الإسلامية المرحومة أن كان ظهور الفتئة والفرق مع وجود أصحاب رسول الله
َي المشهود لهم بأنهم خير قرون الأمة علماء وعملاًء وسلوكاً؛ فانبروا إلى
ثم حمل الراية من بعدهم الجهابذة من علماء الحديث؛ وكان عملهم على
اتجاهين واضحين لا يغني أحدهما عن الآخر:
الأول: تدوين السنة بأسانيدها؛ ليتحقق الناظر فيها من درجة الحديث صحة
الثاني: دفع الشبه الغوية المفتراة على السنة النبوية القي حمل لواءها المعتزلة
والتعمية؛ فتالوا من صحابة رسول الله ك؛ ثم ادعوا وجود التعارض بين
السنة والكتاب.
© وقد قيض الله للسنة أعلاماً بذلوا النفس والنفيس في حفظها والذب عنهاء
وكان من ثمرات هذه المقامات المحمودة كتاب «تأويل مختلف الحديث»
لخطيب أهل السنة والجماعة ابن قتيية الدينوري رحمه الله حيث عرض الشبه
القي أثيرت من قبل دعاة الاعتزال والرفض حول تناقض الأحاديث فيما بينهاء أو
ومضمونه ينبغي على كل سني أن يقتنيه؛ ويتعلم ما فيه؛ ليكون كأسلافه شوكاً
في حلق أهل البدع الذين أرادوا السنة بسوء» ولكن مكرهم أحاط بهم؛ فأظهر
وتقتيلاً» وكانوا أهدى سبلاً» وأصدق قيلاً.
وقد انشرح صدري منذ بضع سنوات خلت إلى تحقيق نصه؛ وضبط ألفاظه؛
وشرح غريبها» وتخريج أحاديثه تخريجاً علمياً حسب قواعد الصنعة الحديثية؛
وقطعت في ذلك شوط ثم توققت لأسباب خارجة عن رغبتي» ولكن طول
يسر الله لي ذلك فله الحمد من قبل ومن بعد .
أسأل الله السداد في القول والعمل وحسن الخاتمة؛ إنه بكل جميل كفيل»
وهو حسبي ونعم الوكيل.
لخمس ليال بقيت من رمضان سنة 418١ه
في عمان البلقاء عاصمة جند الأردن من بلاد الشام المحروسة.
ترجمة المصنف
هو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتبية الدينوري ينحدر من أ
كانت تسكن مدينة مرو» وقد أخبر رحمه الله عن نسبه»فقال: افلا يمنعني نسبي
ولد ابن قتبية رحمه الله سئة (117ه)؛ وقد اختلف مترجموه في مكان
ونسبته «الكوفي» ترجح مكان ولادته؛ ثم انتقل إلى بغداد حيث سكن بها
سكن بها؟.
غُرِف ابن قتية منذ بواكير الصبا بنهمه العلمي؛ فقد كانت نفسه تواقة للتعلق
بالعلوم؛ وفي ذلك يقول: «وقد كنت في عنفوان الشباب وتطلب الآداب أحب
أن أتعلق من كل علم بسبب» وأن أضرب فيه بسهم؟!"".
() #كتاب العرب في رسائل البلغاء» (ص7ة2)-
(7) «تأويل مختلف الحديث» (ص46١).
وقد نهل ابن قتية العلوم من أفواه أثمتها في عصره حتى أضحى إماما في اللغة
ناصراً للسنة قامعاً للبدعة حتى قيل فيه: خطيب الفقهاء وفقيه الخطباء» بل عدّه
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله خطيب أهل السنة .
وتولى رحمه الله قضاء دينورء وطال مكثه بهاء واتجهت أنظار الناس إليه؛
وأسلوب مشرق رصين؛ ودفاعه المحمود عن العرب والإسلام حتى قال ابن
النديم : «وكتبه في الجبل مرغوب فيهاء!"؟.
-١ أحمد بن سعيد اللحياني؛ صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام؛ وقد قرأ
عليه كتاب «الأموال»؛ واغريب الحديث» لأبي عبيد.
"- أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الزيادي؛ تلميذ سييويه والأصمعي وأبي
عبيد؛ المتوفى سنة (/14ه).
*- أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن راهويه؛ الإمام الجليل الحافظ الثقة؛
المتوفى سنة (17/8ه).
