ومن ناحية أخرىب فإن النظرية فى تلك الحقبة» تصبح أداءًٌ تفسيرية
للأبيات والنصوص القرآنية فالجيلى يتناول قوله تعالى فى الآية الكرة فلو
فيقول فى فلك متأولاً» وطبقاً لفكرته فى الوحدة :ما كان يمكتك يا محمد قلا
بين قلوبهم؛ ولكن ا حق تعال بكماله وقرتهء ألّف بي ن أحسامهم وذواتهم
(4) سورة البقرة » آية 116
)١( سورة الأحقاف » الآية الثالثة
(1) سورة الححر ء آية *7
() سورة فصلت » آية 517
(©) الكهف والرقيم (خطوط) ورقة 17
(ه) يصور الجيلى هته الحقيقة فى الإتسان الكامل وفى النادرات العينية نثراً وشعرا فلا يفتاً يذكر
أن الوجود ما هو إلا يال » وليس من حقيقة إلا الله انظر ملا قوله فى الإنسان الكامل
5/١ 1) حيث يقول :
إة يال حَبَساةٌ روح القألم مر َصْلٌ تيك وَأصل ابن الآدم
الإلطية فى مظاهر الوجود بضرب من التجلى الذاتى هذا عن الصور المتنرعة
التى تظهر فى مرايا الوحود» أما عن حقيقة ذلك فليس سوى وجه الله الذى :
وليس المراد -طبقاً لفكرة الجيلى عن الرحدة والألوهية- من العام إلا
ظهور الأسماء الإلحية؛ ومعرفتها بآثارها وليس المراد من ظهورها ومعرفتها إلا
ذات الله تعالى فالحق سبحانه وتعال هو المتحلّى فى مظاهر أسمائه وصفاته؛
جميعه وهذا » عند الميلى!" : حتيقَة لتوحيد
التوحيد
التوحيد عند الجيلى أمرّ عظيم لا يحظى بحقيقته إلا الكَّمّل من الأرلياء ؛
أر ما يدعوهم الجيلى بالأفراد من الرحال”"؟ فقما هو التوحيد الذى يقصد
يقول الجيلى: إن العالّم استوى فى الوجود بالله » كما با » وافترق
الناس فى معرفة وجودهم؛ فاسترت طائفة متهم فى معرفة أنهم موحودون؛
وافتزقوا فى معرفة موجدهم واستوت طائفة منهم فى معرفة مرجلهم»
وافتزقوا فى معرفة الإيمان به وبرسله واسترت طائفة منهم فى الإبمان به
وبرسله» وافتزقوا فى العمل بمقتضى ما جاءت به الرسل واستوت طائفة منهم
فى العمل بذلك المقتضى» وافتقوا فى معرفة ما خوطيبوا من حقيقة التوحيد
الوارد على السنة الرسل واستوت طائفة متهم فى تلك المعرفة؛ وافتزقوا فى
9٠0 حقيقة الحقائق » ص )١(
الجيلى : حقيقة اليقين وزلفة التمكين (خطوط الإسكندرية رقم ١١لالاح / تصوف) الورقة )©(
منهم فى القبول» وافتزقوا فى الشهودا" ثم يختم الجيلى حقيقة اليقين بأنه -
الطوائف ميسراً لما خلق له» فهم جميعاً عابدون لله بعقتضى قوله تعال ؤإلاً
إيمثرد»؟ ولكن اختلفت عباداتهم » لاختلاف مقتضيات الأسماء والصفات
لابد من ظهور الحداية والضلال فيه؛ فالله تعالى يهدى من يشاء » ويضل من
قال تعالى فكَانَ النُّ أمة وَاحِدكج*!" ويتأول الجيلى الآية فيقول:
يعنى عباد ا لله جحيولين على طاعته من حيث الفطرة الأصيلة » فبعث الله النبيين
يخالف الرسل من حيث اسمه المضل فاختلف الناس » وافترقت الملل» وظهرت
وبهذا للفهوم السابق» يدرك الجيلى للعنى الذوقى لقوله تعالى فون مَّنْ
)١( المرجع السابق» ورقة /اء
() سورة الناريات » آية 91
©) سورة البقرة» آية 117
(؟) الإنسان الكامل 1/ #لاء
(ه) سورة الأسراء » آية 454
الكواكب لكن هؤلاء عبدوا على صورة واحدة من تجحلياته» أو بعبارة أخرى»
عبدوا الله على التقييد ومن عبد الله على التقيد مظهر ومحدث ؛ فهو - عند
الجيلى - مشرك أما الموحّد فهو مَنْ عُبد الله على الإطلاق
ولايرى الجيلى موحّدِين إلا المحمّدين » فإنهم عبدرا الله من غير تقيد
ومن حيث الإطلاقٍ ؛ فقد عبد امحمديون الله من حيث الجميع؛ » ثم تنزهت
5 بلبرجة القرب لذلك ؛ فعندما يتناول الجيلى قوله تعالى لموسى «إإنتى أنا
وهكذا لم يصح التوحيد - بالمعتى الذى قصد إليه الجيلى- إلا للمسلمين»
فهم أهل التوحيد » والعارفون منهم: أهل حقيقة التوحيد وما عدا هؤلاء
- يصِحٌ مه الالتحاء إل الله تعال» والاستعاذة به من هذا العذاب | فييقى العيد فى العناب» ما
الالتحاء ل وطلب الرحمة » وهو -تعالى- من شأنه أن يجيب المضطر إنا دعاه؛ وإذ يصح من
العبد الالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به يعيته الحق من ذلك (الإنسان الكامل ؟/ 1م)
وتعد تلك القضية من أخطر قضايا التصوف التى وردت عند عيد الكريم الجيلى
