سس قرة الحقائق في الشريعة الإسلامية وأثرها في حياة الناس
فما مدى قوة هذه الحقيقة يا ترى؟ وما مصير الناس أمامها؟»
هذا ما سوف أحاول تناوله في هذا الوضوع إن شاء الله
تعال» فأقول وبالله التوفيق:
وأعي بالحقائق جمع حقيقة؛ والحقيقة هي الشيء الثابت يقينا
بلا شك» والحقيقة في العلوم هي الحد الأدنى من المعلومات
يتقيّلها ويذعن إليها رغم أنفه» حى وإن عاندها ورفضها
القوة الي في الحجة تظل تطارده وتدفعه دفعا إلى الحقيقة حي
القامرس الجديد لعلي بن هادية وأصحابه» ص 286 ط / المؤسسة الوطنية للكتاب+
سس قرة الحقائق في الشريعة الإسلامية وأثرها في حياة الناس
يذعن إليها ويسلم بهاء بل رما بقي الأيام والأشهر والسنوات في
لها بالقهرء قال الشاطي في معرض كلامه عن عدم التكليف
بالأوصاف الباطنية لأنما قاهرة للإنسان وليس بمقدوره الوقوف
أمامها: إن الأوصاف القلبية لا قدرة للإنسان على إثباتها ولا
على نفيهاء أفلا ترى أن العلم وإن كان مطلوبا: فليس تحصيله
بمقدور أصلاء فإن الطالب إذا توجه نحو مطلوب:
يمكن الانصراف عنه
وهو الكتسب» دون نفس العلم» لأنه داخل عليه بعد النظر
ضرورة؛ لأن النتيجة لازمة للمقدمتين» فتوجيه النظر فيه هو
اللكتسب» فيكون المطلوب وحده"!ء والشاهد من النص: قوله إن
وسوف يحصل له بالضرورة إذ ليس بمقدوره أن يدفعه؛ إذ العلم
الضروري يدخل إلى إدراك الإنسان بقهر الضرورة» والعلم
أ- الموافقات للشاطي» ج2» ص 111» ط/ دار امعرفة بيروت لبنان.
بس قرة الحقائق في الشريعة الإسلامية وأثرها في حياة الناس
للكتسب - وهو الحاصل بعد النظر -يدخل إلى إدراكه بقهر قوة
الحقيقة اليّ فيه وبضعف الإنسان خلقة.
ثم يوكد هذا الأمر قائلا: " وأما العلم على أت النظر:
حصل لم يمكن إزالته على حال" ! إذ لا يكلف الإنسان بالعلم»
وإنما يكلف بالبرهان على العلم وتوجيه النظر إليه؛ والحوم حوله»
تعالى عذرا للمؤمن إذا هو ارتد عن الإسلام؛ لأن دفع معرفة الله
عنه ليس بمقدوره ولا بمقدور غيره» وإنما بمقدوره العناد بنطق
الكفر حى وإن خالف لسأئه قليّه وعقلَه فكل من أسلم
واستقرت معرفة الله تعالى وصفاته في قلبه: لم يمكنه إبعاد تلك
المعرفة أبداء فلم يمكنه الكفر» فإن أظهر خلافها بلسانه: لم يعذر
أبداء إذ من فيد وأسر بالإبمان الناتج عن معرفة: الم يمكنه كسر
قيده ولا الفرار من سجنه؛ ولكن يمكنه أن ينافق ويخادع الناس
بأنه قد تمُلّص من معرفة الله تعالل ومن الإيمان به؛ فكان له العقاب
الشديد على خداعه ونفاقه هذين وليس على الإنفلات من معرفة
سس قرة الحقائق في الشريعة الإسلامية وأثرها في حياة الناس
الله والإممان به» فذلك غير حاصل منه أبداء إذ كل من عرف الله
تعالى حق المعرفة: أسلم نفسه له؛ وحسن إسلامه» وكان العبد
الطيع لربه.
