يرسف وزليخا للشاعر جامي 4
"- إ رسال بوسف ال إلى حدمة مرليخا وتهيئة أسباب المتعةله
شائكة ذات ورود ذكية الرائحة وفروع أشجارها متشابكة في عناق جريء فالوردة تتراخى وسط
مركبة من الأوراق» بينما تتحني من فوقها شجرة الدردار وكأنها تظللها في ذلك المكان الحانئ أعطيت
جائزة الجمال للخلة المثمرة ال كانت أكثر الأشجار شاراً حلوة في الحديقة؛ فق يكل عذق فيها أكوام من
حصاد التمر السكزي _ المؤن الي يحمله ا كل من تعبت نفوسهم في طريقٌ الأسفار وتغذى طيور
الحديقة على ار يدف منها ما بشبه الحليبءكشجرة التيء فتبدو على أغصاتها كالصغار الرضع
وكات تتم فيها مس الظهيرة على نحو مشرقٌ وسط وشي أوراق الشجر الذي بغطي الأرض مخليط
من النور والظل» فيبدو منظرها ككنز من الذهب والمسك ورددت طيور السماء أغاريدها بعد أن
أثارها هذا النشاط الضوني تحت القبة الزرقاء المائلة إلى الخضرة وأما حفيف الأعداد الضخمة من
و اق الصتصاف الذي بمر عبر الهواء فكانت تستجيب له الأسماك بأعدادها الضخمة في جداولها
البصيرة القادرة على حل رموز صنع الخالق البارئ الحي العظيم» تمل مخلوقاته
هنا في هذا المكان قابات زليخًا بوسف وحدثه؛ ولكنه من جانبه حاول التخلص من حديثها
بالبحث عن وسيلة يختصر فيها الحديث بينهما كانت طيور الحديقة تمرد بصوت مسموع صائحة قائلة
الآن وقت المباهج الحسية!"
مكان فما عليكن إلا الطيران والمخاطرة مجياتكن من أجله! وبكل سرور أطعن أوامره ولكن إذا
المهيبة وبذلك تسرح لبها وروحها مع الحبيب وتعود يجسمها فقط إلى القصر!
يرسف وزليخا للشاعر جامي ١
إن العاشق السعيد هومن يصالح مع نفسه في قبول الفراق بأمر من المحبوب» ولكن عندما يطلب
منه الحبيب أن بتركه وشأنه؛ فعلى العاشق أن تحمل تجربة الفراق بكل صبر» وعندما لا بكون في خاطر
الحبيب ميل إلى اللقاء يمن يحب فالإتعاد أولى وأنجع بمنات المرات وألذ من اللقاء !
٠٠# إقبال اليل وع رض المجوامري جالهن على بوسف الف
عندما أظلم الليل وتحوات السماء إلى ما بشبه عروساً شابة لعوباء شعرها منسق متناثر مزدان
حنكك بأحلى أنواع العسل وأفتح شفني تأكل ماتشاء مما تحتويان !"
ومن دونه كيف بلذ لك مدام في السرير؟" وتقدمت أخرى مجللة بشعرها الفاحم الطويل معطر
تتركني معلقة ههكذا دون معين في الخارج مثل حلقة الباب!"
وأما أخرهن فقّد مٌنطقّت حول خصرها بزنار جميل وقالت: " أربد أن تحمل من ذراعيك
لكي تغوبه؛ ولكن يوس ف كان في قرارة نفسه حديقة ثقية من الجمال وم يكن محاجة إلى مثل هذه
يرسف وزليخا للشاعر جامي 97
أبن في الحقيقة أصتاءاً وليس غير ول يكن لدى بوصف نية سوى أن برشد هن إلى طريق العبادة
لحن: "أبئها العذارى الجميلات» العزيزات على عين الإنسانء لا تجلين العار على أنففسكى بسلوك طريق
الحادي لكل من ضل عن السبيل لقّد صاخ المولى ينا من ماء الرحمة؛ وبذر فيها بذرة الحكمة؛ التي
كن أن نزرع شيئاً متها في هذه الحديقة املكية- وتمكن أيضاً أن تتسو عاياً بكل فخر تحمل ثمار التقوى
حقيقّة الوجود ثم للى بأن علم كل واحدة منهن تسبيحة التوحيد والإمان ووعدها أشهدهن بأن لا إله
إلا الله؛ فكان له مذاق العسل في أفواههن
6 تضرع مرايخاً لدى وصيفته ا لالتماس حيلة وسبب سيث الوصال
ويرفعك إلى أعلى ما يكون الجمال؟ لا شك أن أولات الفاتنات جميلات القوام» في بياض الياسمين قد
الباب على نفسها وألقت بنفسها في حفرة اليأس ولما رأت زَليِخا هذا الفارق الحائل بينها وبين يوسف»
حبوبي مازال غرباً عني؛ وعلى ماذا حصات من إسّائه عندي نحت سقف واحد ؟ ما قيمة اتواصل
