العربى . وذكرنا فى هذا الفصل صورا
م وضحنا مظاهر تسامح المسلمين مع الصليبيين ؛ وكيف اعترف بذلك
الاسلام والتحضر بالحضارة الاسلامية ٠
ويدرس الفصل الثانى عشر أحوال ( اليعود قى الدول امات
فيدا بالمقارنة بين التسامح الاسلامى والعصبية اليهودية » ثم يقار ب
أحوال اليهود فى الدول الاسلامية وأحوالهم فى الدولتين الفارسية
0 كا يوسم صورا كثيرة لحياة اليهود فى المجتمع الاسلامى
حيث ينعمون بالتسامح والحرية » وتحدثنا عن أحوالهم فى بلاد الأندلس
وفى مصر الاسلامية ؛ ثم قارنا بين أحوال يهود مصر وأحوال يهود
لفظائع ومظاهر تعصب
أما الفصل الثالكث عشر فيتحدث عن اليهود فى فلسطين فى العصر
الاسلامى ) ف ن كيف كانت فلسطين دائما جزءا من العالم الاسلامى
والوطن العربى 4 ثم يتحدث عن موقف العرب المسياميع من اليهود فى
فلسطين قبل القرن الثامن عشر الميلادى + ويدرس أحوال اليمود فى
فلسطين فى العصر العشانى ٠
ويدرس الفصل الرابع عشر أحوال العرب والمسلمين فى اسرائيل +
فقد شهدنا فى الفصول الماضية صورا ناصعة البياض تثبت تسامح
المسلمين مع المسيحيين واليهود على السواء ؛ فى جميع الدول الاسلامية
ويدرس هذا الفصل الأحوال السيئة الى يعيش ' 0 الآن العرب
والمسلمون فى اسرائيل ؛حتى يستطيم القارىء أن يرى الفارق الكبير بين
الحالتين والمعاملتين ٠
والفصل الخامس عشر + والأخير » بعنوان ( حضارة العرب أرقى
عقلية اليهود » وثقافتهم المحدودة ؛ وبناقش مدى نجاحهم فى فى النواحى
الاقتصادية ؛ ثم يقارن بين الثقافة العربية والثقافة العبرية + وينتمى
الفصل بدراسة الحضارة والثقافة فى اسرائيل +
وبعد ؛ فهذه صفحات مجيدة ؛ تشرف كل مسلم ؛ وكل غربى +
وتبرز تسامح الاسلام والمسلمين مع أهل الذمة ؛ وتوضح جواب حياة
اهل الذفة على مز النصون الاسلامية . وتوجو أ يكون التوفيق قد
التوفيق .
دكتور على حسنى الخربوطاى
استاذ التاريخ الاسلامى المساعد
بجامعة عين شمس بالقاهرة
التفل ارأءلك
قبل الإسلاعم)
ااستطهاد الزدفان الهود وهمجرتهم الى الجزيرة العربية::
استمر اليهود يحرفون البقية الباقية من العقائد اللوسوية +
للوصول الى هذه النتيجة هى التآويل التى استغلوها فى التزريف
تأمر بحب الغريب واحترام حقوقه لاتعنى الا الغريب من اليهود ؛ وأنذ
اليهود وتشويه عقولهم حينما ظهر المسيح الذى كشف عن نماقهم فى
كثير من آيات الانجيل . ولكن المسيح ومن بعده أتباعه قد دفعوا ثمن
كشفهم عن هذا الخداع غاليا + اذ راح اليهود الذين كانوا منبثين م
أنحاء الأرض يسلون على تشويه سمعة المسيح وأتباعه برميهم ب
تكرر الصراع بين اليهود والمسيحيين » فقام اليهود بثورة على
الرومان سنة *» بعد الميلاد » وذبحوا فيها كل من وقع تحت أيديهم من
غير اليهود » ثم انتهت بهزيستهم وتشتيت شملهم وهدم معبدهم على يد
