الذى يسلك طريق السلام والصدق والوفاء والصفاء » ويكتتب جمع
خاطره + ويفكر فى برهما صباح مساء - يوفق فى قتل نفسه الاثمةء
ويستطيع أن يقاوم الموت» من هنا جاءت فكرة الموت قبل الموت التق
وغنى عن الذكر أن الخال الناشئة عن ترفانا بوذا تشبه كثيراً حال
الفناء عند المتصوفة المسلمين . وبال الفتاء هذا يستطيع الصوف أن يقوم
بأشياء وأفعال خارقة للعادة دون أن يصيبه أذى مما روى عن صوفية
الأفكار إلى البيئة الإسلامية + كا روى أن الحلاج قد سافر إلى الهتد . وقد
امتزج التصوف الإسلامى بالتصوف الحندى بعد تكوين الدولة الإسلامية
المغولية فى الهند . ويتجلى هذا الامتزاج فى طريقتين صوفيتين انتشرتا فى
ويمكن البحث عن تأثير الطريقة الجشتية فى شعر الشاعر الفارسى
الهتدى أمير خسرو الدهلوى « المتوف © لا ه . » ولايزال قبره داخل زاوية
شعر الشاعر الحندى المسام ميرزا أسد الله غالب «المتوفىق ١7868 هد الدى
كتب معظم إنتاجه باللغة الفارسية . وقد أفاض فى الحديث عن هذا
الامتزاج بين التصوفين الأمير المغيل المسلم محمد دارا شكوه فى كتبه
(ب) والليدان الأعظم الذى امتزج به التصوف الإسلامى فى
إيران . وكان من نتاجه المباشر ظهور العرفان الفارسى هو الفلسفة
الأفلاطونية المحدثة : فبدخول إيران إمبراطورية الإسكندر اجتمع الفكر
اليونافق العقلى ونزوع الروح الشرقية للبحث فيا وراء .العوالم المادية
والرواية القائلة بلجوء سبعة من فلاسفة بيزنطة فى عصر لاحق إلى إيران
مشهورة إلى حد كبير . وقد تحدث شعراء الفرس المنصوفة كثياً من
موضوعات الأفلاطونية المحدثة من قبيل وحدة الوجود واتحاد العاقل
والمعقول وفيض عالم الوجود من المبدأ الأول وسجن روح الإنسان فى
البدن وتلوثها بأدران المادة وميل الروح إلى العودة إلى وطنها والطريق الذى
ينبغى عليها أن تقطعه فى عودتها واتصالحا بالمبداً الأول والعشق والمشاهدة
والتفكر والسير فى الذات والرياضة وتصفية النفس والوجد والسكر
الروحانى والوله والغيبة عن النفس ومحو التعينات الشخصية التى تعد
حجاباً كثيفاً يمنع الاتصال بالله وفناء الجزء فى الكل غناء تاماً.
ولا يمكن فهم أشعار سنائى والعطار والرومى دون فهم لتاسوعات
أفلوطين ؛ كا كانت أفكار أفلوطين عن المبدأ الأول أو العلة الأول أو
الواحد المطاق وفيض الموجودات كلها عنه فى جدول (تنازلى) ينتهى عند
الإنسان : أى المعلول المطلق . وقوله : إن على الإنسان لكى يصل إلى
المعرفة الحقة- أن يعكس قوس النزول هذا بقوس صعود على درجات
الفن والعشق والحكة . دلك الفن الذى يبعث الوجد والشوق والعشق الذى
يحرك فى النروع إلى المنشأ والحكة أى العشق الكامل كانت هذه
الأفكار أساس الموضوعات التى خاض فيها عرفاء إيران . وذلك إما عن
الذين تعد كتيم بعض منابع العرفان .
وقد ذكر ابن سينا فى كتابه « منطق المشرقين؛ أن الحكة المشائية .
هى حكة العوام . وأنه فى سبيله إلى الحديث عن حكة الخواص .
وبالرغم من صدق السهروردى المقتول من أن ابن سينا لم يحصل على
منابع هذه الحكة فإن ابن سينا فى رسائله وضع لبنة فى بثاء هذا الأساس
و«رسالة فى العشق» . ولم تغب هذه الرسائل عن خواطر متصوفة
الفرس . فكتب فريد الدين العطار « منطق الطيره ترجمها إلى العربية
الزميل « بديع جمعة» ونظم "عبد الرحمن الجامى «سلامان وأيسال»
ترجمها الزميل «عبد العزيز مصطق» .
