بعض ما أحتاج اليه لهذا البحث ومع كل أسف قاربت الدورة على النهاية
ولم تردنى أى اجابة الا ما وردنى عن السجون من سعادة اللواء يحيى
عبد الله المعلمى مدير ادارة السجون بالمملكة شخصيا +
فكان الجود من الموجود كما يقال ٠ أى أننى اكملت بحثى على قدر
ما أملك وما توفر عندى من امكانيات يحتاج اليها مثل هذا البحث وقدمت
البحث على صورته الحالية ونلت بموجه ديلوم الكشف عن الجريسة
بالوسائل العلمية بدرجة ممتاز +
وبعد عودتى من مصر طلب منى صاحب مكتبة المجيع العلمى بجده
أن يقوم بنشر هذا البحث على أمل أن يستفاد منه فى هذا المجال ولا سينا
ونحن اليوم فى حاجة لدفع الشبهات عن قصور الشريعة الاسلامية +
وبناء عليه فقد وافقت راجيا من الله العلى القدير أن فيد هذا
الكتاب كل من يطلب الفائدة على أننى لم أحاول التوسع فى هذه الطبعة
وجعلت كل فقراته مختصرة وشاملة فى نفس الوقت + فعصرنا اليوم هو
عصر الوقت والمحافظة على قيمته +
وها هو الكتاب تصدره في طبعته الثانية الدار السعودية للنشر
والتوزيم ٠ واعادت طباعته لدليل على ما لاقاه هذا الجهد المتواضع من
أهل الاختصاص والقراء على السواء +
وقد كان لى الشرف أن يكون من أساتذتى فى الشربعة الاسلامية
الشيخ مناع القطان مدير المعهد العالى للقضاء والدكتور عبد الكريم
عثمان أستاذ الثقافة الاسلامية بجامعة الرياض والمشرف على البحث
الدكتور أحيد المجدوب أستاذ الظاهرة الاجرامية بجامعة أسيوط ٠ على
أنتىاعتمدت على تجاربى العملية أكثر وخبرتى فى تعاملى مع رجال القضاء
فى المملكة كمحقق أو كمدعى عام + ومع هذا فانتى لا أنزه تفسى من الخطأ
فالكمال لله وحده والله أسآله التوفيق والسداد +
المؤلف
صاحب السمو الكى الامير نالف بن عبد العزيز وزير الداخقية
مع المؤلف فى مطار جدة الدولى ثناء مغادرة سموه الى القاهرة
الحضور مؤتمر وزراء الداخلية العرب
تمهيد
تخوض القوى الخفية العالمية معارك فاصلة ؛ فتتسابق هذه القوى
على تنفيذ مخططاتها ٠٠ وتبذل الكثير من الأموال لتحقيق هذه المخططات )
والعالم اليوم يتقسم الى معسكر ملحد بحارب الأدبان السماوية أيا كان
.٠+ ومعسكر يؤمن بالأديان ويعترف بها +٠
وقد افلح المعسسكر الأول عندما استطاع كارل ماركس عام كحها م
ام الدول الى أقسام متناحرة + تثير الشغب والاضطرابات تحت اسم
ما يعرف بالثورات ؛ فنتج عن ذلك تعدد الأحزاب فى جميع دول العالم
ثم اصدر مُتمر لاهاى عام ١/873 قرارا بتكوين حزب سياسى فى
كل دولة ؛ يهدف الى تجميع قوى العمال لمواجهة الأحزاب الأخرى التى
تمسك زمام السلطة بين يديها )١( ++
وبهذا استطاع ماركس طمس الأديان وتعاليبها » فقامت الثورات
المعادية للأديان والمحاربة لها ؛ بأسماء متعددة ؛ والهدف واحد
اشتراكية شيوعية شعبية قومية عمالية ب الهم أنها تقضى
على الأديان وتعاليم الأديان ٠ +
+ القوى الخفية التى تحكم العالم )١(
وعلى اارغم من قوة الدين الاسلامى ؛ وميزاته + وبما فيه من تعاليم
