ويسلط الأضواء على تاثير الدولة الصنهاجية في نشر معتقدات أهل السنة؛
وإزالة جذور الروافض من الشمال الإفريقي كله؛ وخصوصًا في زمن المعز بن باديس
الصنهاجي وابنه تميم بن العز» ويسرد الأحداث التي وقعت بين الدولة العبيدية في
مصر والدولة الصنهاجية؛ ويشرح الأسباب التي كانت سيبًا في سقوط الدولة
الصنهاجية»؛ وينتقل بالقارئ إلى الصراع بين الروافض في مصر وأهل السنة في
العراق ليؤكد على معنى مهم » وهو أن تاريخ الشمال الإفريقي جزء من تاريخ الأمة
يتاثر بالأحداث التي تقع في مصر وا حجاز والشام والعراق وفي غيرها سلبًا وإيجابًا»
وأننا لا نستطيع أن نفصل تاريخ الأمة بعضه عن بعض» ويركز على فقه التمكين عند
القائدين العظيمين نور الدين محمود؛ وصلاح الدين من خلال سيرتهم الجهادية
المباركة»؛ وعن جهود العلماء والحدثين والمربين الذين ساهموا في ظهور جيل النصر
والتمكين» ويحاول أن يفسر سنن الله فى ا مجتمعات والدول والشعوب من خلال
التفسير التاريخي للأحداث» ويضير إلى أهمنة معرفة سنن الله » وكيفية التعامل معها
من خلال الوقائع التاريخية واهمية العلماء في قيادة الأمة نحو ا مجد والعزة والكرامة
وا حرص على الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية التي يتحقق بها النصر على الأعداء
ويتحدث عن أهمية سنة التدرج في تغيير الشعوب» وبناء الدول» ويعطي للتربية
الربانية أهمية قصورى في تحقيق الأهداف العظمى للأمة سواء على مستوى القادة في
أخلاقهم وعلمهم» وجهادهم أو مستوى الشعوب في استجابتها لكتاب ربها وسنة
نبيتها وقيادتها ا مخلصة .
وهذا ا جهد ا متواضع لم يات بجديد؛ وإنما هو جمع وترتيب ومحاولة للتحليل
والتفسير للأحداث التاريخية في هذه ا حقبة الزمنية التي وقعت في الشمال الإفريقي؛
وإن اخطات السبيل فنا عنه راجع إن تبين لي ذلك؛ وا مجال مفتوح للنقد والرد
والتعليق والتوجيه ٠
-١ التأكيد على أن أصول ا مد الإسلامي في بلادنا أصول سنية لا شيعية ولا
-١ تسهيل مبدا الاعتبار والاتعاظ بمعرفة أحوال الدول وعوامل بناثهاء وأسباب
سقوطهاء والنظر في سنن الله في الآفاق وفي الانفس والمجتمعات .
؟- الاهتمام بمعرفة عقيدة أهل السنة وا جماعة؛ وتربية أبناء الامة عليها وكشف
معتقدات الروافض التي تخالف القرآن الكريم» وسنة سيد المرسلين جَِكْهِ
وإجماع العلماء الراسخين .
4- التعريف ببعض القادة الربانيين في ا مغرب» كا معز بن باديس» وتميم بن
المزء وفي امشرق كنور الدين محمود» وصلاح الدين الأيوبي؛ حتى
تستفيد من سيرتهم العطرة أجيال المسلمين التي تنشد النصر والتمكين لدين
الله تعالى .
©- إثراء المكتبة الإسلامية التاريخية بالابحاث البثقة عن عقيدة صحيحة وتصور
سليم بعيدًا عن سموم المستشرقين ؛ وأفكار العلمانين الذين يسعون لقلب
ا حقائق التاريخية من أجل خدمة أهدافهم .
أما خطة الكتاب فقد قمت بتقسيمه إلى أربعة فصول:
الفصل الأول: الدولة الشيعية في الشمال الإفريقي ويشتمل على خمسة
ا مبحث الأول: الشيعة في اللغة .
أولاً: تعريف الشيعة لغة واصطلاحًا .
ثانيًّا: تعريف الرافضة .
ثالار سبب تسميتهم بهذا الاسم .
رابعًا: بداية التشيع .
ا مبحث الثاني: التعريف بأهم فرق الشيعة ٠
- استمرار الاثنى عشرية في العصر ا حاضر َ
- الإمام الشيعي في العصر ا حاضر ودولته التي أقامها ٠
- تجربة الشيخ موسى جار الله ٠
٠ خطر ا مذهب الباطني على الأمة -١
ب- عقائد الباطنية الفاسدة .