)١( الإتسان الكامل ؟/ 4لا
(7) سورة طه آية ١6
(4) الإتسان الكامل ؟/ “87
الباب الأدّل
لبس
لكريم الجيلى
فكلهم مشركون » لأنهم عبدوا الله على التقييد» وليس على الإطلاق
وأهل حقيقة التوحيد هم أهل القرب الإلحى» وهم المحققون الذين بنى الله
أساس هذا الوجود عليهم» وأدار على أنفاسهم أفلاك العوالم وهم محل نظر
الحتى من العالم» بل هم محل ظهور الحق تعالى» بإظهار آثار أسمائه وصفاته فيهم
وعليهم أما جملة أهل الإسلام ؛ فهم على سبع مراتب: المرتية الأولى (الإسلام)
تلك هى نظرية الرحدة فى المفهوم الصرفى» كما صورها عبد الكريم
الجيلى وقد حاولنا عرض التظرية دون إقحام أى عنصر تفسيرى» بل تركنا
الجيلى يعر عن التظرية من خلال أذراقه هر دون أن نقع - من ناحية أخرى-
فى عملية الأسر اللفظى» التى غالباً ما نجد أنفسنا منقادين إليها حين تتعرض
لعرض آراء شخصية متميزة مثل شخصية الجيلى
وتبقى نقطة أخيرة : فى أى جانب من جوانب الوحدة يمكن أن نضع
للوهلة الأولى » يدو لنا القارق كبيراً بين نظرية الوحدة فى المفهوم
الصوفى الإسلامى » كما ظهرت عند الجيلى» وبين نظرية الوحدة فى منهحب
الفيدانتا الهتدى فقد ارتبطت فكرة الوحدة فى التزاث الفيدى يمفهوم للألوهية
04 /7 الإنسان الكامل فى معرقة الأواختر والأوائل )١(
قائم على التعددية الحية التى تجعل من ثالوث (يراهما - فشتو- شيقا) عنواناً
لمرتبة الإله » الذى يعبده الهندى الورع فى تثليث بجموعة لليجل!" ؛ هذا على
حين قامت نظرية الوحدة عند صوفية الإسلام على فكرة بسيطة كل البساطة؛
مستمدة من أصل قرآنى سليم» تقول ف يما ترا قم َه ال
ودون الدخول فى تفاصيل وعلاقة الأفكار الرئيسية لنظرية الوحدة عند
الصوفية» وأفكار الفيدانتا نقول - كما قررنا بصدد تظرية الإنسان الكامل
من قبل - بأن الفكرة لاتنشاً منفردة» بل فى ارتباط بعالم من الأفكار الأخرى
نظرية الوحدة الفيدية ولاتدخل ضمن نفس التصنيف
وكذلك فقد اختلفت نظرية الرحدة عند الصوفية» عن نظرية الرحدة التى
تقول بأن الكون مادة؛ والصوفية المسلمون يرونه تجليات إلية رخيال
ولما كان العقل طريق الفلسفة» والذوق طريق الصوفية؛ فقد اختلفت
نظرية الوحدة فى التصوف الإسلامى» عن نظرية الوحدة الفلسفية بالشكل
الذى جاءت به عند كثير من الفلاسفة (من أمثال اسبينوزا) فقد حاول هؤلاء
الفلاسفة إقامة نظرية فلسفية مفسرة للكون» وعلاقته بالوجود الإلى إلخ» هذا
فى حين تقوم الوحدة عند الصرفية على أساس من المشاهدة التى ترى الله
جنباً مع تلك النظريات الفلسفية - من أمثال نظرية الوائلى فى وحدة الرجحود
العقلية -لاختلاف المنهج والغاية فى كلا الاتجاهين
818 فلسقة الهند فى سيرة يرحى» ص )١(
* كانت تسمية اين تيمية للفكرة الصوفية بنظرية وحدة الوجود غير
مشهد الوحدة ولايثيت غواً لله وعلى ذلك» لايصح القول بأن
الصرفى يجعل من الوجود وحدة ؛ فهو يرى فى ذلك الوجود الخأقى
خيال ومن ثم » ينظر إلى الحق فلا يرى غيره
واستدل عليها من كلام ابن دهقان» تسمية غير ذات معنى بالنسبة
بنسبة الموجودات إلى للوجده لاييقى غير الوحدة ومن هنا فليست
القضية قضية وحدة بين الموحودات» بالمعنى الذى فهمه اين خلدون
لارتباطها بالمشاهدة » اسم وحدة الشهود ولاتدرى هل ذلك يعنى
وحدة مشاهدة الصرفية للحقائق» أم يعنى ذلك الوحدة التى يراها
الصرفى حال الشهود وعلى للعنى الأول» فإن ذلك يقتضى أن يكون
كل الصوفية على قدم واحدة وهذا بعيد وبالمعنى الثانى» فلماذا
يطلق على فكرة الوحدة بالذات اسم الشهود ولماذا يقال عنها إنها
شهودية؛ فى حين أن كل حقائق التصرف عبارة عن شهود وكشف!
ومن هنا ؛ تقول بأن مسميات الوحدة الصرفية - قياس على ما رأيناه
وجهاً؛ كى نصف بها (الوحدة) التى قال بها الصرفية؛ ومنهم عبد الكريم
ولما كان الصوفى المسلم؛ عبد الكريم الجيلى» قد بدأ كلامه عن
الوحدة من مشاهداته لأنوار الله لمتجلية فى كل الأشياءء واتتهى بكلامه فى
الوحدة إلى نفى الأغيار عن الله فى ذلك المشهد ولما كان الرجل لا يرى غير
الله وتجلياته » قسوف ندعو فكرته باسم :
الوحدة الإفية