+ 84 القصاص : الاسراليليون وروح العدوان مص )١(
خلس
عاما جديدا ؛ وأعادوا تكوين مجلس حكمهم « السانهدرين » ومجنعهم
العلمى + ووثقوا الروابط بينهم وبين جالياتهم المنبثة فى أنحاء الأرض >
ونظموا جمع الضرائب من أفرادها ؛ وقاموا بمحاولة أخرى سنة ١١6 فى
قبرص مابين مسيحيين ووثنيين . وفى سنة 134 قاموا بمحاولة أخرى
غير اليهود بقسوة معدومة النظير ولكنها أيضا باءت بالاخفاق » ويحد
ذلك تتابعت ثوراتهم وتتابع معها اخفاقهم وتبدد شملهم +
أخذ يهود فلسطين يذوبون شيئا فشيئا فاندمج بعضهم فى
الحضارتين اليونانية والرومانية ؛ وقد تخلوا على الأقل عن تحجرهم
الفكرى ؛ بيد أن فريقا منهم استبقى ايمانه بالديانة اليهودية كرمز للكياذ
اليهودى فلم يستسة التفريط فى أحدهما » فكان لا ,شور على
الاحتلال الأجنبى + وكان قيام الثورات المسلحة ضد الحضارة الهلينية
أكبر دليل على جمود الشكر اليمودى . وما لبثت ثورات اليهود أن
استتفدت صبر الامبراطورية الرومانية خدمرت أورشليم سنة ٠ بعد
الميلاد وذبحت عددا كبيرا » وبيعت النساء والأطفال فى أسواق الرقيق +
وتسكن البعض من الفرار ؛ فخرجوا الى الأقطار المجاورة » وكانت
الجزيرة العربية مقصد عدد كبير منهم +
اليهود فى الجزيرة العربية قبل الاسلام :
تناثرت الجماعات اليهودية فى أنحاء المعمورة حاملة معها تفكيرها
البدائى الذى يذهب الى أن بنى اسرائيل خير الأمم لأنهم شعب ( يهوه )
وأن أرض اسرائيل أحسن البلاد لأنها موطن يهوه +
توارث اليهود هذا التفكير فأوجد فيهم الغرور والتخريب والانزواء
الخالد ( المحبة ) وما تعنيه من تسامح ؛ واتتشر التفكير الذى لم يكن
من المسيحية فى شىء وهو الانتقام من القوم الذين أنكروا المسيح
واضطهدوه » ونا عداء متبادل بين اليهود والتصارى وتغلغل فى القلوب
وعم معظم أرجاء العالم ء اليهود يؤمنون أنهم مضسطهدون مكروهون
كان نصيب الجزيرة العربية من اليهود النازحين عن فلسطين بعد
اضطهاد الرومان لهم كبيرا ؛ فقد كان من هاجر من بنى اسرال
جزيرة العرب فى العهود الأولى التى قاربت عهد موسى لايز
فتسرب عدد منهم اليها +
وأصبحت الجزيرة العربية بعد ذلك مهبطا مرغوبا لليهود يسارعون
الى الهجرة اليها كلما شعروا بخطر يهددهم فينزلون فى رحاب اخوائهم
الذين سبقوهم اليها آمنين شر أعدائهم وقد فصلت بينهم مفاوز
الصحراء )١(
اليهودية فى اليمن :
اليهودية فى اليمن فى عهد الدولة الحميرية الثانية » وكان
تنيجة لغزو فلسطين وتحطيم بيت المقدس على بد ( قيطس ) فى سنة
«» م . واذا حكمنا من واقع الأسماء التى وصلت الينا تستطيع أن تقرر
أن معظم اليهود فى بلاد العرب كانوا من الآراميين والعرب المتهودين لا
من سلالة ابراهيم ٠ (؟)
كان أول من اء:
اليهودية من ملوك الدولة الحميرية باليين هو
( برائق والمعجوب 3 محسد وا ليهود ريه !أت
() حتى : تاريخ العربا من )7
