فالعلم والقول أصل كل خير؛ والظلم والجهل أصل كل شرّء والله
تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين للحن وأمره أن يعدل بين الطوائي. بلا
[تهذيب مارج السالكين 1١87/1 - 1084]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه؛ من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده
ونصلي ونسلم على سيدنا محمد؛ النبيء الأمي؛ الأمين؛ بلغ
الرسالة؛ وأدى الأمانة؛ ونصح الأمةء وتركهم على محجة بيضاء ليلها
كتهارهاء تلاق مل صلم طلى حب يا لذ ومجتى وات
بإحسان إلى يوم الدين.
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد تل وشر
الأمور محدثاتهاء وكل بدعة ضلالة.
َم التذاب بنكة بآثر لا كله ©)"".
(9) سورة آل عمران.
وقال تعالى : ييا اليب تامنما اكثرا اله يرثا الكيقد ()4”".
سعد الإبل» تعقيب» كتبته سنة /1487ه 1487م حين كنت طالباً في مرحلة
تحضير رسالة الدكتوراه» بجامعة أم القرى بمكة المكرمة؛ ضمن حوار
تحريري جرى بيني وبين أحد أساتذة الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة
المنورة» يدعى الدكتور ربيع؛ حول بعض القضايا العلمية المتصلة بمنهج
المحدثين النقاد في التصحيح والتعليل.
حين أرسلت إليه رسالة صغيرة في حدود سبع صفحات لأنبهه على
أخطائه العلمية الفادحة في فهمه لنصوص النقاد ومصطلحاتهم الواردة في
تعليل حديث ابن عمر في فضل الصلاة في المسجد النبوي» وذلك في كتابه
(©) سورة الحجرات.
ة البقرة؛ هذه الآيات كلها تعلمنا الآداب والاعتدال وعدم الاعتداء حتى في
القتال مع الأعداء. وما بالكم في الحوار العلمي بين الإخوة المسلمين. ومن
أتقىر العباد وأكرمهم عند الله. وقد قال الله تعالى: فإإنَّ أَكْرَتكرٌ بنذ أن
(بين الإمامين: مسلم والدارقطني)'"» ثار ثائره؛ ثم جاءني رده عليها بعد
له في تلك الرسالة بعبارات محترمة وبأسلوب علمي نزيه» فإن الأستاذ أبى
إلا أن يخاطبني في جميع ردوده بتكبر وعناد واستهزاء؛ ولسان حاله يقول:
بما أن هذه الردود التي رددت بها عليه قبل سبع عشرة سئة تحمل
فوائد علمية جمة تتصل بتصحيح مفاهيم مغلوطة لدى كثير من الباحثين حول
منهج المحدثين النقاد في تصحيح الأحاديث وتعليلهاء وحلولا منهجية لكثير
من الشبهات التي يتخبط فيها كثير من الدارسين اليوم في مجال الحديث
إلى جانب إلحاح بعض أصدقائي علي؛ فإني أقدم إلى قرائي الأعزاء ذلك
التعقيب» بعد إجراء تغيير في أسلوبه؛ وترتيب جديد لمواضيع الحوار؛
وحذف كثير من الجزنيات الفرعية التي تتصل بأسلوب الطرفين في المناقشة
تفند دعاوى الأستاذ التي يطلقها في كتابه كرا وفراء وتدحض شبهاته التي
استغلها للإساءة إلى سمعتي بين طلبة العلم وأهله؛ وإيذائي بأنواع من السب
والشتم والتهم والطعن في النية.
إنذأنا كافيت منأساء فقد صرت إلى مثل سوءمافعلا
إن معالي الأمور تسمى لمن يصبر عند المكروه إن نزلا
ذوالحلم في جنةتردسهام الجهلعنهإن جاهل جهلا
أما موضوع الحوارء فهو ما أخرجه الإمام مسلم في أواخر باب فضل
الصلاة في المسجد النبوي من حديث ابن عمرء بعد أن صدر هذا الباب
١ أصل هذا الكتاب رسالته للماجستير تقدم بها إلى جامعة الملك عبدالعزيز؛ فرع مكة
بحديث أبي هريرة الذي لم يختلف في تصحيحه أحد من النقاد؛ واتفق
ملم مع البخاري في الاعتماد عليه.
