العمل والتحقيق منذ سنتين تقريباً؛ مستعيناً بالله تعالى على إقام تحقيقه
وإخراجه بالشكل اللائق » ولقد من الله تعالى علي بذلك؛ وهو خير معين ؛ فيسر
حيز الحرية بعد أن كان حبيساً قرابة ألف عام ؛ وأسأله تعالى أن أكون قد
وفقت في سعبي ؛ وجانبت الشطط والزلل في عسلي . كا أرجو من إخواني أهل
العلم والتحقيق أن يفضوا الطرف عن الحفوات والزلات الي لا أبرّيّ نشي
وعسلي منها ؛ فإن العصمة لكتاب الله وحده. كي أسأل إخواني طلبة العم أن
أن الحمد له رب العالمين
راجي عفو ربه المنّآن
أبو حفص مجود بن أحمد الطحان
الرياض» غرة ربيع الأول من سنة 1601ه
اطلعت- أثناء إصلاح تجارب الطبع الأخيرة- على طبعة للكتاب
الدكتور حمد رأفت سعيد حفظه الله. ولدى اطلاعي السريع عليها فوجئت
بأمور كثيرة وقع فيها الأستاذ الحقق ما كان ينبغي له الوقوع فيها » وأنا
أذكرها بشكل عام ثم استعرض اللاحظات التفصيلية والأخطاء في قراءة
النص مال تاك الأولى من تحقيق النصء
١ - اعتاد الأستاذ المحقق على نسخة مخطوطة كُنبت سنة 1470م التي رمز
لها بجرف (ك) وقال إنها نسخة كتبت عن النسخة القدية الي رمز ها
العلمية؟ اللهم إلا تكثير عدد النسخ الخطوطة» وإثقال حوائي
الكتاب بالمفارقات بينها . ثم إنه لم يذكر اسم ناسخها ؛ فالظاهر أنه
مجهول. ثم الظاهر أنه جاهل ليس من أهل العلم ء بدليل أنه يخطىء في
» - عنايته بذكر مفارقات النسخة (ك) وعدم عنايته بذكر مفارقات الجزء
الرابع من الخطوطة الذي هو في المكتبة الظاهرية؛ والذي رمز له
النسخة قرثت على المؤلف . وهو الجزء الرابع حقيقة من تجزثة الأصل»
وفاحش .
يدعهن في سفر ولا حضر ؛ المرأة والمكحلة والمشط والمدر أو السواك »
النسخة المخطوطة- كبا بلي ٠ ... المرآة والمكحلة والمشط ء والذراء
والسواك » فحرّف النصنٌ في ثلاثة مواضع» أولاً «المرأة » بدل
فظنها الأستاذ المحقق أنها « ادر » ثالثاً- وهو مبني على التحريف
يصبح العدد أربعة لا خمسة.
وزاد الأستاذ المحقق الطين بَلَّةَ حين شرح كلمة المدرء فئبَّت بذلك
وأدع للقارئً الأمر بدون تعليق خشية الإطالة. ولكن أرجو من
القارئ الرجوع إلى النهاية ©٠ ٠4/4 ليرى سوء النقل وتحريفه أيضاً!
ثم ما فائدة مل النبي صلى الله عليه وسام « المدر *- وهو الطين
المتاسك- في السفر والحضر؟ الظاهر أنه أمر تعبدي لا دخل للعقل
فيه ؛ والعلم عند الله تعالى .
+ - عدم الشكل والضبط: فلا يكاد يشكل أو يضبط كلمة أو عَلَاً من
الأعلام. وهو قصور كبير في أصول التحقيق؛ حتى الكلات التي
ضبطتْ في الخطوطة أهمل الحقق ضبطها .
ه - خطؤه في أرقام الآيات عند عزوهاء فهو داماً يزيد في رقم الآية
جلها /.ه/ وهكذا. ومن العجيب أنه في 3247/1١ جاء قوله تعالى
« إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دن الله أفواجاً »
فقال في الحاشية رقم )١( «سورة النصر آية 303 »! يا ترى أين الآية
+ - تركه للأخطاء الطبعية الكثيرة والفاحشة بدون تصحيح ولا جدول
خطأ أو صواب في آخر الكتاب.