ا مبحث الثالث: داعية الباطنية في الشمال الإفريقي ٠
ا مبحث الرابع: عبيد الله ا مهدي الخليفة الشيعي الرافضي ٠
ا مبحث الخامس: عقيدة أهل السنة والجماعة في ا مهدي ٠
- مكان خروجه .
أولاً: تواتر أحاديث ال مهدي ٠
ثانيًا: ا منكرون لاحاديث ا مهدي والرد عليهم ٠
الفصل الثاني: الصراع بين الدولة || وأغالي الشمال الإفريقي ٠
ويشمل على ثمانية مباحث *
ا مبحث الأول: ثورة قبيلة هوارة في طرابلس ٠
ا مبحث الثاني: زحف العبيديين على برقة ٠
- ثورة أهل برقة على العيدين .
ا مبحث الثالث: خروج ابي يزيد الخارجي على العبيديين .
ا مبحث الرابع: القائم بأم الله الخليفة الثاني الرافضي .
ا مبحث الخامس: الخليفة الراقضي الثالث المنصور .
ا مبحث السادس: ا مع زلدين الله ابو تميم سعد .
- رحلة ا معز إلى مصر .
ا مبحث السابع: جرائم العبيديين في الشمال الإفريقي ٠
ا مبحث الثامن: موقف علماء اهل السنة وأساليب المقاومة .
- مناظرات الإمام أبي عثمان سعد الحداد .
الفصل الثالث: الدولة الصنهاجية ويشتمل على ستة مباحث :
ا مبحث الأول: ابو الفتوح يوسف بلكين .
ا مبحث الثاني: ا معزبن باديس الصنهاجي .
ا مبحث الثالث: زحف بني هلال وبني سليم .
ا مبحث الرابع: الصدام ا مسلح بين ا معزبن باديس والقبائل العربية ٠
ا مبحث الخامس: ابناء واحفاد ا معز .
ثانيًا: الأمير يحبى .
ثالًا: الأمير علي بن يحبى .
رابعًا: الأمير الحسن بن علي بن يحبى .
أ- والي طرابلس في زمن الامير الحسن .
ب- رجار يهاجم طرابلس .
ج- ا مجاعة في طرابلس .
ا مبحث السادس: أسباب سقوط الدوثة الزيرية في الشمال الإفريقي .
- حكام بني زيري في القيروان وا مهدية .
الفحل الرابع: أسباب سقوط الدولة العبيدية ويشتمل على ثلاثة مباحث:
هه نب + << <<< الدولة العبيدية الفاطمية (الرافضة)
ا مبحث الأول: اسباب سقوط الدولة العبيدية .
ا مبحث الثاني: تو رالدين محمود .
- توحيد بلاد الشام والديار المصرية .
- وفاة ور الدين .
- ا مبحث الثالث: صلاح الدين الأيوبي ٠
. القاضي الفاضل -١
ب- وفاة السلطان الناصر صلاح الدين ٠
ج- ا ملامح الرئيسية في شخصية صلاح الدين ٠
د- من أروع المرائي في صلاح الدين .
ه- من أروع الرسائل في أخبار وفاة صلاح الدين ٠
ثم نتائج البحث .
بكافة ما يملكون من أجل إتمام هذا الكتاب .
سبحانك اللهم وبحمدك» اشهد أن لا إله إلا انت» استغفرك واتوب إليك»
وآخر دعوانا ان ا حمد لله رب العالين .
المؤلف
علي محمد محمد الصلابي
الفصل الأول
الدولة الشيعية في الشمال الإفريقي
ا مبحث الأول
الشيعة في اللغة
يقال: والاه من الولى. ٠ وتشيع الرجل أي: ادعى دعوى الشيعة؛ و: ايع القوم
صاروا شيعا كل قوم أمرهم واحد ب بعضهم رأي بعض فهم وقوله
وجاء في المصباح المنير: «والشيعة الاتباع والأنصار» وكل قوم اجتمعوا على أمر
فهم شيعة؛ ثم صارت الشيعة نبز - أي وصفًا - لجماعة مخصوصة والجمع شيع
مثل سدرة وسدرء والاشياع جمع الجمع وشيعت رمضان بست من شوال أتبعته
فالشيعة: من حيث مدلولها اللغوي تعني: القوم والصحب والأتباع والأعوان»
وق ورد هذا العنى في بعش آيات القرآن الكريم كما في قوله تعالى؛
وقوله تعالى : وإ من شيعه لإبرهيم» إلمانك: ا
فلفظ الشيعة في الآية الأولى تعني القوم» وفي الثانية: تشير إلى الأتباع الذين
يوافقون على الرأي والمنهج ويشاركون فيهما" .