وهذا الحديث الذي روي عن ابن عمر قد أعله الإمام البخاري
والنسائي والدارقطني. وحين قام الأستاذ بدراسته وتخريجه ضمن موضرع
حتى إنه لم إلى دقة الإمام مسلم في بيانه لها من خلال ذكر الروايات
وجود انقطاع في الرواية الأخيرة» لا لأنه اكتشف ما لم يستطع اكتشافه أمثال
البخاري والنسائي والدارقطني من عباقرة النقد وأساطين الحديث في
عصورهم الذهبية؛ وإنما بناء على أن الحديث روي في صحيح مسلم؛ وأن
حديث ابن عمرء وأن الإمام مسلماً لم يورده في صحيحه من أجل اعتماده
منه حين صحح تلك الروايات مخالفاً لأولثك النقاد؛ وقد كان يتخيل أن
نتائج بحثه ودراسته في كتابه (بين الإمامين) إبداع نادر في مجال الأبحاث
بما أن الدكتور ربيع الذي كان رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة
الإسلامية بالمدينة آ: الا لم يعجبه ذلك مني ولم يكن مستعدا لتصحيح
أخطائه العلمية؛ ربما لأنفي طالب غريب عن البلد أصغر منه يدرس في عقر
)١( يقول الأستاذ: «وأستغفر الله لقد ألجاتني أن أقول إن كتاب (بين الإمامين) قد حظي
بالتقدير والاحترام في الأوساط العلمية؛ مع أني ما كنت أنتظر من أحد ذلك؛ وإنما
السنةل"". وكانت مهارته في توهيم القارئ بصواب ما يدعيه لافتة
مغرضة”"" إلى مدير جامعة أم القرى يتهمني فيها بالانحراف ثقافيا وعقدياء
حاثا له على فصلي من الجامعة؛ لكن الله تعالى حفظني من شرور ذلك
الصنيع الذي يذكرنا بحديث النبي 01
فيه خلة من نفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد
أخلف وإذا خاصم فجرء!".
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
لقد حاول الدكتور ربيع في كتابه (التتكيل) المليء بظلمات الأكاذيب
والأباطيل؛ أن ينكر اتفاق النقاد على تضعيف حديث ابن عمرء بعد أن
اعترف به في كتابه (بين الإمامين)؛ لكي يتهمني بتضعيف حديث رواه مسلم
في صحيحه. لكنه بعد دراسته لنصوصهم الواردة بهذا الصدد لم يستطع إنكار
ذلك» بل اضطرب في النتيجة بين الأقوال الثلاثة؛
-١ حججهم ضعيفة.
)١( كان الأستاذ يحاول أن يوهم القارئ في جميع حواراته أنني أضعف حديثاً رواه مسلم
كل ما أورده مسلم في آخر الباب من الأحاديث والروايات.
وقد صرح بذلك الأستاذ نفسه قبل الحوار في كتابه (بين الإمامين؛ ص: 745+
وص: 747 الطبعة الهندية)؛ وبعد الحوار أصبح الذي ضعفه هو هذا العبد الضعيف.
(9) سيأتي ذكر محتوى هذه الرسالة - إن شاء الله تعالى - في الحقيقة الثالثة.
© صحيح ملم في الإيمانء باب بيان خصال المنافق 48/1 (شرح النووي)
يعني للبخاري؛ ثم للنسائي؛ ثم للدارقطني؛ ثم للقاضي عياض حول موضوع واحد
ثم تسثمر لهذه الحقبة الطويلة!! وهذا مستحيل عرفاً.
© غير أنهم لم يستوفوا الحيثيات!
أمور يضحك السفهاء متها ويبكي من عواقبها اللبيب
القول برأيهم حرام على غيره لا سيما من يرى حججهم
إذن لماذا هذا التهويل والتهويش والتفسيق والتبديع» والتحركات السرية
لممارسة ضغوط على مدير جامعة أم القرى لأن أفصل منها؟!
وهل هذا الفعل من خصال الإسلام؟!
وهل هذا السلوك من السلفية ومن أخلاق السلف؟!
وهل علينا أن في قبول ذلك من نقاد الحديث؛ أمثال البخاري
والدارقطني والنسائي» أن يأذن لنا الأستاذ بذلك؟!