» - تخريجه لكثير من الأحاديث من المصادر غير الأصلية النازله؛ مع
وجودها في المصادر الأصلية العالية الميسورة؛ وهو قصور في كبير»
فمثلاً في 17/7 الحاشية رقم (©) قال: في تخريج حديث « إن الله طيب
يحب الطيب الخ... » قال: «رواه أحمد عن أي ريجحانة؛ وسام
والترمذي عن ابن مسعود » وأبو يعلى عن أبي سعيد ؛ والطبراني عن أأي
أمامة وامن عمرو وجابر الخ... ثم قال: كشف الخفاء /34؛ حديث
7 » فهل يصلح هذا في أصول تخريج الأحاديث؟
+ - عدم التزامه بأصول الطباعة الحديثة؛ فلا يبدأ كل خبر أو حديث أو
فكرة من أول السطر بفقرة مستقلة إلا قليلاً. وهو شيء لا يعذر فيه
الطلاب في بحوثهم التي يقدمونا في المدارس والجامعات.
- الملاحظات والأخطاء في قراءة النص أو الأخطاء الطبعية-
في الصفحات الأولى من تحقيق النص
١ - جاء في ص 7- وهو أول صفحة في تحقيق نص الكتاب- في السطر
«ما يحدوا إذا ... » وقال في التعليق عليها « هكذا رسم الكلمة في (م+
ك) وبعدها (إذا) ».
» - في ص 8- سطر ه . سقطت الواو قبل كلمة « نقله م
» - في ص 4- سطر ١ « ابو حلزم » والصواب « ابو حازم ».
4 - في ص 4- سطر ؟ « إملاً » والصواب « إملاة ».
.* في ص 4- سطر ؟ «حمد ابن إسحاق » والصواب «حمد بن إسحاق - ٠
+ - في ص -٠١ سطر 6 «غسان ابن رضوان » والصواب «غسان بن
- في ص -٠١ سطر ل «اليرا صعداد » والصواب « البزاز ببغداد ».
- في ص -٠١ سطر ٠١ « فقال
-٠ في ص -١١ سطر ١ «الحسن بن عبدالرحمن بن خلال » والصواب
« اسن بن عبد الزحن بع لاه ٠
٠٠ في ص -١١ سطر ه «نياً » والصواب
.* سطر © « أعلا » والصواب « أعلى -١8 في ص ٠+
- في ص -١“ سطر # «ناملك » والصواب « نا مالك ».
في ص -١8 سطر ١ «غسان الفلالي » والصواب « غضان اللاي ».
.» في ص 14- سطر 7 « حفاظ أخلاقنا » والصواب « حفاظ أخلافنا ٠8
- في ص -١4 سطر ١١ «الهوى » والصواب « الهروي ٠»
.*» الرسوي » والصواب « الطرسوسي « ١ سطر -7١ في ص ١
»- في ص -7١ سطر ١ « الدهري » والصواب « الداهري ».
كنا نروح بمنة ويسرة » والصواب
عراش ف
؛- في ص -7١ سطر 1 «الثريس » والصواب « النَرْسِي *.
-*١ في ص ١؟- سطر 9 « أبو حبيب » والصواب « أبو خُبَيْب ».
في ص -7١ سطر لا « أحمد بن العباد » والصواب « أحمد بن عاصم
«*- في ص ١؟- سطر 8 « الوصيفي » والصواب « أبو صَيْفِي *.
4 فيص -7١ سطر ١ «عن بن جريج » والصواب «عن ابن جُرَيْج ٠»
©*- في ص -7١ سطر ١١ « وتجتروا به امجالس » والصواب « وتخيّروا به
المجالسن »:
هذا عدا عن الأخطاء في التعليقات والحواشي فهي كثيرة أيضاً لكن أمرها
أخف من الخطأ والتحريف في نص المؤلف الذي نود نشر علمه ؛ فهو أمانة بين
تعالى فقط .