وإنَ أثَرَ هذا القهر بالمعرفة للحقيقة لنجده أكثر وضوحا عند
العلماء» إذ هم أكثر الناس إمانا بالله وإقبالا عليه وخحشية منه؛ قال
تعالى: ابض الله بن ياد اام !. خاصة علماء الكون
حيث ختم بقوله هذا قوله: ل تر ال أ من لماه ماء
2 عار لسِ ل صر تا 1 كك 2
دراسة الظواهر الكزنيه من إتزال الماء من السماء مطرا وإخراج
العمرات به مختلفا ألوائما مع أنه نفس الماء» الماء واحد والثمار
إختلاف ألوان الناس والدواب والأنعام؛فكل من يصير عالما في مثل
قرة الحقائق في الشريعة الإسلامية وأثرها في حياة الناس
الظواهر هذه من الكون: لا محالة يكون مومنا بالله تعالل خاشيا له
لأنه خالقها ومصورهاء وإذا كانت الحقيقة المنجلية لعلماء الكون
تفعل هم هذه الفعلة فإن علماء الشريعة من باب أولى أن تكون
فاعلة بم أكثر مما فعلت بعلماء الكون ... وأنا أستمع للشيخ
محمد الغزالي -رحمة الله عليه- يوما في حصة دينية على التلفاز
الجزائري يقول في معرض حديئه عن قوة المعرفة وقوة الحقيقة
المتجلّاة وعلى رأسها حقيقة وجود الله تعالى وأنما قاهرة للإنسان
الكلام الخطير من شيخ جليل يعتبر النموذج الرائع في حسن
الدعوة إلى الله... قلت: مابال الشيخ يقبل على هذا الكلام
الخطير؟!... وأسعلة كثيرة أخحذت تتزاحم في ذهي في ثري من
قهرته هذه الحقيقة الكبرى وهي حقيقة وجود الله وكماله؛ فكان
مطمثنا إلى أنه لن يشتطيع الانفلات من معرفة الله؛ فلم يستطع
مس قرة الحقائق في الشريعة الإسلامية وأثرها في حياة الناس
الإنفلات من الإيمان به وبما عرض عليه سبحانه من الإمان
آمن بالله آمن بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره
وشره من باب أؤل» إذ الإمان بوجود الله يسهل الإمان بمم
ويقتضيه؛ إذ أخبر الله به على لسان نبيه في حديث جبريل: " قال
واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " أ فلما كان الشيخ
الجليل كذلك تحت هذا القهر العلمي بحقيقة وجود الله: لم يستطع
أن ينافق أو يخادع الناس بأنه قد كفر فعلا بالله تعال» إذ النفس
الطمثنة لا تستطيع الكفر والجحود؛ ولما كان هذا الشيخ الجليل ما
معرفة الحقائق عليهم وذلك لعجزهم أمام الحقيقة الإمانية ...فليس
لهؤلاء جميعا بعد أسرهم وقهرهم بالحقيقة إلا الاستقامة مع الله
تعالى إمانا وطاعة...
أ- أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإمان» باب بيان الإيمان والإسلام والإحسانت
حديث 1 واللفظ له؛ وأخرحه البخاري في صحيحه كتاب الإمان» باب سؤال جبريل
النني صلى عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان حديث 50.
قوة الحقائق في الشريعة الإسلامية وأثرها في حياة الناس
مكانة حقائق الشرعةالإسلامية:
تعال هذه الشريعة بمجموع حقائقها كما حفظ أساسها وهو
القرانة الكريم بالحفظ في الصدور وغير الصدور» قال تعال:
ا ُ 0 » فالحفظ للشريعة الإسلامية
أ-حفظ القرآن الكريم في الصدور وغير الصدور: وهذا أمر
هين وبسيط» إذ ما أسهل على المرء أن يتروي في زاوية لوقت
يسير ليحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب فيتحقق له ذلك وأعى
بالزاوية زاوية حفظ القرآن الكريم أو لكاب وهذا الأمر في
متناول عامة الناسء والحفظ في غير الصدور قد يكون أسهل من
الحفظ في الصدور؛ إذ ما أسهل على المرء أن يكتب مصحفا ورقيا
عن تطور وسائل الإعلام كالأقراص المضغوطة واللينة وغيرها من
الوسائل» كل هذه الأنواع جيدة لحفظ القرآن الكريم وستبقى في
تطور وتنوع مستمرين مادامت الحضارة على الأرض في تطور
قوة الحقائق في الشريعة الإسلامية وأثرها في حياة الناس
مستمر إلى يوم القيامة؛ إذ الوسائل التكنولوجية هي من أحسن
وسائل حفظ القرآن الكريم بعدما كانت الصدور هي الأحسن.
ب-حفظها بوضعها مبنية على لحفائق قوية وبراهين وحجج
متينة: إذ عليها تتكسر كل الطرّهات وكل الخرافات وكل
2 - الأنبياء 24.
4 - القصص 75
* هرد
قوة الحقائق في الشريعة الإسلامية وأثرها في حياة الناس
وهذا التحدي الشديد في هذه الآيات باق ومستمر إلى يوم
القيامة» لأن القرآن الكريم معجزة مستمرة إلى يوم القيامة.
وقال تعالى في سورة الأنعام: ب ا كاملل
ماركا وُحَؤيَ وك حرا من شي كَتَهحَدي تن
وقال في سورة القصص ردا على المشركين الذين رفضرا
شريعة محمد َه بعدما أقام عليهم الحق بالحجة والبرهان إذ قرر
علم وصفهم بالضلال بل هم أضل مخلوقات الله بقوله: تم