النحو واللغة؛ المتوفى سنة (161ه).
*- أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ+ أجاز ابن قتية ببعض كتبه؛ كما صرح
بحر من
-أبو عبد الله محمد بن سلام الجمحي؛ صاحب «طبقات الشعراء؟؛
المتوفى سنة (771ه).
لا- والذه مسلم بن قتبية؛ أخذ عنه العلم والأدب» وتعلم منه الفارسية؛
8- يحبى بن أكثم القاضي» أخذ عنه العلم بمكة المكرمة؛ المتوفى سنة
-١ أبو بكر أحمد بن الحسين بن إبراهيم الدينوري» وقرأ عليه «تأويل
مختلف الحديث».
"- ابنه أحمد بن عبد الله بن مسلم المتوفى سنة (17*ه)؛ وكان يحفظ
-٠ أحمد بن مروان المالكي المتوفى سنة (/14ه)ء وقد روى هذا الكتاب
«تأويل مختلف الحديث» وانتهى إلينا بروايته.
- إبراهيم بن أحمد الشيياني البغدادي» المتوفى (/14ه)ء
-٠ أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير الصائغ؛ المتوفى
سنة (717ه)» وهو راوي كل مصنفات ابن قنية .
>- أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفسوي؛ المتوفى سنة
-١ عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن بكير التميمي» المتوفى سئة (4 !1ه
8- عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري» المتوفى سنة
(7*17ه)؛ وقد سمع من ابن قتبية (إصلاح الغلط»» واغريب الحديث».
4- قاسم بن أصبغ» الرحالة الأندلسي؛ المتوفى سنة (748ه)؛ سمع منه
«المعارف»» و«غريب الحديث».
-٠ اليثم بن كليب الشاشي؛ المتوفى سنة (7*75ه)» أخذ عن ابن
-١ أبو عبد الله بن أبي الأسود؛ المتوفى سنة (787ه).
-١ أبو محمد بن خلف المرزبان المتوفى سنة (4؛ 7ه)ء
بة بكثرة تصانيفه» وشمولها لمختلف العلوم؛ وقد نالت مصنفاته
.)181/7( «تهذيب الاسماء واللغات» )١(
وقال الحافظ الذهبي: «صاحب التصانيف في الفنون والآداب»!".
وقال ابن النديم : «كثير التصانيف والتأليف+ وكنبه في الجبل مرغوب فيهاء!"؟.
وقال ابن كثير: «وكان أهل العلم يتهمون من لم يكن في منزله شيء من
-١ «آداب العشرة».
؟- «آداب القراءة».
- «الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة؛ .
-٠ «أدب الكاتب».
- «الأشرية .
- «إصلاح الغلط في غريب الحديث».
8- «إعراب القرآن» .
4- «الألفاظ المغربة بالألفاظ المعربة».
-٠ «الأنواء في مواسم العرب».
-١ «تأويل الرؤيا».
)١( «العبر في خبر من غيره (47//1؟)-
(©) «البداية والنهاية» (67/11)-
-١ «تأويل مختلف الحديث».
. «تأويل مشكل القرآن» -١٠
4- «التسوية بين العرب والعجم».
-«تفسير غريب القرآن».
-١١ «جامع النحو الصغير».
«الجوابات الحاضرة». -١
-٠٠ «الحكاية والمحكي».
-7١ «الحكم والأمثال».
. «خلق الإنسان» -١
4- «دلائل النبوة» .
©؟- «ديوان الكتاب».
/- «الشعر والشعراء».
14- «العرب وعلومها».
-١ «عيون الأخبار».
77- (عيون الشعر).
**- «غريب الحديث».
4©- «فرائد الدرر».
-*٠ «فضل العرب على العجم».
**- «المسائل والأجوبة في الحديث واللغة».
8*- «المعاني الكبير؟ ٠
4*- «منتخب اللغة وتواريخ العرب».
- «الميسر والقداح».
وقد نسبت إليه كتب ليست له مثل: «الإمامة والسياسة» وهو المعروف
ب «تاريخ الخلفاء»؛ وقد جزم كثبر من أهل العلم أن نسبته لابن قتية مغلوطة.
ثناء العلماء عليه.
.)©1/1( «تهذيب اللغة )١(