وغير ابن سينا ساهمت جاعة « إخوان الصفاة فى تقديم الفلسفة
الأفلوطينية وتوفيقها أو تلفيقها بالدين الإسلامى ؛ كا كان لكتابات
وخاصة فى مؤلفيه « الرسالة اللدنية » و « مشكاة الأنوار» اللتين أثرتا مباشرة
فى أعال السهروردى المقتول فى هذا المجال .
ونع شهاب الدين بحبى بن حبش السهروردى صاحب التصيب
الأكبر فى مزح هذه الحكة بالدين الإسلامى . وفى إرساء أساس العرفان
والواقع أن السهروردى يعد منشئ الفكر الإيرانى فى القرون السعة
الأخيزة +» فقد جمع فى فكره كل روافد الفكر الإيرافق . كا كان يعتبر
«الذوق» هو وسيلة المعرفة .
جعلت مدرسة أخرى أكثر اعتدالاً فى مزج التصوف بالفلسفة تسود العالم
الإسلامى . وهى مدرسة محبى الدين بن عربى دم. 678 ه .» الذى
وضع نظرياته عن وحدة الوجود واتحاد العاقل والمعقول على أسس سابقة
ثم حملها تلاميذه من الفرس إلى الآفاق . ومن أهمهم صدر الدين
القونوى وعبد الرازق الكاشانى وفخر الدين العراق ٠ وتأثر بها أكثر عارق
المدرسة .
والخلاصة أن المدرسة الأفلاطونية المحدثة كانت أقوى المدارس تأثيراً
فى بنية العرفان الإيرانى . وعلى يد نصير الدين الطومى «م 57/7 ه.»
امترزجت أفكار هذه المدرسة والمذهب الشيعى لأول مرة » وذلك فى
كتابه « أوصاف الأشراف» . واكتمل هذا الاتجاه على يد عدد من
مفكرى الشيعة من أمثال قطب الدين الرازى وغياث الدين منصور
دشتكى وأثير الدين أيهرى وجلال الدين الدوانى . ومن ناحية أخرى
واصلت مدرسة ابن عربى تطورها فى إيران على يد سيد حيدر الأمل
صاحب «جامع الأسراره واين أبى جمهور مؤلف كتاب «المجلى»
وابن تركه الأصفهاق صاحب «شرح فصوص الحكمة وه تمهيد
وعند مدرسة « ملاصدرا » ١م . ٠٠ ه» اكتملت هذه الحلقة من
توفيق الفلسفة بالدين بأسلوب عرفانى . واستطاعت هذه المدرسة أن
تواصل الفكر العرفانى فى إيران إلى القرون الأخيرة . ومن أهم أعلامها
بحسن فيض «م. ٠1 ه.» صاحب « الكلبات المكنونة » وعبد الرازق
اللاهيجى ١م . ٠7 ه.» صاحب « الشوارق» » وملا محمد هادى
سبزوارى «دم. 1784ه.» الفياسوف وصاحب المقامات والأحوال
والمتخلص فى أشعاره باللقب « أسرار» .
العرفان الإيرانى + والجدير بالذكر هنا أن أغلب مفكرى إيراذ من
المتصوفة كانوا - بالرغم من هذا التأثر الواضح بالفلسفة - يحملون على
الفلاسفة ويكفرونيم . ولم يكن الأمر عن عقيدة خالصة بقدر ماكان
تلاؤماً مع الجو العام وخوفاً من الفقهاء الذين كانوا بالمرصاد لكل من
تسول له نفسه أن يخوض فى أفكاريراها الفقهاء من قبيل « البدع» + ومن
ثم قدم العرفان الإيراق شهداء ظلوا دائماً بمثابة الضمير أو المثال الذى
وأشهر هؤلاء الحسين بن منصور الحلاج وشهاب الدين ىذتحي
السهروردى » ويمكن أن نضيف إليهم هنا من الأسماء الى أقل شهرة عين
. القضاة الحمدانى وسيد عاد الدين نسيمى
ولا يمكن أن نترك الحديث عن تأثير الفلسفة فى العرفان دون أن نشير
. إلى تأثير مدرسة أخرى - غامضة إلى حد ما - وهى المدرسة الرمسية
فى الإسكندرية ؛ ثم انتقلت إلى شعوب البحر المتوسط وإيران . وكان
أغلب تأثير الحرمسية فى ميدان العلوم العملية والعلوم الغريبة : فهرمس أو
إدريس النبى عند المسلمين كان يعد دليل الكيمياء الإنسانية والقوى
النفسية الى تعد جدراً بين العالم المحسوس ولعالم المعقول . وقد أسند إليه