صالحة لكل زمان ومكان ؛ وعلى الرغم من سرعة انتشار هذا الدين
بسرعة فائقة فى كل بقاع الأرض ؛ الا أن الزحف الأحمر الملحد المنادى
بهدم الأديان قد وجد طريقة بين صفوف المسلمين أنفسهم ؛ فهذه بعض
الدول العربية والاسلامية تعترف بالتنظيمات الشيوعية الملحدة فى دولها +
خطيرة على العالم كله ؛ وليس على العالم الاسلامى فحسب * ٠ وتعسل
أيضا على وقف اتساع الدين الاسلامى الذى ييكاد يْطى العالم كله ء لولا
هذه العقبات لكان هو الدين الوحيد للبشرية اليوم ؛ كنا أراد الله
سبحانه وتعالى ٠ » قال تعالى : « ان الدين عند الله الاسلام » +
به من تعاليم +٠ حتى بين المسلمين أنفسهم أصبح الشباب وخاصة من
الغرب او تعاليم الشرق يتفقون مع أساتذتهم على قصور
الاسلامى عن مواكب ما يدعونه عصر العلم والتقدم وعصر
ترجم عن علماء المسلمين علمهم وفكرهم الذى نسيناه نحن وأحتفظوا به
ولكننا بجب الا تفقد الأمل فى شباب الآمة الإسلامية ؛ فعليهم تعلق
آمال الاجيال القادمة سيقودونها الى كل خير بأذن الله +
الفصل الاول
تعريف الجريمة الإتجاهات المتعددة لمفهوم الجريسة المذاهب
المختلفة فى تفسير الاجرام » الظاهرة الاجرامية تعريف الظاهرة
الوضيعة وآثرها فى الظاهرة الاجرآمية +
تعريف الجريمة
الاجرام :
منذ عرف الانسان الحياة على وجه هذه الأرض وهو فرق بين
الافعال الطيبة الصالحة والاإفعال المذمومة والغير مرغوبة ؛ وجاءت
الله عليه وسلم خاتم الانبياء يوصف بأنه ذو خلق عظيم وقال تعالى :
الكريم بأن المجرم سيندم على فعله عند لقاء ربه قال تعالى : « يود المجرم
لو يفتدى من عذاب يومئذ » () وللاجرام معانى ومفاهيم متعددة
فالجريمة والاجرام تعالج من زوايا مختلفة +
الاخلاق :
ان المثل العليا لأى مجتمع من التجممات الانسانية + تعتبر من الامور
الهامة وأى مساس بها إيعتبر مساس بأفراد المجتمع ولهذا يجب معاقبة من
يخالف هذه المثل العليا أو يمس بما وبالتالى يعتبر فى عرف الجباعمة
« مجرم » ٠ خارج على قواعد المجتيم +
ناع المجتمع بأن المخالفات للمثل العليا تعتبر شىء غير
مرغوب ؛ فان الحاجة تتبلور لإيجاد قانون يحد من هذه الافعال ويعاقب
كل من يرتكب أى فعل من الافعال المخالفة لمثل وعادات وتقاليد المجتمم +
+ سور ة الروم/7) )١(
+01١ سورة المعارج آبة )(
ولكن التقنين أتخذ أشكال مختلفة ومعاملة المجرم ايضا كانت
من مجتمع الى مجتمع آخر من حيث الشدة فى العقاب والتساهل
فى معاقبة الجرم قال تعالى : « أنه من يآت ربه مجرما فان له جهنم لا
الاتجاهات المتعددة لمفهوم الجريمة
ان امطلم على الافكار والاراء التى تعالج الجرريسة يجد أن هناك
اختلاا متباينا فاذا تجاوزنا أراء علماء الاجتماع وعلماء القانون وعلماء
الاجرام وعلماء النفس + نجد أن علماء علم معين مختلفين أيضا فى ارائهم
هذه ولكننا لاا نعالج هذه الاتجاهات بتوسع وآنما فذكر ظرة كل علم
تجاه الاجرام +
اولا - علماء الاجتماع :