وهل يميل إلى مذهب الإرجاء الذي يتمثل في أن الإيمان لا يضره
الكذب والفسق؟! ومن الفسق سباب المسلم وإيذاؤه وإرهابه.
النبي يي قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»!".
إن اهتمامه البالغ بجانب التبديع والتجريح في نية الخصم والتشكيك
خصمه؛ بعد أن اعتبره من أهل الأهواء؛ دون أن يعرف عنه
وعقيدته»؛ ويضفي على ذلك التصرف المذموم الشرعية الدينية!
الواقع أني لم أكن سوى مؤيد للأئمة النقاد في تعليلهم لحديث ابن
.77//١ البخاري كتاب الإيمانء باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله )١(
عمرء في ضوء الأدلة والقرائن التي شرحتها له سابقاً في الأوراق التي
أرسلتها إليه في بداية الحوار. وفي حال ما إذا لم تتبين لي الأدلة كان
عليّ أن أسلم للنقاد ما صدر عنهم من الأحكام في مجال التصحيح
والتعليل؛ باعتبارهم أهل تخصص وملكة في هذا الشأنء لا لكونهم
قال الحافظ ابن كثير:
«أما كلام هؤلاء الأئمة المنتصبين لهذا الشأنء فينبغي أن يؤخذ مسلماً
فالمحدث الماهر لا يتخالجه في مثل هذا وقفة في مواقفهم؛ لصدتهم
وأمانتهم ونصحهم»!".
وقال السخاوي:
«. . فمتى وجدنا في كلام أحد المتقدمين الحكم به كان معتمداً لما
أعطاهم الله من الحفظ الغزير وإن اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح؛ اها" .
والثقاد إذ أعلوا حديث ابن عمر في فضل الصلاة في المسجد النبوي؛
فإنهم لم يضيعوا جزءا من السنة؛ بل قاموا بتدقيق الرواية غاية التدقيق لكي
خير الجزاء".
.74 اختصار علوم الحديث ص: )١(
فتح المفيث 170/1
(©) في يوم من الأيام بعد أن أرسلت إليه الأوراق التي تذ تصحيح أخطائه العلمية؛
الظلال» إذ فوجئت بأحجار كبيرة الحجم تقذف نحوي؛ بدون انقطاع» من وراء جبل
ولله الحمدء لم يمسني شيء من أذى الأستاذء بفضل الله تعالى» بل
نال جهدي في سبيل إحياء منهج المحدثين النقاد - بتوفيقه تعالى - صدى
وعلومه؛ وهم كثر - ولله الحمد - في الأقطار الإسلامية؛ لا سيما في بلده
الذي حاول أن يستأصلني منه بدون رحمة أو شفقة
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ذرعا وعند الله منها مخرج
جزى الله تعالى الأستاذ الدكتور راشد الراجح» مدير جامعة أم القرى
سابقاً؛ والأستاذ الدكتور صالح بن حميد؛ عميد كلية الشريعة بالجامعة
سابقاً؛ والأستاذ الدكتور عبدالعال أحمد عبدالعال المشرف على رسالتي
للدكتوراه» خير الجزاء على لطفهم وحسن معالجتهم لما لقَّقهِ الأستاذ علي
من التهم» مع كوني طالباً غريباً يدرس في بلدهم؛ وجعل الله تعالى ذلك
في ميزان حسناتهم التي يسرون بها يوم ال
سترى عظم نعمة الله علي؛ وحكمة مسؤولي الجامعة في معالجة تلك
القضية بمنتهى الإنصاف والعدل» حين تطلع على محتوى الرسالة التي
كلما يأتي حجر كنت أتحول من مكان إلى مكان متسع؛ ولم يرهبني حجم الأحجار
ومضت الأيام إلى أن جاءني رد الشيخ ربيع صباح يوم العيدء فإذا به يقذفني من وراء
الجبال بتهم تشبه تلك الأحجار التي رأيتها في المنام؛ ولما قاومتها بفضل من الله
وقد أخبرني غير واحد من الإخوة الذين كنت أثق بهم أن هذا هو ديدن هذا
ثم يزعم أن ذلك في سبيل الله! وحاله مع كثير من العلماء وطلاب العلم غير