ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه ؛ لأن مثل هذا لايجوز أن ينكتم في مستقر
ويستعمله دل على أنه غير مبدل ولا مغير !9) .
ويقول ابن حزم : ( القول بأن بين اللوحين تبديلا كفر صريح وتكذيب لرسول
وإنا نحفظ ذلك الذكرمن التحريف والزيادة والنقصان - إلى أن قال : إن أحداً لو
حاول تغيير حرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا هذا كذب وتغيبر لكلام الله حتى أن
الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له الصبيان
الحفظ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما في الكشير مه أو
في القليل ؛ وبقاء هذا الكتاب مصوناً من جميع جهات التحريف مع أن دراعي
الملاحدة واليهود والتصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات !.
ويقول ابن حزم - في الجواب عن احتجاج النصارى بدعوى الروافض تحريف
القرآن - ( وأما قرفم في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من
- المعتمد في أصول الدين مير م
* الفصل في الملل والنحل '
- ' مفاتيح الغيب * 1 م
الشيعة الإثنى عشرية وتحريف القرآن |7 |
ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية : ( وكذلك - أي في الحكم بتكفيره - من زعم
منهم أن القرآن نقص منه آيبات وكتمت ؛ أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط
الأعمال المشروعة ونحر ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية
وبعد : فالشواهد في هذا المجال لاتحصى كثرة وهي موجودة في مواضعها في كتب
التفسير وعلوم القرآن والحديث والعقيدة والأصول وغيرها.
- ' الصارم المسلول ' دار الكتب العلمية - بيروت : ص 881 +
| الشيعة الإثنى مشرية وتحريف القرآن
الفصل الثاني
الشيعة والقرآن الكريم
الشيعة الإثنى عشرية وتحريف القرآن ل
أولا : علماء الشيعة المصرحون بأن القرآن محرف وناقص +
١ ) علي بن إبراهيم القمي :
قال في مقدمة تفسيره عن القرآن ( ج36/1 ط دار السرور - بيروت ) أما ماهو
حرف مكان حرف فقوله تعالى : (( للا يكون للناس على * الله حجة إلا الذين ظلموا
المرسلون إلا من ظلم !") يعنى ولا من ظلم وقوله : ((ما كان لمزمن أن يقل مؤمنا
أن تقطع قلوبهم '*)) يعنى حتى تتقطع قلربهم .
قال في تفسيره أيضا ( ج96/1 ط دار السرور - بيروت ) :
وأما ما هو على خلاف ما أنزل الله فهو قوله : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله '" )) فقال أبو عبد الله عليه السلام
لقاريء هذه الآية : (( خير أمة )) يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليهم
(( كنتم خير أئمة أخرجت للناس )) ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية (( تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) ومثله آية قرئت على أبي عبد الله عليه
السلام:(( الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين
هاما !'" )) فقال أبو عبد الله عليه السلام : لقد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين
(( الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين
إهاما )) وقوله : (( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله !؟) فقال
أبو عبد الله : كيف يحفظ الشيء من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه فقيل
الإثنى عشرية وتحريف القرآن ٍ ١ ا
له : وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ فقال : إتما نزلت (( له معقبات من خلفه
ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله )) ومئله كثير .
وقال أيضا في تفسيره ( ج7//1© دار السرور . بيروت ) :
وأما ما هو خرف فهو قوله : (( لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه
والملائكة يشهدون '" ) وقوله :((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في
محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لم !")) وقوله : (( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم
أي منقلب ينقلبون !9 )) وقوله : (( ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في
'- الفرقان : 6ل
- الأنعام : 47
ملاحظة : قامت دار الأعلمي - بيروت في طباعة تفسير القمي لكنها حذفت مقدمة الكتاب
للسيد طيب الموسوي لأنه صرح بالعلماء الذين طعنوا في القرآن من الشيعة +
*- أخي المسلم أنت تعلم أن كلمة (( في علي )) (( آل محمد ))ليستا في القرآن +
الشيعة الإثتى عشرية وتحريف القرآن 11
( 7 )_نعمة الله الجزائري واعزافه بالتحريف :
قال الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية //981 0 8/8 :
(( إن تسليم تواترها يإ القراءات السبع » عن الوحي الآلحي وكون الكل قد نزل به
الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع
التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا ؛ مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا
على صحتها والتصديق بها '". نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي
وحكموا بأن ما بين دفي لصحف هو القرآن المنزل لا غير ولم يقع فيه تحريف
ولا تبديل ٠)
(( والظاهر أن هذا القول !"نما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها سد باب
لحوق التحريف ها '9) .
ويمضي نعمة الله الجزائري فيقرر أن أيادي الصحابة امتدت إلى القرآن وحرفقه
الأخبار الموضوعة !*)) فإنهم بعد الن يي قد غيروا وبدلوا في الدين ما هو أعظم من هذا
'- يقصد صحة وتصديق الروايات التي تذكر بأن القرآن محرف.
' - أي إنكار التحريف +
"- وهذا الكلام من الجزائرى يعني أن قولهم ( أي المنكرين للتحريف ) ليس عن عقيدة بل
لاجل مصالح أخرى .