أسعد بن كرب ( م - 46 م ) وتروى المصادر العربية القديمة أنه
بلاد الصين ؛ وعادت محملة بالغنائم . كما حاصرت جيوشه روما ؛ وأدت
له القسطنطينية الجزية . كذلك تذهب الروايات العربية الى أن أسعد هذا
غزا شرب وكسا الكعبة وأنه كان أول من تهود من العرب )١(
وتروى الروايات العربية قصة اعتناق أسعد بن كرب اليهمودية +
فتروى أن أسعد حين قفل من الشرق الى اليمن مر بالمدينة ؛ وكان قد
حبران من قريظة فتكلا معه + وأعجب بهما ورأى أن لهسا علما فترك
المدينة وانصرف عنها وعاد الى اليمن مصطحبا معه الحبرين ؛ ودءا قومه
المسيحية فى الجزيرة العربية قبل الاسلام :
نجت بلاد الحجاز ونجد من الغزو والاستسار الأجنبى ؛ فلم تكن
لهذه البلاد خيرات أو مميزات تجذب الفاتح وتشجعه على تحبل وعورة
السطح وقسوة المناخ » بل ان هذه البلاد لاتجود حتى لسسكاتها مايمكنهم
تحدث المؤرخ ( واشنجتون أرفنج ) (*) عن مدى تعرض الجزيرة
العربية الغزو فقال : ربا تدلنا دراسة أخلاق وطبائم العرب على الأسباب
التى جعلت أحوال العرب ثابتة على مر الزمن . فقد كان وضعهم الجغرافى
المستمر ورغبتهم فى الاستقلال الدينى والسياسى الى أن صاروا
عن الغزو والاستعمار +
() ابن غشام : كناب التيجان فى ملوك حمير من 148 وما يمدق +
محمد سس ١8 ( من ترجمة مؤلف هذا الكتاب ) +
بسط سلطانها على اقليم الحجاز ؛ فقد كانت الدولتان قبل ظهور الاسلام
تتنافسان على مناطق النفوذ ؛ ولكن وعورة الطرق الموصلة الى الحجاز +
وطول خطوط الامدادات والتموين + وجدب الصحراء ؛ وعدم وجود
اجيش عربى مركزى توجه اليه الدولة الفارسية أو الدولة الرومانية
جيوشها وجهودها ؛ أدى الى بقاء الحجاز فى آيدى أصحابه من العرب
بعيدا عن السيطرة الأ
حتى اذا لمس الفرس والروم عجزهم عن بسط تفوذهم السياسى على
بلاد الحجاز » اتجهوا الى بلاد اليمن » حيث كانت تحكمها الدولة
الحميرية العربية . وأخذ الرومان ينشرون المسيحية كتبهيد لبسط
السيادة الرومانية وآدرك الفرس حقيقة أهداف الرومان فعملوا على
الوقوف فى وجه السياسة الرومانية وأخذوا يعرقلون التجارة الرومانية
فى الخليج القارسى +
بدأت المسيحية تجد طريقها الى اليمن عن طريق الشام وقد أخذت
البعثات السورية الفارة من الاضطهاد تدخل اليمن فى أوقات غير معروفة
لنا » ولكن أول سفارة مسيحية الى جنوب بلاد العرب وصلت الينا
للتنافس بين امبراطوريتى الفرس والروم فى سبيل الحصول على مناطق
نفوذّ فى جنوب بلاد العرب ؛ وكانت لهذه البلاد أهمية ادية كبرى +
فقد كانت تنتج كميات. كبيرة من البخور والتوابل والأعشاب الطبية +
كما كانت تقع على طرق التجارة الرئيسية فى العالم القديم . ونجح
توفيلوس فى انشاء كنيسة فى عدن وكنيستين آخرين فى سلكة
الحميريين . وقد اعتنقت نجران الدين الجديد حوالى سنة 5.6 ميلادية.
