكتاب
الله 38 وهو تأويل ينكره صغار طلبة العلم وأصحاب الفطر السليمة؛ فضلًا عن شيوخ
الأزهر» ولكن هذا الراففي يروي أن شيخ الأزهر قال عن رسالته التي حملت تلك
)١( انظر: مقدمة المراجمات (صض:3-0).
في كشف كذب وتدليس صاحب الراجعات ه## اليك
الجاهل»”'" ثم إن الرافضي ينقل إقرار شيخ الأزهر بصحة وتواتر أحاديث هي عند أهل
مجين العلم وتضلع في علوم الإسلام:
وليس ذلك فحسب: بل إن الموسوي صوّر شيخ الأزهر بصورة العاجز حتى عن
معرفة أحاديث في كتب أهل السنة لا في كتب الشيعة؛ فنجد شيخ الأزهر - كما يزعم
الرافضي - يرسل رسالة يقول فيها: «تكرّر منك ذكر الغدير» فاتل حديشه من طريق أهل
فهل شيخ الأزهر يجهل ذلك؟ وهل يعجز عن البحث ولديه المكتبات؛ وهل يضطر إلى
تكليف هذا الرافضي ولديه علماء الأزهر وطلابه؟! ومتى كان الرافضي أمينً في نقل
الحديث عند محدثي السنة؟
ما دام أن الشيخ سليم البشري كان يسلم للموسوي بكل ما يقول» وكأنه تلميذ غزٌ لا
يفهم من الإسلام إلا النزر القليل» وأنه يقف موقف المتعلم من عبد الحسين ويسلّم بكل ما
يقول -كما زعم- قَِمَ م يصبح الشيخ البشري شيعيًا؟! وَلِمّ يصدر منه مايؤيد كلام
عنه؟! وحتى يتم الإجابة على هذه التساؤلات من تلاميذ الموسوي وأتباعه؛ يتأكد لنا مدى
)١( المراجعات (44/17) يشير الرقم الأول إلى المراجعة والرقم الثاني إلى الصفحة.
(7) المصدر السابق (177/98).
(©) المصدر السابق (124/68).
لزب اسيامالانمات
أمانة الموسوي ومنزلة الصدق عنده؛ والأسلوب الذي انتهجه في كتابه هذا ومقدار احترامه
لعقول طلابه وقرائه والشيعة عمومًا.
الفصل الثاني
منهج الرافضة عمومًا وعبد الحسين خصوصًا
في الاستدلال من كتب السنة
الناظر في كتب الشيعة قدييًا وحديثًا يرى ذلك الكم الحائل من النصوص التي يزعمون
أنهم أخذوها من كتب أهل السنة ومصادرهم المعتبرة؛ وهي ما تؤيد مذهبهم بزعمهم
وتطعن في مذهب أهل السنة؛ ويُقنعون بواسطتها المتشككين والحائرين من بني مذهبهم.
وهم في ذلك وسائل وطرق متعددة نب العلماء عليهاء والموضوع بحاجة إلى دراسة وعناية
[صورة النساء].
فمن وسائلهم وطرقهم الخقيّة في الاحتجاج من طريق السنة؛ والتي نبه عليها العلماء ما
-١ أن بعض علمائهم اشتغلوا بعلم الحديث وسمعوا الأحاديث من ثقات المحدثين
موضوعات مطابقة لمذهيهم؛ وقد ضل بذلك كثير من خواص أهل السنة؛ فضلًا عن
العوام؛ ولكن قيض الله لها من أظهر عوارها وبين حال رجالهاء
"- ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماء المعتبرين عند أهل السنة؛ فمن وجدوه