* - يقصد الاحاديث التي تروى مناقب وفضائل الصحابة رضوان الله عليهم +
الشيعة الإثنى عشرية وتحريف القرآن ١"
كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول والأئمة الطاهرين
وفضائح المنافقين وإظهار مساويهم كما سيأتي بيانه في نور القرآن!" )) .
ويعزف الجزائري على النغمة المشهورة عند الشيعة بأن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا
علي رضوان الله عليه وأن القرآن الصحيح عند المهدي وأن الصحابة ما صحبوا البي ف
إلا لتغيير دينه وتحريف القرآن فيقول 7170771:736/7 :
(( قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أسير المؤئين عليه
السلام بوصية من الني ل » فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلا بجمعة » قلما جمعه كما
أنزل أتي به إلى المتخلفين بعد رسول الله 8# فقال لهم : هذا كتاب الله كما أنزل
فقال لهم علي : لن تروه بعد اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي عليه السلام +
وفي ذلك القرآن'"" زيادات كثيرة وهو خال من التحريف » وذلك أن عثمان قد كان
من كتاب الوحي لمصلحة رآها قا وهي أن لايكذبوه في أمر القرآن بأن يقولوا إنه
مفزى أو إنه لم ينزل به الروح الأمين كما قاله أسلافهم ؛ بل قالوه أيضا وكذلك جعل
معاوية من الكتاب قبل موته بستة أشهر لمثل هذه المصلحة أيضا وعثمان وأضرابه ما كانوا
يحضرون إلا في المسجد مع جماعة الناس فما يكتبون إلا ما نزل به جبرائيل عليه السلام +
المحرمية دخولا وخروجا فكان ينفرد بكتابة مثل هذا وهذا القرآن الموجود الآن في أيدي
'- عزيزي القارئ إن المقصود في نور القرآن هو فصل في كتاب الانوار النعمائية لكن هذا
الفصل حذف من الكتاب في طبعات متأخرة لخطورته ٠
- يقصد القرآن الذي عند المهدي +
الشيعة الإثنى عشرية وتحريف القرآن | ١7
الناس هو خط عثمان » وسموه الإمام وأحرقوا ما سواه أو أخفوه + وبعثوا به زمن تخلفه
إلى الأقطار والأمصار ومن ثم ترى قواعد خطه تخالف قواعد العربية )) +
وقد أرسل عمر بن الخطاب زمن تخلفه إلى علي عليه السلام بأن يبعث له القرآن
الأصلي الذي هو ألفه وكان عليه السلام يعلم أنه طلبه لأجل أن يحرقه كقرآن ابن مسعود
أو يخفيه عنده حتى يقول الناس : إن القرآن هو هذا الكتاب الذي كتبه عثمان لاغير
فلم يبعث به إليه وهو الآن موجود عند مولانا المهدي عليه السلام مع الكتب السماوية
ومواريث الأنبياء ولما جلس أميرالمؤمنين عليه السلام ''؟ على سرير الخلافة لم يتمكن من
النهي عن صلاة الضحى ؛ وكما لم يقدر على إجراء المتعتين متعة الحج ومتعة النساء .
والتقاء الساكنين مثل ما تصرف فيه عثمان وأصحابه وقد تصرفوا في بعض الآيات تصرفا
نفرت الطباع منه وحكم العقل بأنه ما نزل هكذا .
وقال أيضا في ج 7/1؟* :
الأبار آنهم خليهم الملا أنسروا شسيتهم راي هذا جود مين الراك ف الستلاة
وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي
النامن إلى السماء ويخرج القرآن الذي أله أسير المؤمنين عليه السلام فيقرى ويعمل
- هذا الكلام من العالم الجزائري الشيعي هو جواب لكل شيعي يسأل نفسه لماذا لم يظهر علي
رضى الله عنه القرآن الأصلي وقت الخلافة -
- هذا جواب العالم الجزائري لكل سني اوشيعي يسأل لماذا يقرأ الشيعه القرآن مع انه محرف +
الشيعة الإثنى عشرية وتحريف القرآن 04
( 7 ) الفيض الكاشاني ( المتوفي 1٠١81 ه ) :
وثمن صرح بالتحريف من علمائهم : مفسرهم الكبير الفيض الكاشاني صاحب
تفسير " الصافي ".
التفسير بالصافي لصفائه عن كدورات آراء العامة والممل والمحير '9)) .
وقد مهد لكتابه هذا باثني عشرة مقدمة » خصص المقدمة السادسة لإثبات تحريف
القرآن . وعنون لهذه المقدمة بقوله ( المقدمة السادسة في نبذ نما جاء في جمع القرآن +
وبعد أن ذكر الروايات الي استدل بها على تحريف القرآن » والي نقلها من أوثق
المصادر المعتمدة عندهم » خرج بالنتيجة التالية فقال : (( والمستفاد من هذه الأخبار
وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا
ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ماهو خلاف ما
أنزل الله ؛ ومنه ما هو مغير محرف ؛ وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي
عليه السلام » في كثير من المواضع ؛ ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
التزتبيب المرضي عند الله ؛ وعند رسول صلى الله عليه وآله وسلم !6 .
'- تفسير الصافي - منشورات مكتبة الصدر - طهران - ايران ج١ ص17 +
؟- المصدر السابق ص 40 +
”- تفسير الصافي ١/9؟ منشورات الاعلمي - بيروت + ومنشورات الصدر - طهران +