أن المجتمع وحده هو الذى يجرم الفعل من عدمه ؛ فهو الذى يعتبر
أن هذا الفعل محبوب ومرغوب وذاك مذموم ومحرم أن يرتكب » وأنذ
يعاقب مرتكبه العقاب الذى يرضى المجتمع +
ولكن هذه الافعال متغيرة ومتبدلة تبعا لمفاهيم المجتمم ؛ فقبل خمسة
عشر عاما تقريبا كان الدخان فى عرف مجتمم اواسط نجد شىء محرم وغير
مرغوب ولكنه اليوم شىء عادى لا ينظر اليه بذلك المنظار الذى كان قبل
9/2 سور طه )١(
البعض اليوم فى الدول الغربية بأباحة تعاطى المخدرات كحق من حقوق
الخدرات معروفة على شكل واسم فكانتتتاطايها يناقب بالجلا قيّاسا على
شارب الخمر » ولكن متعاطى المخدرات اليوم أصبح يشكل خطرا
وايران + والسجن 16 سنة مى المملكة العربية السعودية + مثلاء
تحديدا قاطعا فكانت هناك آراء تقول أن المجتمع هو السبب فى أنحراف
المتحرفين عن جادة الصواب فكان رد الفعل لدى من م يوفر له المجتمع
مطالبه هذا الفعل المخالف للمثل والاخلاق والعادات والتقاليد والقيم +
وكانت للشيوعية نظرة مخالفة للواقع وتعتقد بأن السبب هو القع
والعثف الموجه ضد طبقة من الطبقات ولكنه سيزول بزوال الدولة +
ثانيا علماء الاجرام :
وقد قال البعض منهم مشل « لومبروزو » أن المجرم يولد مجرما +
وقيل أن هناك أستعداد لدوافم الانسان قد تكون موروثة أو ان للبيئة
أثر كبير فى تكوينها لينمو الاستعداد الاجرامى لدى الانسان ٠ وقيل أذ
التكوينات الجسمية كالعماء والصم والبكم وغيرها من الحواس لها أثر
كما قيل أن الحاجة هى الاساس فى الانحراف السلوكى كالمحتاج
الى المال أو الى الجنس الاخر أو لاشباع غريزة منالغرائز » ولكن هذا
القول مردود عليه ففى الدول الغنية لا يوجد فقر ولا توجد أى حاجة الا
ولها ما يشبعها ومع هذا فالجرائم فى تطور مروع ٠ وجرائم الأغنياء
تفوق جرائم الفقراء والمحتاجين +
ثالثا ب علماء النفس :
يرد علماء النفس الافعال الجنائية الى وجود مكبوتات داخل النفس
الانسانية هذه المكبوتات ضمن منطقة اللاشعور تسبب ضغط لا ارادى
تدفع الانسان الى سلوك قعل معين ويصفها « فرويد » بالطاقة الجنسية
أو الغريزة الجنسية +
رابعا علماء القاثون الجنائى :
أختلفوا فى تفسيرهم لسلوك المجرم فمنهم من قال أن الانسان حر
فى تصرفاته 6 فهو يعرف الشر ويجتنبه وبعرف الخير ويأتيه وهو مسئول
أصحاب النظربة التقليدية +»
أما أصحاب المدرسة الوضعية ٠ فيقولون أن الانسان مسير وليس
مخير وهو يتصرف ضمن ظروف محيطة به وحتمية تجعله يرتكب هذا
الفعل حتما دون خيار منه * فلو أجرينا تجربة علمية معينة ستحصل على
النتيجة المحددة ولو كررنا العملية سوف تكون النتيجة واحدة ٠ وهكذا
ييكون الانسان فى نظرهم خاضع لمثل هذه التجارب +
خامسا - علماء علم النفس الجنائى :
هناك أختلاف بين علماء هذا العلم وأن كان هناك أتفاق حول مفهوم
ظرية التكاملية أو المذهب التكاملى ومضمونها أن السلوك الانسانى
ناتج عن تفاعل عدة عوامل هذه العوامل هى :