وأصبحت أهم معقل للمسيحية فى جنوب شبه ١ لعربية ٠
أدى التنافس فى بلاد العرب الجنوبية بين معتنقى الدينين الجديدين
الى العداء والصراع . وتسابق اليهود والتصارى فى اليمن لتهويد ا وتتصير
أهل اليمن الذين ظلوا على دين آبائهم وآجدادهم من عبادة الأصنام +
وحاول كل فريق أن يتغلب على منافسه ويسحقه من غير رحمة ولا شفقة.
فوقع بين أتباع الدياتتين صراع مام سات فيه الدماء . وكاات
الحكومة البيزئطية بعد تنصرها على السياسة القديمة فى مقاومة اليهود
باضطهادهم والضغط عليهم . وهذا مما حدلهم على توجيه أنظارهم الى
خصوم الروم وأعدائهم من الفرس )١( -
وكان الفرس على الغالب يا
اليهود » كما كان من مصلحتهم
كانت جبهة من هذه الجبهات +
صراع اليهود والنصارى حول السيادة فى اليمن :
أحرز اليهود اقتصارات كبيرة على النصرانية فى اليمن ؛ حين اعتنق
ملك حميرىاليهودية وبداً اضطهاده العنيف للمسيحيين + وتعصب لليهود
أقيه اخواته اليهود من اضطهاد
فترات من الزمن متساهلين مع
أييد كل جبهة معادية للروم ؛ واليمود
فقتلهم حرقا فى الخنادق . وصور القرآن الكريم هذه الحادثة فى هذه
الآيات الكريمة (*) : ( قتل أصحاب الأخدود . النار ذات الوقود . اذهم
عليها قعود . وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ) . ويعلل المترؤرخ
العربى المسيحى المعاصر الدكتور فيليب حتى () هذه الواقعة بآن الملك
+ 183 جواد على : تاريخ العرب قيل الاسلام د * من )١(
+ 46 ولفنسون : تاريخ اليهود فى بلاد العربة صن )(
(0) حتى : تاريخ العرب ص 78+
يذكره بحكم الحبشة المسيحية البغيض +
غضب ( جستنيان ) امبراطور الدولة البيزنطية لما لحق بسيحى
نجران ؛ باعتباره حاميا للمسيحيين فىكل مكان » وطلب من نجاثى
تجارة منافسيه الغرس ؛ والآخر دينى ؛ وهو جعل السيادة للدين المسيحى
كانت الحبشة حينئذ فى ذروة مجدها تجرى بأمرها على البجار
تجارة واسعة ؛ ويبخر لها العباب أسطول يجملها تتتسلط بنفوذها على
ماحاذاها من البلاد ؛ وكانت حليفة الامبراطورية البيزنطية ورافعة علم
المسيحية على البحر الأحمر ؛ كما كانت بيزنطة رافعة عليها على البحر
اللتوسط (؟) -
تظاهر الأحباش بأنهم قدموا للانتقام مما حل بالمسيحيين فى
نجران ؛ ولكنهم كان دون هذه الحجة ستارا يخفون وراءه أغراضهم
الاستعبارية . أرسل النجاشى الى اليمن عبر البحر الأخبر ؛ جيشا يتألف
من سبعين ألف رجل بقيادة ( أرياط ) .. وانتصر الأحباش على الحميرين
اسنة مام
أصبح أرباط حاكما على بلاد اليمن ؛ وظل يتولى أمور هذه البلاد
حتى آخذ عليه قواده اتحيازه الى فريق منهم فى توزيم العطاء والغنائم +
الحكم فى اليمن بدلا من أرباط ٠ (©)
(1) حنن ابراعيم ! تاريخ الأسلام حا ١ من 59 +
!) هيكل : حياة محمد من 1 +
سيرة ابن اهشام جد ١ من 1 +