"ا بئة الحورء لقد منحك المولى من الجمال ما تستطيعين أن تأسري به قلب أعقّل رجل وتسلبيه
وجهك؛ ثم اجلسي معه وحدك وركبناك ملاصقنان لركبتيه؛ واجعلي تلك الشجرة الخصبة تتحرك
نه م بومقني بنظرة أبدا فكيف لي أن أستعرض جالي أمامه؟ ولوكتت القمر نقسهء فإنه م بلحظ
والفضة أود أن بكون لك قصر جميل؛ وفي كل مكان فيه برسم صورتك وصورته فنان عبقريءوأتما
قصر؛ اتفقت مع سهد متلك مثات المواهب الفنية في هذا الباب بكل أملة من يديه كان علمه
يرسف وزليخا للشاعر جامي 9
فإن حصيلة إبداعه تكاد تطير هنال مثل هذا الرجل كان الفنان الذي وضع تحت أوامر الوصيفة؛
وشرع ببناء قصر موه بالذهب فكان للقصر انسجام صفاء اليف في وقت الفجرء حجراته واسعة
خشب الأبنوس والعاج وبداخله غرف متحاذية؛ كمدد السماوات وكل واحدة مبنية من نوع من
حجر متلف عن الآخرء ومتميز بالبريقّ وصفاء اللون وفي الغرفة السابعة الي كان لونها وتصميمها وق
الوصف» نصب المهندس أربعين عموداً من الذهب المرصع كل واحد منها مزين بأشكال سنوعة من
الوحوش والطيور وفي أساس كل عود وضع غزلاً ذهيياً؛ وملا موضع صرته بالمسك الأذفرأما باحة
البيت التي تتوسطه فقد ملثت بطواوس ذات ربش مذهب تخبتر وهي تفرش بكررباء ذلا المرصعة
و وسط لاسا تحت شجرة م بر المسافر المترس بمشاهدة الغرائب شبيها لحا كان جذعها الأب
من الفضة؛ وفروعها من الذهب وأوراقها من الفبروزُ الأزرق الصافي وعلى كل غصن جم طائر من
الزمرد ذو متقار من عقيق
وفيكل مكان من القصر رسم الفنان صورة يوسف وزليخاء كماشقين انضما في عناق حميم ومنه
ترى زليخا تقبل شعي يوسف؛ وفي مكان آخر ُرى يوسف وهو يحل حجزة زليحًا - منظر مدروضس
لأناني السعيد فحيثما بنظر المرء؛ فإن صورتهما تجذب اتباهه أول ما جذب
هذاء كلما تحرك شوقها ونجدد واهتاج
شيء لمسكن الملذات هذا سوى يوسف ٠
نم! من دون الحبيب فإن الجنة نفسها تبدو قبيحة في عيني العاشق المتحرق» ولذلك قررت زليخًا أن
ترسل في طلب يوسف ليكون له فيه مكان الشرف» وبذلك تكون معه وحيدة تلعب لعبة الحب وتقفز
السكينة أخيراً في خصلات شعره الجاحة ولك عليها أولاً أن تزين نفسها وتبرز جالها لكي مجذب
نعم ! مهما كانت الوردة جميلة؛ فإنها بدو أكثر جالا سد من قطرات التدى
المعطرة إلى الوراء؛ وزادت عليها من طين المسك الفاخر ثم قامت بمسح جفونها بالكحل لكي تجعل
على الجمال الذي يصرح للمحبوب قائلً: "إن وجهك قد أشعل النار في قلي؛ فأحرقه حتى صار مثل
مهرجان للحب وشيك الوفوع وتدلى من شحمتي أذنيها قرطان تبدياكتجمّن على جاني القمر وبدا
أ السذاب : جنس نبائات طيبة من الفصيلة السذابية؛ ضيقّ الورق» والتشبيه واضح هنا
يرسف وزليضا للشاعر جامي 9١7
رداؤها على جسسها كبرعم الورد في حلة قشيبية من الفلالات وأخيراً وضعت على غدائرها السود
جمالها في المراة بنظرة ناقدة» وانهجت برؤية صورة الكمال معكوسة فيها
الشمس» هذا المخلوق المتميز الخالي م نكل شائبة؛ بوجه وجبين متألقين- نور على نور! ونظرة واحدة
منه تملا العالم بالنورء وكلمة واحدة من فمه؛ مجعل الثناء عليه يجاوب ويتردد صداه منكل حدب
وصوب
"أها الشاب الطيب القلب با سليل الداس المميزين الحبوب! والله إنك لشاب معجزة؛ تستح ىكل
احترام وتقدير ! في لشديدة السعادة بكل خدماتك الممّازة» لذا فبدوري أحس أني مدينة لك» تمال
على أوتار معزف فؤادي الرقيق- حتى بصير حديث الناس إلى نهاية الزمان"
وبدأت بإغرائه لكي بدخل إلى أول غرفة من الغرف السبع ولما وضعت قدمها عبر الباب
الذهبي أقفلته بالمزلاج الحديد وما إن أزاات خم الصمت عن فنها حتى بدأت أسرار قلبها تتثال على