ابن النديم فى الفهرست وضع اثنتين وعشرين رسالة فى فنون العام
المخلفة . وقد ترجم أفضل الدين الكاشانى كتابه المسمى « زجر النفس»
أو «معاضلة النفس» إلى اللغة الفارسية تحت عنوان «ينبوع الحياة؛ أو
ينبوع النفس لحرمس» . وإلى هرمس وكتاباته يرجع جنوح عارف «
المسلمين إلى التينجات والطلاسم والعلوم العريبة التى عدت فى عصر من
العصور من مستازمات العارف أو التصوف » بل إن بعض كتب جابر
هرمس عليه . وفى هذا لمجال يذكر أن مزج ذى النون المصرى للتصوف
بالكيمياء كان من تأثير أفكار هرمس عليه . وكان ذو التون شيخاً لعدد
من المتصوفة الإيرانين منهم على سبيل المثال سهل بن عبد الله التسترى
وعباس بن حمزة التيسابورى ويوسف بن الحسينالرازى» ويقال : إن
الشيخ الأخير سافر إلى مصر ليتعلم الكيمياء واسم الله الأعظم على يد ذى
النون . كيا نقل عن القلسفة الهرمسية عجز القياس الأرسطى عن الوصول
وهناك فكرة أخرى من المرمسية سادت الفكر الشيعى وخاصة
الإمماعيل » وتسربت إلى العرفان » وهى فكرة المطابقة التامة بين العالم
الصغير أى الإنسان والعالم الكبير أى الكون . وتنسب أبيات شهيرة فى
هذا المجال إلى الإمام على » وبالرغم مما يقال من أن أول من طرق هذه
الفكرة هو اين عربى فإنه يمكن تتبع أصول هذه الفكرة عند المفكر
الصوفية المتأخرين » وفصلت تفصيلا شديدا عند محمود الشبسترى فى
أعلى من كل استدلال ومنطق ؛ وأن طريق الوصول إليها هو الزهد
وتهذيب النفس ثم الشهود والإشراق © وهذه الفكرة تتفق تماماً مع ما يراه
القرن السادس - وكان من المشهور إلى عهد قريب أنها من تأثير
الإسماعيلية - فكرة الاعتقاد بأن هناك هادياً مهايا يساعد السالك فى
نفس حى بن بقظان ابن سينا » والشاهد فى السماع عند عارى القرن
السابع والمرشد عموما عند كل الطرق الصوفية » وكان يسمى عند هرمس
«الطباع التام» .
الإسلام » وما يهمنا فى هذا المجال هما الزردشتية والمانوية :
أما الزردشتية فبالرغم من أنها كانت ديانة عملية تمجد القوة » وتمتم
بالواقع الإنسانى أكثر من اهتّامها بعلاقة الإنسان بما هو خارج ذاته -
فإها تعرضت بشكل مالمشكلة المصير الإنسانى ؛ واهتمت بجوانب
أخلاقية نابعة من تفكير القوم آن ذالك . وف كتاب زردشت الأبستاق
لماح مستمر على جانب التطهر فيا يتعلق بجميع جوانب حياة الإنسان ؛
وعند الزردشتيين أن القوتين : الخيرة « الإسبنتامينو» والشريرة « الأنكرة
مينوه فى كل إنسان » لكن عليه أن يقاوم القوة الشريرة حتى بخرج بالقوة
الخيرة من حد القوة إلى حد الفعل .
ولقد كانت الثنوية والصراع بين القوتين ف داخل الإنسان وتغلب
متصوفة إيران ؛ كيا كان التصور الزردشى لعالم الدين المملوء بالنور
والملائكة بالقوة والملائكة بالفعل كتزاً من الكنوز الى اشتق منها الصوفية
رموزهم + ولاشك أن دراسة عرفان السهروردى المقتول دون دراسة
للزردشتية وعوالمها دراسة ناقصة . وتنتشر فى أجزاء الابستاق المعروفة
معرفة الخالق الكلى عن طريق العقل المقدس .
الإنسان قبل حلولحا فى البدنكانت تنزل فى عالم الملكوت ؛ وبعد هبوطها
انقسمت قسمين : قم حل فى البدن وقسم آخر يق فى صورة ملاك
لتلك الروح فى العالم الباق ليرعى نصفه الذى حل فى البدن ويجاهد فى
هدايته إلى عاله الباق ؛ هذه العقيدة كانت منشا الحديث عن غربة
الكبير ومعبد النار والخرابات كانت المعين الذى اشتق منه شعراء الصوفية