هذا ولم أقصد من هذا التنبيه انتقاص الدكتور الحقق ولا الناشر » وإغا
أردت البيان إبراة للذمة ونصحاً للعلم الذي ينبغي خدمته والحافظة على
نصوصه؛ وعدم تحريفها ؛ ولعل الله يهدي الأستاذ المحقق والناشر أن يتلافيا
هذه الأخطاء فيعيدا طبعه بشكل يليق بقدر الكتاب وقدر مؤلفه ؛ ولا أدعي
أنا ولا غيري العصمة عن الخطأ والزلل » لكن كثرة الأخطاء وفحشها هو الذي
المحقق
متدكة اتقيق
-١ ترجمة الخطيب. ِ
»- التعريف بكتاب « الجامع لأخلاق الراوي وآداب الامع »
*- التعريف بالنخ المخطوطة.
- عملي في التحقيق.
ترجمة ال يب
إن الباحث في حياة الخطيب يجد فيها مثالاً كرياً للعالم الدءوب الذي
خالط حب العم شغاف قلبه ؛ وشغله التحقيق في سائله ؛ والغوص على دقائقه
رجل العلم الذي عاش للعلم ؛ ورحل للعلم ؛ واضطهد في سبيل العلم.
ويمكن للواقف على حياة الخطيب العلمية أن بميز فيها ثلاث مراحل بارزة»
هذه المراحل هي:
)١ مرحلة ابتداء الطلب والتثقيف العام.
») مرحلة إنشاء الرحلات لسماع الحديث وجعه.
©) مرحلة التصنيف والإسماع.
وهي مراحل طبيعية يمر بها عادة أكثر المحدثين الذين اشتهروا » وتألق نجمهم
واستفاد الناس من علمهم و
جمل حياته:
ومجمل حياته أنه ولد من أسرة غير مشهورة سنة 87*هء ونشأ في رعاية
)١( تراجع ترجته في: البداية والنهاية: 101/173 وتبيين كذب المفتري ص 918 وتذكرة
والنجوم الزاهرة: 0/لا8 ووفيات الأعيان 76/١ وطبقات الشافمية الكبرى: 78/4
وغيرها
كا تنظر ترجمته العلمية الوافية في كتاني « الحافظ الخطيب البغدادي وأثره في علوم
الحديث » الذي صدر قريب
الحادية عشرة من عمره بدأ بسماع الحديث ثم درس الفقه » وما بلغ العشرين من
عمره عزم على الرحلة ؛ فرحل إلى البصرة لسماع الحديث ومرّ بالكوفة ثم رجع
والجبال والدينور ؛ ثم رجع إلى بقداد وقد صار محدثاً وراوية كبيراً ؛ ومكث في
بغداد إلى أن بلغ ثنتين وخسين سنة ؛ وعندها خرج للحج ودخل دمشق وصور
يتردد إلى القدس- وعندما بلغ سبعين سنة» أي قبل وفاته بسنة عزم على
الرجوع إلى بلده بغداد » فرجع إليها ماراً بطرابلس وحلب ؛ ومكث بقية عمره
فيها إلى أن توفي ببغداد وله من العمر إحدى وسبعون سنة رحمه الله
هذا مجمل حياته؛ وهو عبارة عن إثارات وخطوط عريضة لا تشفي
الغليل . لكن في عرضها برتسم بوضوح في ذهن القارى* معالم حياته وملخصها +
ولنبدأً الآن بعرض حياة الخطيب ومراحلها بشيء من التفصيل
اسمه أحمد بن على بن ثابت بن أحمد بن مهدي؛ ويكنى أبا بكر ء واشتهر
بالخطيب البغدادي.
ذكر الخطيب في تاريخ بغداد في ترجة والدها'' أن أصله من العرب» وأن
له عشيرة كانوا يركبون الخيول؛ مسكنهم بالحصاصةا"' من نواحي الفرات.
كان له إلام بيط بالعلم ء فقد كان يخطب الجمعة والعيدين بقرية قريبة من
*ةح/ا١ تاريخ بقداد: )١(
الحصاصة: قرية من قرى الواد قرب قصر ابن هبيرة من أعال الكوفة: معجم البلدان )»(