© الصباح المنبرج١ - 734 2
تعريف الشيعة اصطلاحًا:
اعتقدوا أن الإمامة ليست من المصالح العامة التي ترجع إلى نظر الأمة؛ ويتعين القائم
فقد قال أبو الحسن الاشعري في صدد ذكره للشيعة: «وإنما قيل لهم الشيعة:
لأنهم شايعوا علي - رضوان الله عليه - ويقدمونه على سائر اصحاب رسول الله
وقال عبد الرحمن بن خلدون «اعلم أن الشيعة لغة هم الصحب والاتباع
ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف والسلف على أتباع علي وبنيه نبغ
نظر الأمة؛ بل يجب عليه تين الإمام لهم ويكون معصومًا من الكبائر والصغائر»
على مقتضى مذهبهم لا يعرفها جهابذة السنة ولا نقلة الشريعة؛ بل أكثرها موضوع
أو مطعون في طريقه أو بعيد عن تأويلاتهم الفاسدة»!" .
ثانيًا: تعريف الرافضة:
فالرفض في اللغة معناه الترك والتخلي عن الشي» ٠
مقدمة ابن خلدون» ص (147-143)
(0) مقالات الإسلامين (ج١ / 18) +
(©) مقدمة ابن خلدون + ص (147-143) +
() الصحاح للجواهري» (ج؟ / :)1١78 لسان العرب (ج// 157): «رفض» ٠
ويسب أبا بكر وعمر»!" .
عندما خرج زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب شغ على هشام بن
عبد الملك كان في جيشه من يشتم أبا بكر وعمر فمنعهم» فرفضوه» ولم يبق معه إلا
هذا الاسم » وكان ذلك في سنة ثتين وعشرين وماثة . يقول ابن كثير - رحمه
ابن علي بن أبي طالب؛ وكان سبب ذلك أنه لما أخذ البيعة ممن بايعه من أهل الكوفة
أمرهم في أول هذه السنة بالخروج والشاهب له؛ فشرعوا في أخذ الاهبة لذلك»
فانطلق رجل يُقال له سليمان بن سراقة إلى يوسف بن عمر نائب العراق فأخبره -
وهو بالحيرة يومئذ - خبر زيد بن علي هذا ومن معه من أهل الكوفة فبعث يوسف
سمعت أحدا من أهل بيتي تبرأ منهماء وأنا لا أقول فيهما إلا خيراء قالوا: فلم
تطلب إذَا بدم أهل البيت؟ فقال: إنا كنا أحق الناس بهذا الأمرء ولكن القوم
() لسان العرب (ج17/ 167
() مناقب الإمام أحمد بن الجوزي ص (1768)
_ نب © 65ت © << << <<< الدولة العبيدية القاطمية (الرافضة)
نبيه م وإحياء السنن وإماتة البدع» فإن تسمعوا يكن خيرً لكم ولي » وإن تأبوا
الرافضة من يومئذه!) .
وبهذا يتبين سبب تسميتهم بالرافضة؛ لرفضهم زيد بن علي الذي منعهم من
سب الشيخين فبقع ؛ وأصبحت كلمة الرافضة تطلق على كل من غلا في مذهب
الشيعة وأجاز الطعن فى الصحابة +
التشيع .
تذكر كتب التاريخ أن أول من زرع فكرة التشيع في الامة رجل يهودي يُقال له
عبد الله بن سبا أظهر الإسلام للطعن فيه؛ وكان ذلك زمن الخليفة الراشد ذي
التورين عثمان بن عفان ته » وتنقل ابن سب بين المدينة والبصرة والكوفة ومصر
والشام» والتف حوله المفسدون والحاقدون من المنافقين والجهال بحقيقة الدين.
ونشط ابن سبأ المعروف بابن السوداء في بث فكرتين أساسيتين لأهدافه اليهودية
رابعًا: بداية :
عيسى سيرجع ويكذب بأن محمد سيرجع + وقد قال الله تعالى: فإ الذي فض
الثانية: دعوته إلى اعتقاد «ان لكل نبي وصيًا وعلي وصي لمحمد؛ ومحمد خاتم
الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء؛ ومن أظلم ممن يمنع وصية رسول الله لِك ووثب
على حق وصيته وتناول أمر الأمة» +
(1) البداية والنهاية (ج4 / :01-31